عواصم - (وكالات): أعلن مسؤولون أمريكيون أنه من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى، بينما واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها على أحياء حلب الشرقية، متسببة في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، في وقت أعلنت موسكو استعدادها لضمان «انسحاب آمن» لمقاتلي المعارضة من تلك المنطقة قبل يومين على محادثات جديدة حول سوريا. وتشكل مدينة حلب محور الجهود الدبلوماسية حول النزاع السوري، وتتعرض أحياؤها الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ 3 أسابيع لهجوم لقوات النظام بدعم جوي روسي.
وذكر المسؤولون أن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على أمريكا التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم الدولة «داعش». وقال مسؤول إن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أمريكياً مباشراً مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات.
وأضاف المسؤول أن أحد مخاطر التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة فيما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.
وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم يعتبرون أن من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية.
وأوضح المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم أمريكا بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية. وقد يكون الهدف النهائي لأي عمل جديد هو دعم المعارضة المعتدلة كي يتسنى لها تفادي ما يعتبر على نطاق واسع الآن السقوط الحتمي لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة في يد قوات الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران.
وقد يخفف من حدة إحساس بالخيانة والخذلان بين المعارضة المعتدلة التي تشعر أن أوباما شجع انتفاضتها بالدعوة إلى رحيل الأسد لكنه تخلى عنها بعد ذلك متقاعساً حتى عن تنفيذ تهديده بشأن «الخط الأحمر» فيما يتعلق باستخدام سوريا لأسلحة كيماوية.
وهذا بدوره قد يمنعها من الانضمام إلى جماعات متشددة مثل جبهة فتح الشام «النصرة سابقاً» التي تعتبرها واشنطن فرع القاعدة في سوريا. وقالت الجماعة في يوليو الماضي إنها قطعت علاقاتها مع القاعدة.
من ناحية أخرى، أثار تصريح لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حول وجوب تعزيز لندن تدخلها العسكري في سوريا حالة التباس استدعت من رئاسة الوزراء التدخل لتؤكد عدم وجود أي تغيير في موقف لندن بهذا الشأن.
ويجتمع وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف في لوزان بسويسرا غداً لاستئناف جهودهما الفاشلة لإيجاد حل دبلوماسي وقد ينضم إليهما نظراؤهما من السعودية قطر وتركيا وإيران.
وغداة المحادثات، سيعقد كيري اجتماعاً دولياً ثانياً في لندن حيث يرجح أن يلتقي نظراءه الأوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا. بدوره، أعلن الأمين العام المقبل للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس إثر تعيينه رسمياً في منصبه الجديد أن الوقت حان لتجاوز الانقسامات حول إنهاء الحرب في سوريا. ورغم الاختلاف حول سوريا، تشهد العلاقات بين روسيا وتركيا تقارباً رحب به الأسد. وقال في مقابلة لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية «أنظر إلى العلاقة بإيجابية، من خلال التقارب بين روسيا وتركيا فإن أمنيتنا الوحيدة نحن في سوريا أن تتمكن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية».
من جهة ثانية، ذكرت مسودة بيان قبل اجتماع يعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل أنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب يشكل تصعيداً كارثياً في الحرب وإن أفعال جيش الأسد هناك «ربما ترقى إلى جرائم حرب».