أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن «افتتاح أعمال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني يأتي إيذاناً بانتقالنا لمرحلة جديدة من مسيرتنا المرتكزة على ثوابت الإصلاح والتحديث والتطوير لتستمر هذه المؤسسة الدستورية الراسخة في القيام بدورها التشريعي والرقابي، والتعبير عن الإرادة الشعبية التي ستبقى حصناً لمكتسباتنا الوطنية وصمام الأمان لاستقرار البحرين ودوام رفعتها».
وقال جلالته، في خطاب سامٍ بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، «إنه منذ انطلاقة مشروع الإصلاح الوطني بآماله وتطلعاته الرحبة شهد وطننا العزيز نهضة شاملة لا تخطئها العين المنصفة، ولقد جاء توافقنا على ميثاق العمل الوطني ليكون خيارنا الحاسم للمضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والقانون الحافظة للحقوق الأساسية، والحامية للحريات المتزنة، والداعمة للعمل الديمقراطي النزيه، الذي تتولون زمامه بكل أمانة ومسؤولية من خلال القيام بمسؤولياتكم التشريعية على الوجه الأكمل وبما يتسق مع المصلحة العليا للوطن والمواطنين».
وشدد جلالته، على «إننا استطعنا، بفضل من الله وعزم شعبنا الوفي، أن نحقق انتصار الوحدة على الفرقة، والمواطنة على التبعية والإصلاح والتسامح على التخريب والتطرف، وهو أمر يجب أن ننقله للجيل القادم ليكونوا على وعي بأن روح البحرين المتجددة تستمد قوتها دوماً من التآخي والتعايش والوسطية»، مؤكداً جلالته أن البحرين العربية الإسلامية هي وطن الجميع حيث يسود القانون وتصان فيه الكرامة الإنسانية وتحفظ فيه الشعائر، وستظل دوماً، بإذن الله، السد المنيع في وجه أية أطماع خارجية تهدد أمن واستقرار محيطنا الخليجي العربي.
وتطرق جلالته إلى الوضع الاقتصادي الاستثنائي الذي يمر به العالم، قائلاً جلالته «إن حكومتنا قد استطاعت أن تحافظ على مستوى ملائم من النمو الاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمار ودعم المشاريع الاستراتيجية، وأن تتخذ إجراءات عاجلة لترشيد الإنفاق الحكومي، وإعادة توجيه الدعم لتلبية حاجات المواطنين بشكل أفضل».
وتوجه جلالته بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي، «العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ولولي العهد صاحب السمو الملكي، الابن البار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على سعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها، وما حققه ذلك من إنجازات كبيرة في مجال الخدمات المقدمة للمواطنين، وخاصة الإسكانية منها، والتي تشهد نجاحات طيبة تستحق الإشادة».
وأشاد جلالة الملك المفدى بأهداف ونتائج الملتقى الحكومي الأول والذي أوضح بالحقائق والأرقام صحة توجهات رؤية البحرين الاقتصادية (2030) التي جاءت سباقة في توقيتها ومضمونها، متطلعاً جلالته إلى تواصل الجهود الوطنية للبناء على مخرجات الملتقى تحقيقاً لتلك الرؤية.
وأضاف جلالته «إن إنجازاتنا الوطنية المتواصلة تحتم علينا أن نشيد بالنجاحات المتميزة للكفاءة البحرينية، في كافة مجالات البناء الوطني، وعلى وجه التحديد الإنجازات الأخيرة لشبابنا البحريني في المحافل الدولية الرياضية ونيلهم لميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، رفعت اسم بلادنا عالياً».
وأعرب جلالته عن تقديره، لمساهمات قياداتنا الوطنية، الشبابية والرياضية، ومساعيهم المخلصة في إيصال صورة البحرين المتحضرة والمشرقة للعالم، كوطن حاضن لقيم التسامح والتعايش وداعم للحوار بين الأديان والثقافات، استطاع أن يلفت نظر المجتمع الدولي إلى قدرته على استدامة العمل بتلك القيم.
وقال جلالته «نتابع من بين تلك الجهود المساهمة في نهضة الوطن، عطاء المرأة البحرينية ومشاركتها المتميزة في جميع الميادين التي تعود بداياتها إلى العشرينات من القرن الماضي، وهو أمر نقدره أشد التقدير ونعمل على دعمه ورعايته حفظاً لتكافؤ حضورها واستدامة عطائها. مهنئين بهذه المناسبة، المجلس الأعلى للمرأة على مرور خمسة عشر عاماً منذ تأسيسنا له، وشاكرين له إسهاماته المتمثلة في البناء على ما بذل من جهود وطنية ساندت الدور المبكر للمرأة وعلى ما يقوم به من أعمال لضمان استمرار تقدمها».
