عواصم - (وكالات): أحرزت القوات العراقية أمس تقدماً من جهة الشرق خلال هجومها لاستعادة مدينة الموصل شمال العراق، آخر أهم معاقل تنظيم الدولة «داعش» في البلاد، وسط مخاوف وتحذيرات دولية من ارتكاب ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية عمليات تطهير عرقي ومجازر ضد السنة في المدينة.
وعبرت الأمم المتحدة على الفور عن «قلقها» حيال كارثة تحيق بنحو 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل. وحذرت مسؤولة رفيعة في منظمة الامم المتحدة من بدء نزوح اعداد كبيرة من السكان خلال اقل من اسبوع.
وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني انتهاء المرحلة الأولى من معركة استعادة المدينة بسيطرة قوات البشمركة على 200 كلم من «داعش»، وسط أنباء عن أن المعركة ستستغرق 3 أسابيع.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسميا بدء عمليات استعادة مدينة الموصل التي يجري الاستعداد لها منذ أشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وشوهدت في منطقة تبعد 45 كيلومتراً جنوب الموصل، أرتالاً من الآليات تتقدم في اتجاه ثاني مدن العراق الواقعة على ضفاف نهر دجلة، ويشكل المسلمون السنة غالبية سكانها.
يذكر أن زعيم تنظيم الدولة «داعش» أبو بكر البغدادي أعلن من الموصل إقامة «الخلافة» في يونيو 2014 انطلاقاً من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيمه في العراق وسوريا والتي استولى عليها في 2014 و2015. إلا أن التنظيم خسر الكثير من الأراضي خلال السنة الماضية.
وصرح وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن العملية العسكرية تشكل «لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بالتنظيم».
في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن أبرز وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف سيشاركون في اجتماع يعقد في 25 الحالي في باريس لبحث الهجوم على الموصل.
وعلم من أوساط وزير الدفاع الفرنسي أن جان ايف لودريان سيستقبل 12 وزيراً بينهم كارتر في اجتماع باريس.
وتفيد تقديرات أمريكية أن عدد المتطرفين في المدينة يتراوح بين 3500 و4 آلاف شخص وقد أمضوا أشهراً طويلة في الاستعداد لهذه المعركة.
وقال القائد الجديد للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة اللفتنانت جنرال ستيفن تاوسند إن عملية استعادة ثاني مدن العراق «ستستغرق أسابيع ومن الممكن أكثر من ذلك».
وتابع مؤكداً أن القوات العراقية «ستنجح تماماً كما فعلت في بيجي والرمادي والفلوجة وفي الآونة الأخيرة في القيارة والشرقاط».
ويخشى السنة دخول قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران الداعمة للحكومة، إلى المدينة، ما يعني ارتكابها اعمال انتقامية.
على خط مواز، أعلنت القيادة العامة للقوات الكردية بدء «عملية واسعة النطاق لقوات البشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي».
وأوضحت القيادة أن «أكثر من 4 آلاف من قوات البشمركة تشارك في العملية في 3 محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر» التي يحتلها تنظيم الدولة «داعش».
وأكد ضباط في البشمركة استعادة السيطرة على عدد من القرى وأن قوات البشمركة استقرت الآن قرب بلدتي القوش وبرطلة المسيحيتين اللتين سقطتا بيد المتطرفين في أغسطس 2014 .
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينشر قوات شمال العراق رغم معارضة بغداد، أنه من «غير الوارد» بالنسبة لتركيا أن تبقى خارج العملية التي أطلقتها بغداد لاستعادة مدينة الموصل.
وقال أردوغان في خطاب متلفز «سنكون جزءاً من العملية، سنكون متواجدين على الطاولة» مضيفاً أن «أشقاءنا هناك وأقرباءنا هناك، ومن غير الوارد أن نكون خارج العملية».
في المقابل دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تحويل مسار تظاهرة ضد مجلس القضاء الأعلى في بغداد إلى السفارة التركية احتجاجاً على التواجد التركي في البلاد.
وحذرت الأمم المتحدة من أن «الأسر معرضة للخطر الشديد من الوقوع في تبادل لإطلاق النار» أو أن تستخدم كدروع بشرية من قبل المتطرفين.
وقالت ليز غراند منسقة شؤون الإنسانية في الأمم المتحدة للصحافيين «توقعاتنا المبنية على معلومات أطلعنا عليها الجيش العراقي أنه في حال بدأت حركة سكانية كبيرة فمن المحتمل أن يكون ذلك خلال 6 أيام».
وأضافت غراند أن «السيناريو المتوقع هو أن تكون هناك موجة نزوح لنحو 200 ألف شخص خلال «الأسابيع الأولى» وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية. من جانبها، دعت المنظمات غير الحكومية مثل «سايف ذي تشيلدرن» والمجلس النرويجي للاجئين إلى تحديد «ممرات آمنة» لكي لا يبقى الناس تحت القنابل من دون طعام أو رعاية. وقالت سايف ذي تيشلدرن إن المعارك تهدد نصف مليون طفل.