عواصم - (وكالات): سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة أمس على بلدة دابق القريبة من الحدود التركية والتي تحظى بأهمية رمزية لدى تنظيم الدولة «داعش»، في خسارة جديدة للمتطرفين في محافظة حلب شمال سوريا.
ويأتي التقدم الميداني على حساب المتطرفين في وقت اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالشركاء الأوروبيين لبلاده في لندن، غداة محادثات أجراها مع روسيا وعدد من دول المنطقة في مدينة لوزان السويسرية، لم تفض إلى نتيجة.
وذكرت مصادر أن الولايات المتحدة وبريطانيا تدرسان فرض عقوبات اقتصادية على روسيا والنظام السوري بسبب الأوضاع في حلب، بينما تحدثت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن إمكانية مناقشة أمور بينها إقامة «مناطق يحظر قصفها» في سوريا بينها حلب.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأناضول التركية الرسمية وفصائل مقاتلة مدعومة من أنقرة سيطرة مقاتلي الفصائل على بلدة دابق وبلدات أخرى في محيطها.
وتحظى البلدة بأهمية رمزية لدى التنظيم لكنها لا تتمتع بأهمية إستراتيجية مقارنة مع المدن الكبرى التي يسيطر عليها كالرقة في سوريا والموصل في العراق المجاور. وقال المرصد إن الفصائل المقاتلة والإسلامية سيطرت بدعم من الطائرات والدبابات التركية على «دابق»، قبل أن تسيطر في الساعات اللاحقة على بلدتي صوران واحتيملات المجاورتين.
ونشر فصيل «فاستقم كما أمرت» المشارك في الهجوم صوراً على تويتر تظهر عدداً من المقاتلين على متن شاحنة صغيرة بيضاء، وهم يرفعون أسلحتهم في الهواء وتبدو بلدة دابق في الخلفية.
ويعمل مقاتلو الفصائل وفق وكالة الأناضول، على تفكيك القنابل والألغام التي زرعها التنظيم خلفه.
وتأتي السيطرة على دابق في إطار عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا منذ 24 أغسطس الماضي شمال سوريا لطرد المتطرفين من الشريط الحدودي. ويستهدف الهجوم أيضاً المقاتلين الأكراد الذين تصفهم أنقرة بـ«الإرهابيين».
ويعد اسم «دابق» لدى مناصري التنظيم بمثابة رمز للمعركة ضد الولايات المتحدة ودول الغرب المنضوية في إطار التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية تستهدف المتطرفين في سوريا والعراق. ويطلق التنظيم اسم دابق على أهم مجلة ترويجية يصدرها باللغة الإنجليزية.
ومنذ بدء تركيا هجومها شمال سوريا، تمكنت الفصائل من السيطرة على 1130 كيلومتراً مربعاً على طول الحدود في محافظة حلب، وفق وكالة الأناضول. وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حدد هدف الهجوم بإقامة «منطقة أمنية خالية من المنظمات الإرهابية»، تمتد على مساحة حوالى 5 آلاف كلم. وغالباً ما تشهد المناطق الحدودية اعتداءات وتفجيرات، آخرها، إذ أقدم انتحاريون لم يعرف عددهم بعد ويشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة، على تفجير أنفسهم خلال عملية للشرطة التركية ضد خلية نائمة في مدينة غازي عنتاب، ما أدى إلى مقتل 3 شرطيين وإصابة 8، وفق ما أفاد حاكم المنطقة ووسائل الإعلام التركية. وفي مدينة حلب التي تعد الجبهة الأبرز في النزاع السوري، تتعرض الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ أسابيع لهجوم عنيف تشنه قوات النظام بدعم جوي روسي. وغداة لقاء استضافته مدينة لوزان السويسرية بمشاركة واشنطن وموسكو وعدد من دول المنطقة من دون تحقيق أي تقدم، يواصل وزراء خارجية الدول الكبرى مباحثاتهم في لندن. وازداد التوتر بين فرنسا وروسيا منذ استخدمت الأخيرة حق النقض ضد قرار فرنسي يدعو إلى وقف القصف على حلب.