وعلى الصعيد العربي قال جلالة الملك المفدى «إن القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة أولوياتنا على الساحة العربية للوصول إلى الحل العادل الدائم، الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على كافة أراضيها المحتلة في 1967. كما نقف مع الوحدة الترابية لسوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وفقاً لإرادته الحرة، وبما يعيد إلى سوريا ارثها الحضاري ودورها العربي».
وأكد جلالة الملك المفدى «إننا سنستمر في التزامنا في إطار التحالف العربي حتى استعادة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، ووقف التدخلات الخارجية غير المشروعة ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق واستعادته أمنه واستقراره، مقدمين في ذلك الغالي والنفيس».
وأعرب جلالته عن عظيم فخره واعتزازه بجهود قوة دفاع البحرين ورجالها البواسل وهم يؤدون واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق، بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وما يقومون به من جهود نبيلة في عمليات الإغاثة الإنسانية تجاه الشعب اليمني الشقيق.
وأشار جلالته إلى أن «الأمن والتنمية متلازمان وبهما تتحقق الاستدامة، وكلاهما يواجه تحديات استثنائية تهدد الكثير من شعوب المنطقة في هويتها وحاضرها ومستقبلها، الأمر الذي يتطلب تعاون جميع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله، وحماية أوطاننا من كافة أشكال العدوان».
وتوجه جلالته بالشكر والتقدير للمجلس الوطني، بغرفتيه، على مواقفه الصلبة ومبادراته الإيجابية في الرد على الادعاءات المغرضة ومواجهة التدخلات غير المشروعة وتفنيد المغالطات المتكررة والمتعمدة في حق البحرين.
كما أعرب جلالته عن خالص تقديره وامتنانه لمنتسبي الحرس الوطني ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لما يقدمونه من جهود مخلصة في حفظ أمن الوطن واستقراره، وهي جهود تعكس التطور المستمر الذي تشهده هذه الأجهزة وما يتمتع به رجالاتها من روح وطنية عالية.
وفي ختام خطابه السامي، أكد جلالة الملك المفدى أن البحرين ماضية في مسيرتها التنموية الشاملة والرائدة، بإيمان وإدراك بأن البناء على ما تحقق هو السبيل لترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على العدالة والمساواة دون إقصاء لأي أحد بسبب أصله أو فكره أو معتقده، وسنعمل دوماً على رعاية قيم الاعتدال والتسامح والتعايش، قولاً وفعلاً، في مجابهة التطرف والتعصب، وعلى تعزيز قيم العمل السياسي القائم على مبادئ الميثاق والدستور واحترام سيادة القانون واستقلال القرار الوطني، وستظل البحرين منبر خير ومحبة وسلام للعالم من حولها.
وفيما يلي نص الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك المفدى بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين،،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
على بركة الله وتوفيقه نفتتح أعمال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، إيذاناً بانتقالنا لمرحلة جديدة من مسيرتنا المرتكزة على ثوابت الإصلاح والتحديث والتطوير، لتستمر هذه المؤسسة الدستورية الراسخة في القيام بدورها التشريعي والرقابي، والتعبير عن الإرادة الشعبية التي ستبقى حصناً لمكتسباتنا الوطنية وصمام الأمان لاستقرار البحرين ودوام رفعتها.
فمنذ انطلاقة مشروع الإصلاح الوطني بآماله وتطلعاته الرحبة، شهد وطننا العزيز، نهضة شاملة لا تخطئها العين المنصفة، ولقد جاء توافقنا على ميثاق العمل الوطني ليكون خيارنا الحاسم للمضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والقانون الحافظة للحقوق الأساسية، والحامية للحريات المتزنة، والداعمة للعمل الديمقراطي النزيه، الذي تتولون زمامه بكل أمانة ومسؤولية من خلال القيام بمسؤولياتكم التشريعية على الوجه الأكمل وبما يتسق مع المصلحة العليا للوطن والمواطنين.
وقد استطعنا، بفضل من الله وعزم شعبنا الوفي، أن نحقق انتصار الوحدة على الفرقة، والمواطنة على التبعية والإصلاح والتسامح على التخريب والتطرف، وهو أمر يجب أن ننقله للجيل القادم ليكونوا على وعي بأن روح البحرين المتجددة تستمد قوتها دوماً من التآخي والتعايش والوسطية، وأن البحرين العربية الإسلامية هي وطن الجميع حيث يسود القانون وتصان فيه الكرامة الإنسانية وتحفظ فيه الشعائر، وستظل دوماً، بإذن الله، السد المنيع في وجه أية أطماع خارجية تهدد أمن واستقرار محيطنا الخليجي العربي.
الحضور الكريم، على الرغم من الوضع الاقتصادي الاستثنائي الذي يمر به العالم، فإن حكومتنا الموقرة قد استطاعت أن تحافظ على مستوى ملائم من النمو الاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمار ودعم المشاريع الاستراتيجية، وأن تتخذ إجراءات عاجلة لترشيد الإنفاق الحكومي، وإعادة توجيه الدعم لتلبية حاجات المواطنين بشكل أفضل.
وفي هذا الخصوص، نتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي، العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ولولي عهدنا صاحب السمو الملكي، الابن البار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على سعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها، وما حققه ذلك من إنجازات كبيرة في مجال الخدمات المقدمة للمواطنين، وخاصة الإسكانية منها، والتي تشهد نجاحات طيبة تستحق الإشادة.
ولا يفوتنا في هذا السياق أن نشيد بأهداف ونتائج الملتقى الحكومي الأول والذي أوضح بالحقائق والأرقام صحة توجهات رؤية البحرين الاقتصادية (عشرين ثلاثين) التي جاءت سباقة في توقيتها ومضمونها، متطلعين إلى تواصل الجهود الوطنية للبناء على مخرجات الملتقى تحقيقاً لتلك الرؤية.
إن إنجازاتنا الوطنية المتواصلة تحتم علينا أن نشيد بالنجاحات المتميزة للكفاءة البحرينية، في كافة مجالات البناء الوطني، وعلى وجه التحديد الإنجازات الأخيرة لشبابنا البحريني في المحافل الدولية الرياضية ونيلهم لميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، رفعت اسم بلادنا عالياً.
مقدرين في هذا السياق، مساهمات قياداتنا الوطنية، الشبابية والرياضية، ومساعيهم المخلصة في إيصال صورة البحرين المتحضرة والمشرقة للعالم، كوطن حاضن لقيم التسامح والتعايش وداعم للحوار بين الأديان والثقافات، استطاع أن يلفت نظر المجتمع الدولي إلى قدرته على استدامة العمل بتلك القيم.
ونتابع من بين تلك الجهود المساهمة في نهضة الوطن، عطاء المرأة البحرينية ومشاركتها المتميزة في جميع الميادين التي تعود بداياتها إلى العشرينات من القرن الماضي، وهو أمر نقدره أشد التقدير ونعمل على دعمه ورعايته حفظاً لتكافؤ حضورها واستدامة عطائها. مهنئين بهذه المناسبة، المجلس الأعلى للمرأة على مرور خمسة عشر عام منذ تأسيسنا له، وشاكرين له إسهاماته المتمثلة في البناء على ما بُذل من جهود وطنية ساندت الدور المبكر للمرأة وعلى ما يقوم به من أعمال لضمان استمرار تقدمها.
الحضور الكريم، ستظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتنا على الساحة العربية للوصول إلى الحل العادل الدائم، الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على كافة أراضيها المحتلة في 1967. كما نقف مع الوحدة الترابية لسوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وفقاً لإرادته الحرة، وبما يعيد إلى سوريا إرثها الحضاري ودورها العربي.
وسنستمر في التزامنا في إطار التحالف العربي حتى استعادة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، ووقف التدخلات الخارجية غير المشروعة ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق واستعادته أمنه واستقراره، مقدمين في ذلك الغالي والنفيس.
ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نعرب عن عظيم فخرنا واعتزازنا بجهود قوة دفاع البحرين ورجالها البواسل وهم يؤدون واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق، بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وما يقومون به من جهود نبيلة في عمليات الإغاثة الإنسانية تجاه الشعب اليمني الشقيق.
الإخوة والأخوات، إن الأمن والتنمية متلازمان وبهما تتحقق الاستدامة، وكلاهما يواجه تحديات استثنائية تهدد الكثير من شعوب المنطقة، في هويتها وحاضرها ومستقبلها، الأمر الذي يتطلب تعاون جميع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله، وحماية أوطاننا من كافة أشكال العدوان.
ونود في هذا الإطار، أن نتوجه بالشكر والتقدير لمجلسنا الوطني، بغرفتيه، على مواقفه الصلبة ومبادراته الإيجابية في الرد على الادعاءات المغرضة ومواجهة التدخلات غير المشروعة وتفنيد المغالطات المتكررة والمتعمدة في حق البحرين. كما نعرب عن خالص تقديرنا وامتناننا لمنتسبي الحرس الوطني ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لما يقدمونه من جهود مخلصة في حفظ أمن الوطن واستقراره، وهي جهود تعكس التطور المستمر الذي تشهده هذه الأجهزة وما يتمتع به رجالاتها من روح وطنية عالية.
وفي الختام، فإن مملكة البحرين ماضية في مسيرتها التنموية الشاملة والرائدة، بإيمان وإدراك بأن البناء على ما تحقق هو السبيل لترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على العدالة والمساواة دون إقصاء لأي أحد بسبب أصله أو فكره أو معتقده، وسنعمل دوماً على رعاية قيم الاعتدال والتسامح والتعايش، قولاً وفعلاً، في مجابهة التطرف والتعصب، وعلى تعزيز قيم العمل السياسي القائم على مبادئ الميثاق والدستور واحترام سيادة القانون واستقلال القرار الوطني، وستظل البحرين منبر خير ومحبة وسلام للعالم من حولها.
والله نسأل أن يحفظ مملكتنا ويوفقنا للعمل لما فيه خير وصالح شعبنا الوفي،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


وفي ختام خطابه السامي، أكد جلالة الملك المفدى أن البحرين ماضية في مسيرتها التنموية الشاملة والرائدة، بإيمان وإدراك بأن البناء على ما تحقق هو السبيل لترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على العدالة والمساواة دون إقصاء لأي أحد بسبب أصله أو فكره أو معتقده، وسنعمل دوماً على رعاية قيم الاعتدال والتسامح والتعايش، قولاً وفعلاً، في مجابهة التطرف والتعصب، وعلى تعزيز قيم العمل السياسي القائم على مبادئ الميثاق والدستور واحترام سيادة القانون واستقلال القرار الوطني، وستظل البحرين منبر خير ومحبة وسلام للعالم من حولها.
وفيما يلي نص الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك المفدى بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين،،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
على بركة الله وتوفيقه نفتتح أعمال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، إيذاناً بانتقالنا لمرحلة جديدة من مسيرتنا المرتكزة على ثوابت الإصلاح والتحديث والتطوير، لتستمر هذه المؤسسة الدستورية الراسخة في القيام بدورها التشريعي والرقابي، والتعبير عن الإرادة الشعبية التي ستبقى حصناً لمكتسباتنا الوطنية وصمام الأمان لاستقرار البحرين ودوام رفعتها.
فمنذ انطلاقة مشروع الإصلاح الوطني بآماله وتطلعاته الرحبة، شهد وطننا العزيز، نهضة شاملة لا تخطئها العين المنصفة، ولقد جاء توافقنا على ميثاق العمل الوطني ليكون خيارنا الحاسم للمضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والقانون الحافظة للحقوق الأساسية، والحامية للحريات المتزنة، والداعمة للعمل الديمقراطي النزيه، الذي تتولون زمامه بكل أمانة ومسؤولية من خلال القيام بمسؤولياتكم التشريعية على الوجه الأكمل وبما يتسق مع المصلحة العليا للوطن والمواطنين.
وقد استطعنا، بفضل من الله وعزم شعبنا الوفي، أن نحقق انتصار الوحدة على الفرقة، والمواطنة على التبعية والإصلاح والتسامح على التخريب والتطرف، وهو أمر يجب أن ننقله للجيل القادم ليكونوا على وعي بأن روح البحرين المتجددة تستمد قوتها دوماً من التآخي والتعايش والوسطية، وأن البحرين العربية الإسلامية هي وطن الجميع حيث يسود القانون وتصان فيه الكرامة الإنسانية وتحفظ فيه الشعائر، وستظل دوماً، بإذن الله، السد المنيع في وجه أية أطماع خارجية تهدد أمن واستقرار محيطنا الخليجي العربي.
الحضور الكريم، على الرغم من الوضع الاقتصادي الاستثنائي الذي يمر به العالم، فإن حكومتنا الموقرة قد استطاعت أن تحافظ على مستوى ملائم من النمو الاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمار ودعم المشاريع الاستراتيجية، وأن تتخذ إجراءات عاجلة لترشيد الإنفاق الحكومي، وإعادة توجيه الدعم لتلبية حاجات المواطنين بشكل أفضل.
وفي هذا الخصوص، نتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي، العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ولولي عهدنا صاحب السمو الملكي، الابن البار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على سعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها، وما حققه ذلك من إنجازات كبيرة في مجال الخدمات المقدمة للمواطنين، وخاصة الإسكانية منها، والتي تشهد نجاحات طيبة تستحق الإشادة.
