عواصم - (وكالات): أعلنت السعودية أمس أنه «من غير المستبعد» أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 60 دولار للبرميل بنهاية العام الحالي، إلا أنها حذرت من أن خفض الانتاج بشكل كبير يمكن أن يحدث صدمة في الأسواق.
وفي كلمة افتتاحية في «مؤتمر الطاقة العالمي» المنعقد في اسطنبول، قال وزير النفط السعودي خالد الفالح إنه مهما كانت أسعار النفط فإن المملكة قادرة على تطبيق رؤيتها الاصلاحية لتغيير هيكل اقتصاد البلاد المعتمد على النفط بحلول 2030.
وبعد أشهر من الضغوط بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي والتخمة في إمدادات النفط في الأسواق، ارتفع سعر النفط الأمريكي إلى ما فوق 50 دولار للبرميل في سوق نيويورك الاسبوع الماضي لأول مرة منذ يونيو.
وجاء ذلك بعد ان وافقت السعودية الشهر الماضي على خفض مفاجئ في انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» لأول مرة منذ 8 سنوات.
وصرح الفالح «نرى تداخلا بين الامدادات والطلب (..) من غير المستبعد أن نرى سعر النفط يصل الى 60 دولار للبرميل بنهاية العام». وأضاف «لكن تركيزي الان ليس على السعر بل على العرض والطلب».
وقالالفالح أمس إن «أوبك» بحاجة لضمان عدم المغالاة في كبح الإنتاج وعدم إحداث صدمة ضارة بالسوق مضيفاً أنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج بحلول نوفمبر، موضحاً أن «أوبك» بحاجة للتصرف على نحو متوازن ومسؤول وإنه مازال يؤمن بالدور المهم للمنظمة.
وارتفع سعر برميل نفط برنت الى 53,45 دولارا وهو أعلى سعر له منذ سنة على خلفية اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو مستعدة للانضمام الى الاجراءات الهادفة لخفض انتاج النفط عالميا.
وكان الرئيس الروسي أبدى في كلمة أمام مؤتمر الطاقة العالمي أمس في اسطنبول استعداد بلاده، الدولة غير العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، المشاركة في الاجراءات الهادفة لخفض انتاج النفط. وأكد بوتين ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لاحداث التوازن في السوق بعد فترة طويلة من انخفاض الأسعار. وقال «في الظروف الحالية، نعتقد أن تجميد أو خفض انتاج النفط هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على استقرار قطاع الطاقة وتسريع اعادة التوازن الى السوق».
الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول محمد باركيندو قال إن انكماشا حادا في الاستثمارات يهدد المعروض النفطي العالمي، موضحاً أن من المتوقع انكماش الاستثمارات النفطية 22% هذا العام وأن العام القادم يبدو قاتما.
ويعقد مسؤولو «أوبك» سلسلة لقاءات تبدأ باجتماع اسطنبول لوضع تفاصيل اتفاق خفض الإنتاج الذي توصلوا إليه في الجزائر الشهر الماضي.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قال إن أسعار النفط العالمية يجب أن تكون أكثر عدلاً وواقعية لتشجيع الاستثمار وإنه ينبغي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» التوصل لاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار للأسعار.
وقال مادورو خلال المؤتمر: «على أعضاء أوبك التوصل لاتفاق والعمل على تحقيق الاستقرار في قطاع النفط. يجب أن تكون الأسعار أكثر عدلاً وواقعية وينبغي أن تكون محفزة للمستثمرين. ولذلك نحتاج إلى أسعار عادلة» وفقاً لما أظهرته ترجمة لتصريحاته».
وتعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية حادة تفاقمت بسبب هبوط أسعار النفط وتدعو منذ أشهر إلى إبرام اتفاق من أجل تحقيق الاستقرار للأسعار وقالت إنها تتوقع من الدول المنتجة خارج أوبك دعم الجهود الرامية لتعزيز أسعار الخام.