عواصم - (وكالات): يترقب اليمن بدءاً من منتصف ليل اليوم، دخول اتفاق لوقف إطلاق النار 72 ساعة قابلة للتجديد، أعلنته الأمم المتحدة بعد زهاء 10 أيام من تصعيد حاد في النزاع المستمر منذ 18 شهراً.
وتأتي هذه الهدنة، وهي السادسة بين القوات الشرعية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد منتصف ليل الثلاثاء، أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ، مساء اليوم.
وأشار إلى تلقيه تأكيدات من كل الأطراف «بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية».
وكان الرئيس هادي أعلن قبيل ذلك، موافقته على وقف لإطلاق النار.
وأمس، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن وزير خارجية المملكة عادل الجبير قوله للصحافيين في لندن، إن بلاده ترغب في إنهاء الأعمال القتالية في اليمن «أمس قبل اليوم».
وأكد استعداد الرياض لوقف إطلاق نار، يبقى رهناً بالتزام المتمردين الذين لم يعلنوا بعد موقفاً رسمياً من وقف النار.
وبدأ التحالف عملياته في مارس 2015 دعماً للحكومة في مواجهة المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر 2014. ومكن التحالف بالغارات والدعم الميداني، قوات الحكومة من استعادة 5 محافظات جنوبية أبرزها عدن، في صيف 2015.
وأوضح المبعوث الدولي أن وقف النار هو بمثابة استئناف لهدنة طبقها أطراف النزاع بدءاً من 10 أبريل الماضي ولكنها ما لبثت أن انهارت، وهو المصير الذي غالباً ما واجهته اتفاقات مماثلة سابقة. وترافقت الهدنة الأخيرة مع مشاورات سلام بين أطراف النزاع برعاية الأمم المتحدة في الكويت. إلا أن المباحثات علقت مطلع أغسطس الماضي في ظل تعنت المتمردين.
ودعا ولد الشيخ الأطراف جميعاً «لتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع في اليمن»، مذكراً بأن «وقف الأعمال القتالية يشمل الالتزام بالسماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق».
وأعربت الأمم المتحدة عن أملها في أن يفسح وقف إطلاق النار المجال أمام نقل مساعدات حيوية إلى مناطق عزلها القتال على مدار شهور.
ومن المحتمل أن تسعى منظمات الإغاثة خلال الهدنة إلى الوصول إلى أسر محاصرة في بلدات وقرى تعاني نقصاً في الغذاء والمعدات الطبية الحيوية.
وأتى إعلان الاتفاق غداة دعوة الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة من لندن، إلى إعلان وقف إطلاق النار في أسرع وقت. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه «آن الأوان لإعلان وقف لإطلاق النار غير مشروط وبعدها العودة إلى طاولة المفاوضات».
وكانت بريطانيا أعلنت أنها ستقدم لمجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يدعو لاستئناف مشاورات السلام. إلا أن سفيرها لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أشار إلى تريث بلاده حيال هذه الخطوة، في انتظار جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة.
وجنوب اليمن، توفي رئيس قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة عدن محمد يحيى إبراهيم، متأثرا بجروح أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون عند مدخل المكتبة الوطنية في المدينة، بحسب ما أفاد مصدر طبي وآخر أمني.
وأوضحت المصادر أن انفجار العبوة وقع أثناء دخول الأستاذ الجامعي المكتبة التي أعيد افتتاحها الأسبوع الماضي إثر تأهيل مبناها بدعم من الإمارات، إحدى أبرز الدول المشاركة في التحالف.