عواصم - (وكالات): صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق بين دمشق وموسكو حول انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سوريا «لفترة غير محددة»، بينما يعمل عناصر الدفاع المدني في إحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة بدون توقف لرفع الأنقاض وإنقاذ جثث عشرات الضحايا المدنيين بفعل الغارات الكثيفة بالقنابل الفوسفورية والعنقودية والارتجاجية من الطائرات الروسية والسورية، والتي تسببت في مقتل العشرات، في أحياء الشعار وطريق الباب والقاطرجي وبلدة كفر حلب، عشية محادثات أمريكية روسية في لوزان بحضور قوى إقليمية في مسعى جديد لإنهاء النزاع الدموي، قال عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يتوقع «شيئاً خاصاً» منها اليوم، حيث للمرة الأولى منذ انهيار هدنة سوريا في سبتمبر الماضي، يلتقي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر.
من جانبه، ألقى الرئيس بشار الأسد باللائمة على ما يحدث في سوريا على الصراع الروسي الأمريكي، كما شن هجوماً على تركيا، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، مؤكداً أن «ما يحدث في سوريا على صراع يجري بين روسيا والغرب».
والاتفاق الذي وقع في 26 أغسطس 2015 بين موسكو ودمشق، يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في القاعدة التي تستخدمها موسكو لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وينص الاتفاق على إعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية. وبعد أكثر من سنة على بدء تدخلها العسكري، تواصل روسيا تعزيز تواجدها العسكري وترسانتها في سوريا لشن غارات جوية خصوصاً في حلب رغم انتقادات الغربيين الذين يتهمونها بالمشاركة في جرائم حرب.
ونشر 4300 عسكري روسي في سوريا وتقيم غالبيتهم في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، معقل الأسد.
واستقبلت قاعدة حميميم على مدى 12 شهراً قاذفات وطائرات هجومية فيما نشر الجيش الروسي أيضاً عشرات المروحيات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي من نوع أس- 400 في نوفمبر الماضي. ولروسيا أيضاً منشآت في طرطوس شمال غرب سوريا وتعتزم تحويلها قريباً إلى «قاعدة بحرية روسية دائمة» كما أعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف.
ميدانياً، تتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب منذ 3 أسابيع لهجوم من قوات النظام بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ 4 أيام غارات عنيفة عليها استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا.
واستهدفت عشرات الغارات الجوية الجمعة أحياء عدة في الجهة الشرقية بينها بستان القصر والميسر وطريق الباب وبستان الباشا والسكري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويعمل عناصر الدفاع المدني على إخراج أناس عالقين تحت الركام منذ أيام عدة في حي بستان القصر. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن «كثافة الغارات تظهر نية الروس على استعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن».