كتبت - سلسبيل وليد:
أكدت استشارية طب الأطفال تخصص السكري والغدد الصماء في مجمع السلمانية الطبي د.فايزة جنيد أن سبب نقص إبر أنسولين الأطفال يكمن في إبر الحقن وليس في الدواء، مضيفة أن الأطفال يأخذون الإبر الصغيرة وعند نقصانها يضطرون لاستعمال الكبيرة في حين وصول الصغيرة ولكن الإبر الكبيرة نفذت أيضاً، وأن وزارة الصحة قررت شراء كميات إبر الحقن ومن المقرر أن تصل قريباً.
وأضافت د.فايزة جنيد أنه بسبب الضغط على مستشفى السلمانية تم تحويل أجهزة السكري والأشرطة والإبر الصغيرة إلى المراكز التي يتردد عليها أطفال السكري، حيث إن السلمانية يواجه ضغطاً مهولاً نحو 1000 طفل يتعالج فيه. وأشارت إلى أن مجمع السلمانية لا تحتاج لزيادة عدد الأسرة حيث إن أطفال السكري الذين يحتاجون للأسرة عددهم قليل لا يتجاوز 2 شهرياً، مؤكدة أن المجمع يعاني من نقص في الاستشاريين والأخصائيون والممرضات، وأنهم طالبوا بـ8 ممرضات و4 استشاريين وعرض الأمر على النواب والحكومة وتمت الموافقة عليه والأمر في طور التنفيذ.
وبينت أن العيادات الخارجية بحاجة إلى تطوير على أن تكون متكاملة ومجهزة بجميع الاحتياجات وغرف للأطباء والدكتورة النفسية وأخصائية تغذية تنوه الأطفال لطريقة التغذية الصحيحة.
وكان أولياء أمور أطفال السكر اشتكوا لـ»الوطن» العام الماضي من «شح» الإبر في مجمع السلمانية حيث أكدوا أنهم يستخدمون الإبرة 4 مرات في اليوم، وأضافوا أنهم يعانون من اختلاط الأطفال مع مرض الصرع، إضافة إلى عدم تطوير مجمع السلمانية منذ 8 أعوام.
70 طفلاً معدل الإصابة سنوياً
أكدت د.فايزة جنيد أن نسبة سكر الأطفال 26 طفلاً لكل 100 ألف، ومعدل الإصابة السنوية 70 طفلاً في العام الواحد، موضحة أنه لم تشهد حالات وفاة لسكري الأطفال حيث إنها حالات نادرة حتى حول العالم، مؤكدة أن النوع الأول والذي يعرف عنه بأنه يصيب الأطفال والمراهقين أقل انتشاراً من النوع الثاني.
وقالت إن مجمع السلمانية الطبي الوحيد في البحرين الذي يمتلك فريقاً متكاملاً للعناية بالأطفال يتكون من استشاريين 2 و3 ممرضات وعدد من الأخصائيين، إضافة إلى طبيبة نفسية وليست عضواً ثابتاً يتم الرجوع لها في حالة أن الطفل رفض العلاج أو أصابه حالات اكتئاب، مشيرة إلى أن تلك الحالات عادة ما تصيب المراهقين ويمتنعون عن أخذ الأدوية. وأشارت جنيد إلى أن السلمانية يعاني «شحاً» من الأخصائيين والممرضين والاستشاريين، حيث تم تقديم طلب للنواب والحكومة لزيادة عدد الاستشاريين بحوالي 4 و8 ممرضات متخصصات في السكري، مبينة أنه تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة وفي طور التنفيذ، مشيرة إلى أن النقص لا يؤثر على مواعيد المرضى لأنهم ملتزمون بالمعايير العالمية موعد المريض كل 4 أو 5 شهور. وأوضحت أن السلمانية لا تتطلع لزيادة عدد الأسرة نظراً لأن العدد الموجود يكفي حيث إنه يوجد مريض أو مريضين في الشهر يدخلون المستشفى وغالباً من المشخصين حديثاً، مؤكدة على الحاجة لتطوير مبنى العيادات الخارجية ليكون متكاملاً ومجهزاً بجميع الاحتياجات وغرف للأطباء والدكتورة النفسية وأخصائية تغذية تنوه الأطفال لطريقة التغذية الصحيحة، مشيرة إلى أنه تم المطالبة بها سابقاً لوزارة الصحة حيث قالت إن رئيس الوزراء أمر ببناء مستشفى السكري وسيكون للأطفال نصيب منه، وتم الاطلاع على التصور العام ووضع الرؤية والاحتياجات.
