عواصم - (وكالات): قال مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، إن «تصويت مندوب مصر في مجلس الأمن وتأييد مشروع القرار الروسي يعتبر أمراً مؤلماً»، مضيفاً أنه «كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي، هذا بطبيعة الحال كان مؤلماً ولكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر».
وتابع المعلمي «كانت تمثيلية مهزلة، بتقديم قرار مضاد، لم يحصل إلا على 4 أصوات، وأنا أرثي لهؤلاء الجهات التي صوتت لصالح القرار، لأنها واجهت رفضاً عنيفاً وقوياً، اليوم يوم مظلم بالنسبة للشعب السوري، ولكن الشعب السوري لا يعرف الظلام ولا يعرف اليأس، وسينتصر بإذن الله تعالى».
وتواصلت المعارك والغارات الكثيفة المرافقة لها في مدينة حلب شمال سوريا بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي فشل في التوصل إلى قرار ينهي معاناة سكان المدينة، فيما يواصل جيش الرئيس بشار الأسد تقدمه في المدينة على حساب قوات المعارضة. واستخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي الذي رفض بدوره مشروع قرار قدمته موسكو. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن المعارك في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب تركزت على محور حي بستان الباشا وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد جنوبها.
وتنفذ قوات الرئيس بشار الأسد هجوماً على الأحياء الشرقية منذ 22 سبتمبر الماضي. وحققت منذ ذلك الوقت تقدماً بطيئاً على جبهات عدة، وتمكنت من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول شمال المدينة.
ومنذ إطلاق جيش الأسد لهجومه قبل أكثر من أسبوعين، قتل 290 شخصاً، بينهم 57 طفلاً، في غارات جوية روسية وسورية وقصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية. ودفع سكان مدينة حلب ثمناً باهظاً للنزاع منذ اندلاعه بعدما باتوا مقسمين بين أحياء المدينة. ويقطن نحو 250 ألفاً في الأحياء الشرقية ونحو مليون و200 ألف آخرين في الأحياء الغربية.
وتشكل المدينة محور الجهود الدبلوماسية حول سوريا، إلا أن اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية حول سوريا وحلب تحديداً. واستخدمت روسيا، الداعم الرئيسي لدمشق، حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب ووقف فوري للقصف الجوي على المدينة.
وهذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في الأمم المتحدة ضد مشاريع قرارات تتعلق بالنزاع السوري.
وبعيد ذلك، طرحت روسيا للتصويت مشروع قرار آخر يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في شكل أكثر شمولاً، وخصوصاً في حلب، ولكن دون ذكر للغارات. إلا أن 9 أعضاء من أصل 15 صوتوا ضد مشروع القرار الروسي، بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. ووصف سفير بريطانيا ما حصل بأنه «يوم سيء لروسيا ولكنه أسوأ لسكان حلب».
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا قادرة على حماية أصولها في سوريا في حال قررت الولايات المتحدة قصف القواعد الجوية السورية بكثافة وتدميرها.
من جهة ثانية أكد مكتب تحليل النزاع في العراق وسوريا «آي أتش أس» تراجع عدد الغارات الجوية الروسية في سوريا التي تستهدف تنظيم الدولة «داعش».
وفي تطور آخر، أعلنت جبهة فتح الشام، أحد أبرز التنظيمات المتطرفة في سوريا، انضمام جماعة «جند الأقصى» التي صنفتها واشنطن الشهر الماضي بـ»الإرهابية» إلى صفوفها. ونشرت جبهة فتح الشام، «جبهة النصرة سابقاً» قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، على حسابها الرسمي على «تويتر» بياناً قالت إنه «بيان انضمام وبيعة جند الأقصى لجبهة فتح الشام». من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي أن 38 من متطرفي تنظيم الدولة «داعش» قتلوا في اشتباكات وضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شمال سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فيما يعد تصعيداً للعنف في المنطقة التي تقاتل فيها قوات المعارضة المدعومة من تركيا متطرفين. ويتقدم مقاتلو المعارضة السورية المدعومون بالدبابات والضربات الجوية التركية نحو معقل «داعش» في دابق التي لها أهمية رمزية لدى التنظيم. وبدأت العملية العسكرية الأخيرة المعروفة باسم «درع الفرات» أواخر أغسطس الماضي.