افتتح قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة اليوم العلمي «لطب الأسنان وجراحة الوجه والفكين» الذي أقيم تحت رعايته، في مركز طب الأسنان في المستشفى العسكري، صباح اليوم، بمشاركة ستة متحدثين، من داخل وخارج البحرين، وبحضور أكثر من 100 مشارك من الأطباء، والعاملين في المهن المساندة لطب الأسنان، من مجمع السلمانية الطبي، ومستشفى حمد العام، والمستشفيات الخاصة، والعيادات والمراكز المتخصصة بطب الأسنان، ووفد ضم عدداً من أطباء الأسنان في القطاعين الحكومي والخاص من المملكة العربية السعودية.
وألقى ستة محاضرين أوراقاً علمية ومحاضرات تناولت آخر مستجدات طب الأسنان وطرق المعالجة الحديثة والتي تخص الأطفال من مرحلة الولادة وحتى مرحلة البلوغ.
وتناولت استشارية طب أسنان الأطفال من جامعة لندن، بالمملكة المتحدة، الدكتورة سوزان باريك، في محاضرتها «نقص التكلس في الأسنان الدائمة»، مشيرة إلى أنه خلل يصيب بعض الأسنان الدائمة، وذلك أثناء تكوين هذه الأسنان ويؤدي إلى تآكلها وإضعافها في عمر مبكر، موضحة أن بعض هؤلاء المرضى الصغار قد يعانون من تحسس في الأسنان وآلام نتيجة تكسر الطبقة الخارجية للأسنان «آلمينا»، وهذا الخلل عادة ما يصيب الأضراس الدائمة الخلفية، واحتمال الأسنان القاطعة الأمامية، مشيرة إلى أن التشخيص والعلاج المبكر قد ينقذ هذه الأسنان من مزيد من التكسر والحفاظ عليها، مستعرضة في ورقتها العلمية آخر طرق التشخيص والعلاج لمثل هذه الحالات لدى الأطفال في المستشفيات في بريطانيا.
وفي ورقتها العلمية الثانية، حول تسوس الأسنان عند الأطفال والطرق الحديثة للعلاج، أشارت باريك،أن تسوس الأسنان هو مرض ينتشر بكثرة بين الأطفال ويؤدي إلى مضاعفات مثل الألم والالتهابات والتأثير على الأسنان المجاورة، مشيرة أن علاج التسوس يبدأ من مرحلة الوقاية والتي تعتبر الأساس في السيطرة على التسوس.
وأوضحت باريك، أن من الطرق الحديثة للعلاج، طريقة «هول» المنسوبة لاسم طبيبة أسنان بريطانية والتي تعتمد على فكرة عزل فجوات التسوس في الأسنان باستخدام « التلابيس» المعدنية والتي لها نسبة نجاح عالية جداً، إذا ما قورنت بالحشوات الأخرى.
من جانبه استعرض الدكتور نواف الحمر، والدكتورة رنا الغتم، استشاريا تقويم الأسنان في مستشفى قوة دفاع البحرين، في محاضرتهما «التدخلات التقويمية الوقائية عند الأطفال» آليات تطور عظم الفكين والأسنان لدى الأطفال من مرحلة الولادة إلى عمر البلوغ من ناحية كمية العظم وحجم الفكين وعدد الأسنان لتتماشى مع عمر المريض.
وتناول الحمر والغتم بعض المشاكل التقويمية التي يمكن كشفها مبكراً عند الأطفال والتي تتطلب تدخلاً سريعاً من الطبيب لحل أو التخفيف من المضاعفات مستقبلاً.
وتطرقت المحاضرة أيضاً إلى المشاكل والسبل الطبية المختلفة للتعامل مع هذه المشاكل.
وفي محاضرته حول «التشوهات الخلقية في الأسنان» أكد استشاري طب وجراحة الوجه والفكين في مستشفى قوة دفاع البحرين، الدكتور محمد المحرقي، أن الأسنان عند معظم الناس هي طبيعية من ناحية العدد والشكل والتركيب والترتيب في الفكين، ولكن هناك بعض الناس يكون عندهم خلل واحد أو أكثر في هذه الصفات ويكون سببها تطورياً أو وراثياً أو عوامل خارجية مثل الالتهابات أو الكسور في الفكين، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يكون السبب غير معروف، مقدماً خلال محاضرته عرضاً واسعاً للعديد من التشوهات في الأسنان وكيفية التشخيص وآليات التعامل معها.
بينما تناول اختصاصي أمراض اللثة وجراحتها في مستشفى قوة دفاع البحرين كيناك جانجولي في محاضرته «التعامل مع الأربطة الفموية عند الأطفال»، وأشار إلى أن معظم الناس تكون لديهم أنسجة رقيقة في الفم تعمل على ربط العضلات الموجودة مع عظم الفكين، كأربطة الشفتين ورباط اللسان، ولكن في بعض المرضى تكون هذه الأربطة متلفة وتربط عضلات الفم بطريقة تحد من النطق، وتؤثر على شكل اللثة، أو تؤثر على مواقع الأسنان، مشيراً إلى أنه و في بعض الحالات يلزم المريض علاج جراحي باستخدام المشرط أو الليزر لتعديل هذه الأربطة، مؤكداً على ضرورة أن يتم تشخيص هذه الحالة في عمر مبكر لدى الأطفال ليسهل علاجها بالشكل الصحيح.
وتحدثت اختصاصية طب الأطفال في المستشفى العسكري الدكتورة، أنيا إلياس في محاضرتها حول «التخدير النسبي في طب أسنان الأطفال» عن أن مشكلة الخوف من علاج الأسنان هي عالمية وقديمة ولها عدة أسباب مثل صعوبة العلاج نفسه وتحملها من المريض، وطول جلسة العلاج، والألم الناتج عن العلاج، وصغر عمر المريض، وغيرها، موضحة أن هناك طرقاً عديدة يستخدمها الأطباء لتهيئة الأطفال لتقبل العلاج ومنها التخدير النسبي، وهي طريقة تعتمد على إعطاء المريض جرعات تدريجية من غاز «النيترس أوكسيد مع الأكسجين» عن طريق الأنف باستخدام جهاز وكمام أنفي خاصين، مشيرة إلى أنه يجب أن يستمر إعطاء هذا الغاز من وقت بدء العلاج إلى وقت انتهائه، موضحة أن هذه هي الطريقة التي أصبحت تستخدم في الفترة الأخيرة تعتبر آمنة جداً وخاصة مع الأطفال.