ولا يفوتنا في هذا السياق أن نشيد بأهداف ونتائج الملتقى الحكومي الأول والذي أوضح بالحقائق والأرقام صحة توجهات رؤية البحرين الاقتصادية (عشرين ثلاثين) التي جاءت سباقة في توقيتها ومضمونها، متطلعين إلى تواصل الجهود الوطنية للبناء على مخرجات الملتقى تحقيقاً لتلك الرؤية.
إن إنجازاتنا الوطنية المتواصلة تحتم علينا أن نشيد بالنجاحات المتميزة للكفاءة البحرينية، في كافة مجالات البناء الوطني، وعلى وجه التحديد الإنجازات الأخيرة لشبابنا البحريني في المحافل الدولية الرياضية ونيلهم لميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، رفعت اسم بلادنا عالياً.
مقدرين في هذا السياق، مساهمات قياداتنا الوطنية، الشبابية والرياضية، ومساعيهم المخلصة في إيصال صورة البحرين المتحضرة والمشرقة للعالم، كوطن حاضن لقيم التسامح والتعايش وداعم للحوار بين الأديان والثقافات، استطاع أن يلفت نظر المجتمع الدولي إلى قدرته على استدامة العمل بتلك القيم.
ونتابع من بين تلك الجهود المساهمة في نهضة الوطن، عطاء المرأة البحرينية ومشاركتها المتميزة في جميع الميادين التي تعود بداياتها إلى العشرينات من القرن الماضي، وهو أمر نقدره أشد التقدير ونعمل على دعمه ورعايته حفظاً لتكافؤ حضورها واستدامة عطائها. مهنئين بهذه المناسبة، المجلس الأعلى للمرأة على مرور خمسة عشر عام منذ تأسيسنا له، وشاكرين له إسهاماته المتمثلة في البناء على ما بُذل من جهود وطنية ساندت الدور المبكر للمرأة وعلى ما يقوم به من أعمال لضمان استمرار تقدمها.
الحضور الكريم، ستظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتنا على الساحة العربية للوصول إلى الحل العادل الدائم، الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على كافة أراضيها المحتلة في 1967. كما نقف مع الوحدة الترابية لسوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وفقاً لإرادته الحرة، وبما يعيد إلى سوريا إرثها الحضاري ودورها العربي.
وسنستمر في التزامنا في إطار التحالف العربي حتى استعادة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، ووقف التدخلات الخارجية غير المشروعة ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق واستعادته أمنه واستقراره، مقدمين في ذلك الغالي والنفيس.
ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نعرب عن عظيم فخرنا واعتزازنا بجهود قوة دفاع البحرين ورجالها البواسل وهم يؤدون واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق، بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وما يقومون به من جهود نبيلة في عمليات الإغاثة الإنسانية تجاه الشعب اليمني الشقيق.
الإخوة والأخوات، إن الأمن والتنمية متلازمان وبهما تتحقق الاستدامة، وكلاهما يواجه تحديات استثنائية تهدد الكثير من شعوب المنطقة، في هويتها وحاضرها ومستقبلها، الأمر الذي يتطلب تعاون جميع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله، وحماية أوطاننا من كافة أشكال العدوان.
ونود في هذا الإطار، أن نتوجه بالشكر والتقدير لمجلسنا الوطني، بغرفتيه، على مواقفه الصلبة ومبادراته الإيجابية في الرد على الادعاءات المغرضة ومواجهة التدخلات غير المشروعة وتفنيد المغالطات المتكررة والمتعمدة في حق البحرين. كما نعرب عن خالص تقديرنا وامتناننا لمنتسبي الحرس الوطني ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لما يقدمونه من جهود مخلصة في حفظ أمن الوطن واستقراره، وهي جهود تعكس التطور المستمر الذي تشهده هذه الأجهزة وما يتمتع به رجالاتها من روح وطنية عالية.
وفي الختام، فإن مملكة البحرين ماضية في مسيرتها التنموية الشاملة والرائدة، بإيمان وإدراك بأن البناء على ما تحقق هو السبيل لترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على العدالة والمساواة دون إقصاء لأي أحد بسبب أصله أو فكره أو معتقده، وسنعمل دوماً على رعاية قيم الاعتدال والتسامح والتعايش، قولاً وفعلاً، في مجابهة التطرف والتعصب، وعلى تعزيز قيم العمل السياسي القائم على مبادئ الميثاق والدستور واحترام سيادة القانون واستقلال القرار الوطني، وستظل البحرين منبر خير ومحبة وسلام للعالم من حولها.
والله نسأل أن يحفظ مملكتنا ويوفقنا للعمل لما فيه خير وصالح شعبنا الوفي،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،