عواصم - (وكالات): دان الاتحاد الأوروبي بشدة روسيا لتسببها في «معاناة لا توصف» من خلال حملة القصف على مدينة حلب السورية، مشيراً إلى أن الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق قد ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب»، فيما قتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال جراء الغارات التي تشنها قوات الرئيس بشار الأسد وموسكو على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وحذر وزراء خارجية الاتحاد في بيان عقب محادثات في لوكسمبورغ من أن الاتحاد قد يفرض عقوبات إضافية على دمشق، إلا أنه قرر عدم استهداف روسيا بالعقوبات رغم دعوات أمريكية وبريطانية لمعاقبة موسكو.
وفي خطوة استبقت الجهود الدبلوماسية، أعلنت موسكو عن وقف لعمليات القصف لمدة 8 ساعات، في نفس اليوم الذي من المقرر أن يناقش فيه قادة الاتحاد الأوروبي مسألة روسيا خلال قمة في بروكسل. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن إعلان روسيا عن وقف لإطلاق النار هو «خطوة إيجابية» إلا أنها قد لا تكون كافية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة. وتبنى الوزراء لهجة أقسى إذ أصدروا بياناً يدين موسكو تحديداً لأول مرة بسبب دورها في مساندة نظام الرئيس بشار الأسد في قصف مناطق شرق حلب.
وأفاد البيان «منذ أن بدأ النظام وحلفاؤه، خصوصاً روسيا، الهجوم أصبح من الواضح أن حجم وكثافة القصف الجوي على شرق حلب مفرطة في قوتها».
وأضاف البيان أن «الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنى التحتية الأساسية إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية يشكل تصعيداً كارثياً للنزاع (..) وقد يرقى إلى جرائم حرب».
ورحبت الأمم المتحدة بالمثل بإعلان الهدنة القصيرة، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «أن أي وقف للمعارك إيجابي للسكان (..) ولكن نحتاج إلى توقف أطول من أجل إدخال المساعدات»، موضحاً أن الأمم المتحدة طلبت وقف القتال مدة 48 ساعة على الأقل. ميدانياً، «قتل العشرات بينهم أطفال جراء غارات على حي المرجة»، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، موضحاً أن 12 منهم ينتمون للعائلة ذاتها. وبين القتلى أم تبلغ من العمر 17 عاماً ورضيعها.
وتأتي الحصيلة غداة مقتل 34 شخصاً، 18 منهم في حي القاطرجي، وفق المرصد.
وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب منذ 22 سبتمبر الماضي لهجوم يشنه جيش الرئيس بشار الأسد في محاولة للسيطرة عليها. وقتل في الهجوم أكثر من 430 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين وفق حصيلة للمرصد.
على جبهة أخرى، قتل 23 شخصاً في غارات روسية على قرية عويجل التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف حلب الغربي، وفق المرصد السوري. وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري، وهي تشكل محور المباحثات الدولية منذ تصاعد التوتر الروسي الأمريكي على خلفية انهيار هدنة في 19 سبتمبر الماضي صمدت أسبوعاً.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش التركي أن الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سيطر على 9 مناطق في ريف حلب الشمالي من بينها قرية دابق، وهو ما يحقق إلى حد كبير أمن الحدود بين بلدتي كليس وقرقميش التركيتين. وقالت القوات المسلحة التركية في بيان إن السيطرة على دابق، التي تمثل أهمية رمزية لتنظيم الدولة، قضت على التهديد الذي تشكله الصواريخ التي يطلقها عناصر التنظيم على تركيا.
على صعيد آخر، أجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك محادثات رسمية في القاهرة، في أول زيارة معلنة لمسؤول سوري أمني بارز إلى مصر منذ اندلاع النزاع، وبعد توتر متجدد بين مصر والسعودية الداعمة للمعارضة السورية حول سوريا.