بانكوك - (وكالات): توفي أمس عاهل تايلند الملك بوميبول أدوليادي عن 88 عاماً بعد 70 عاماً أمضاها في الحكم، وهي أطول فترة أمضاها ملك في منصبه، وبوفاته تدخل تايلند مرحلة غموض بسبب هالة القدسية التي كان يحظى بها الراحل.
وأعلن بيان للقصر الملكي «لقد توفي بسلام في مستشفى سيريراج».
وسريعاً ما قطعت كافة قنوات التلفزيون برامجها لتكتفي بشاشة رمادية، وفي المستشفى الذي كان يعالج فيه الملك انهار المئات باكين. وكان الراحل الذي توفي عن 88 عاماً يعتبر رمزاً لوحدة بلد منقسم جداً سياسياً. وتولى العرش في 1946 بعد موت غامض لشقيقه ولم يعرف عدد كبير من التايلنديين حاكماً آخر غير الملك.
وتجمع أكثر من ألف شخص مرتدين ملابس باللونين الوردي والأصفر «ألوان المملكة» في حدائق المستشفى. ومع انتشار خبر وفاة الملك كانوا يجثون على ركابهم واضعين يداً على يد للصلاة.
وكان الملك أدوليادي أدخل المستشفى قبل عامين وبقي فيه بشكل شبه متواصل للعلاج خصوصاً من التهاب رئوي وآلالام في الراس. ولم يظهر علناً منذ نحو عام. وأعلن رئيس الوزراء التايلاندي برايوت شان أو شا ان ولي العهد الأمير ماها فاجيرالونكورن «64 عاماً» سيخلف والده.
وقال الجنرال برايوت شان او شا للصحافيين «لقد استقبلني ولي العهد (...). لقد طلب منحه بعض الوقت من أن يستعد قبل إعلانه ملكاً». كما أعلن عن حداد لمدة عام في البلاد وعن تقليص كافة أنشطة «الترفيه» مدة 30 يوماً.
وقال في بيان إن «الحكومة ستمضي بعملية الخلافة وستبلغ الجمعية الوطنية التشريعية بأن جلالة الملك عين وريثه في 28 ديسمبر 1972» في إشارة إلى تاريخ إعلان فاجيرالونكورن ولياً للعهد.
وتعاظم تمجيده منذ انقلاب عام 2014. ويتمع الملك والملكة وولي العهد بحصانة قانون يجرم أي مساس بهم ويعتبر من أكثر القوانين تشدداً من نوعه ومنذ تولي الجنرالات الحكم في 2014 تضاعفت الملاحقات وزادت قساوة الأحكام بهذا الصدد.
وشهدت مواجهات بين النخب الموالية للملك «عرفوا بلونهم الأصفر الملكي» وأنصار رئيس الوزراء الأسبق تاسكين شيناوترا «بلونهم الأحمر». ونفذ آخر انقلاب عسكري ضمن سلسلة طويلة من الانقلابات، بعنوان الحفاظ على الملكية. ونفذها جنرالات جيش حريص على الإمساك بزمام الأمور مع اقتراب الخلافة.