وتنصح جنيد الأهالي بالانتباه لأكل أبنائهم ومساعدتهم للحفاظ على أوزانهم وعدم الأكل بكثرة للوجبات السريعة وشرب الغازيات، موضحة أن السمنة أحد أهم الأسباب التي تصيب الأطفال بالسكري من النوع الثاني والذي من الممكن الوقاية منه باتباعنا التغذية السليمة.
مركز للتأهيل والوقاية
من السكري
وقالت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د.مريم الهاجري إن البحرين من بين أعلى 10 معدلات في العالم بالإصابة بالسكري بينهم الكويت وعمان والسعودية والإمارات ومصر، موضحة أن من المتوقع زيادة هذا العدد خلال الأعوام القليلة المقبلة إن لم تضع الدول داء السكري على سلم أولوياتها وفي مقدمة استراتيجياتها بسبب ارتفاع معدل الإصابة به، كما إن داء السكري والذي أصبح وباء يهدد حياة الآلاف من الأفراد حيث يؤثر سلباً في صحتهم وفي إنتاجيتهم ومساهماتهم في التنمية والحياة الأسرية والمجتمعية, مضيفة أنه ومن المتوقع أن يستنزف داء السكري حوالي 13% من ميزانيات الرعاية الصحية في منطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بحلول عام 2025.
وأوضحت أنه على مستوى البحرين فإن انتشار مرض السكري في تزايد مستمر حيث يصل انتشار النوع الثاني من السكري إلى أكثر من 25% من عدد السكان البالغين مما يجعل منه مشكلة وطنية على المستوى الفردي والحكومي، مبينة أن النوع الأول من السكري ينمو بمعدل 3 % سنوياً لدى كل من الأطفال والمراهقين ويقدر عدد الأطفال المصابين بالسكري تحت سن 15 سنة بأكثر من 2000 طفل على المستوى العالمي.
وأضافت الهاجري أنه يتوقع زيادة في الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأطفال بسبب السمنة، والعوامل الوراثية وسوء في العادات الصحية، مشيرة إلى أنه كان من المعتقد أن النوع الثاني من السكري يقتصر على البالغين أما اليوم فينمو بشكل متزايد بين كل الأطفال والمراهقين.
وأكدت أن هذه النسبة العالية لها انعكاساتها على جميع المستويات، فهي تؤثر في الأفراد المصابين وعائلاتهم كما تنعكس تأثيراتها على المؤسسات لما تسببه من انقطاع عن المدرسة والعمل وضعف في الإنتاج, وتشكل خطراً كبيراً على المستوى الحكومي بسبب تكاليف علاج مرض السكري ومضاعفاته خصوصاً على القلب والكلي والعين والقدمين.
وأشارت الهاجري إلى أن السكري وباء عالمي حيث تشير الإحصائيات إلى أن 366 مليون نسمة حول العالم يعيشون بمرض السكري ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى 552 مليوناً بسنة 2030 فالسكري وباء عالمي بما يشكله من مضاعفاف وتهديد للحياة، موضحة أن الأطفال والمراهقين ليسوا بمنأى عن هذا الوباء العالمي، مضيفة أن النوع الأول من السكري المعتمد على الأنسولين ينمو بمعدل 3% سنوياً لدى كل من الأطفال والمراهقين وبنسبة 5% بين الأطفال قبل سن المدرسة.
وكشفت عن عزم الجمعية لبناء مركز التأهيل والوقاية من السكري ليكون أكثر فعالية للمساهمة في التأثير في المجتمع بتقديم نوعية من البرامج لتوعية أفضل كماً وكيفاً وبالمساهمة الفعلية في تعليم المرضى وذويهم للسيطرة على السكري بطريقة علمية وعملية مما يعد مكملاً للبرامج الصحية في المراكز والمستشفيات العامة والخاصة وليس بديلاً لها.
وعبرت الهاجري عن رضاها بتكاتف الجهود، حيث بدأت الجمعية وبالتعاون مع المؤسسات والشركات الخاصة بتنظيم العديد من الفعاليات ومن خلال الاحتفال باليوم العالمي للسكري إلى تنمية الموارد لتوفير مضخات الأنسولين، موضحة أنه ستقوم شركة البحرين الوطنية للتأمين ومجموعة الراشد وكذلك الجامعة الأيرلندية بتنظيم مارثونات للمشي وكرنفالات بهذه المناسبة بهدف المساندة والدعم لهذا المشروع الإنساني الهام.
وأشادت بدور الجمعية القائمة منذ 24 عاماً والتي تركز على التوعية والعمل على تشجيع المصابين بالسكري والناس عامة على الاهتمام بالمحافظة على الوزن وممارسة الرياضة كوسيلة مهمة لتجنب الإصابة بالسكري، وللتمكن من السيطرة على داء السكري وبدأت الجمعية بتبني إنشاء مضامير للمشي، كما قامت بنشر التوعية بالمحاضرات وحملات فحص السكر بالدم وعقد الندوات وغيرها.
السمنة سبب انتشار النوع الثاني
وقالت رئيسة جمعية الأطباء د.مها الكواري إن هناك أنواعاً من السكري ومن المعروف أن النوع الأول هو الذي يصيب الأطفال والذي يعتمد على الأنسولين، موضحة أن النوع الثاني بدأ ينتشر بين الأطفال وهو غير معتمد على الأنسولين معظم مصابيه يعانون من السمنة.
وبينت أن قلة الحركة بين الأطفال بسبب انتشار الأجهزة الذكية وقلة التواصل جعل من النوع الثاني الذي كان يصيب كبار السن فقط يبدأ بالأطفال، مؤكدة أن الحلول فيه جداً سهلة وهي في يد الإنسان نفسه بأن يخفف وزنه والأكل المتوازن، إضافة إلى ممارسة الرياضة، والابتعاد عن التوتر، ومعرفة كيفية التحكم بالسكري إذا أصابه.
ودعت الكواري الأهل إلى الاهتمام بأبنائهم للوقاية من السكري قبل الإصابة به، من جميع النواحي أهمها التغذية وتشجيعهم على ممارسة الرياضة وإن كان يعاني من السمنة دعمه لتخفيف الوزن حتى لا يصاب بالسكري، موضحة أن الشخص مريض يعني لن يعيش حياة الأصحاء أو أنه سيموت قبلهم. وأوضحت أن جمعية الأطباء تسعى دائماً لزرع البسمة في وجوه الأطفال المرضى فهي تشارك جمعية رعاية مرضى السكري في الفعاليات التي تقوم بها واليوم العالمي الذي تنظمه، مرجعة في ذلك إلى اهتمام الجمعية في أطفال السكري، مضيفة أن الجمعية تحاول أن تبذل ما لديها على حسب إمكاناتها المحدودة.
المواعيد بعيدة
وأكد ولي أمر «سارة صلاح» اهتمام مجمع السلمانية بحالة ابنتهم، حيث إنهم على تواصل دائم معهم وبكل التفاصيل، موضحاً أنه راض عن أدائهم، لمراعاتهم نفسية ابنته والاتصال بها في كل مرة عند تنظيم الأنشطة والفعاليات.
وقال إن المعاناة الوحيدة التي تقع عائقاً أمامهم أن المواعيد بعيدة جداً ، مما قد يؤثر سلباً على صحة ابنتهم.
وفي تصريح سابق لـ»الوطن» طالب أولياء أمور عدد من الأطفال المصابين بمرض السكري بتوفير إبر السكري للأطفال، والأدوية اللازمة لأبنائهم في المراكز الصحية، بدلاً من الذهاب إلى مستشفى السلمانية في كل مرة يحتاجون فيها إلى صرف الدواء، داعين لتطوير جناح سكري الأطفال الذي لم يشهد أي تغيير منذ 8 أعوام.
وشكا أولياء أمور من وجود نقص في الإبر اللازمة لحقن أدوية السكري الخاصة بالأطفال مما يضطرهم لاستخدام إبرة واحدة أربع مرات خلال يوم واحد، إضافة إلى عدم توفر جهاز فحص السكري.
وقالوا إن الجناح الذي يدخل إليه أطفال مرضى السكري يتم وضعهم فيه مع أطفال آخرين مصابين بالصرع وسواهم ممن يركب لهم أجهزة مثل التنفس مما يؤثر على نفسية الأطفال، حيث يعتبر العامل النفسي في غاية الأهمية بالنسبة لمريض السكر، فما بال وهم أطفال،وأضافوا أن هناك عدم اهتمام بمراجعة ملف الأطفال للتعرف على تفاصيل الحالة وتاريخ العلاج، في وقت مراجعة الطبيب بالمستشفى، حيث يضطر ولي الأمر لسرد الحكاية من أولها للطبيب كل مرة.