عواصم - (وكالات): أعلنت روسيا وقف غاراتها في مدينة حلب في «بادرة حسن نية» وللسماح بإجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية في المدينة التي تتعرض لقصف كثيف منذ شهر، فيما شككت الدبلوماسية الأمريكية في الإعلان الروسي المفاجئ الذي يأتي بعد أسابيع من الانتقادات الغربية لكثافة القصف السوري للمدينة بدعم من المقاتلات الروسية.في غضون ذلك، نشر الجيش النرويجي صوراً لحاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية تبحر مع مواكبة بحرية مهمة باتجاه سوريا حيث ستعزز الوجود العسكري الروسي. والتقطت صور للحاملة الأميرال كوزنيتسوف ومقرها أصلاً في سيفيرومورسك في بحر بارنتس و7 سفن حربية في المياه الدولية قبالة النرويج كما أعلنت القومندان اليزابيث ايكلاند المتحدثة باسم مركز عمليات الجيش النرويجي. ويأتي قرار موسكو المفاجئ بعد ليلة دامية في مدينة حلب، تخللها غارات كثيفة على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، تسببت بمقتل العشرات بينهم 14 من عائلة واحدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الخطوة هي «بادرة حسن نية من الجيش الروسي (...) وليست مرتبطة» بالانتقادات التي وجهتها فرنسا وألمانيا. وأشادت الأمم المتحدة بإعلان وقف الغارات الجوية الروسية والسورية على حلب، إلا أنها قالت إنها تنتظر الحصول على ضمانات بشان السلامة من جميع الأطراف قبل أن تبدأ في إدخال المساعدات. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي «لايزال الوقت مبكراً للقول إن هذا صحيح وكم من الوقت سيصمد. سبق أن شهدنا هذا النوع من الالتزامات والوعود. وشهدنا انه لم يتم الإيفاء بها». واستبقت موسكو هذا القرار بإعلانها هدنة إنسانية من 8 ساعات تطبق غداً، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لكنهما اعتبرا انها غير كافية لإدخال المساعدات. وتصاعد الضغط الدولي على روسيا، الحليفة الأبرز لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إثر هجوم بدأه الجيش السوري في 22 سبتمبر للسيطرة على الأحياء الشرقية. وتزامن الهجوم مع غارات روسية كثيفة واخرى سورية أوقعت مئات القتلى وألحقت دماراً كبيراً لم تسلم منه المستشفيات. وجاء التصعيد ميدانياً إثر انهيار هدنة في سوريا في 19 سبتمبر الماضي، تم التوصل إليها باتفاق أمريكي روسي وصمدت أسبوعاً، ما تسبب بتوتر بين البلدين إزاء سوريا. ولم تنجح الجهود والمحادثات الدولية منذ ذلك الحين في إحياء وقف إطلاق النار، في وقت اتهم الغربيون روسيا بـ«جرائم حرب» في سوريا. وحملت روسيا واشنطن الشهر الماضي مسؤولية افشال الهدنة لعدم ضغطها على الفصائل المعارضة لفك ارتباطها عن جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة».وتقدر الأمم المتحدة وجود 900 مقاتل من جبهة فتح الشام شرق حلب في وقت يقدر المرصد السوري وجود 400 مقاتل فقط من أصل نحو 15 ألف مقاتل معارض. وقبل ساعات من وقف الغارات، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن بغارات روسية كثيفة استهدفت أحياء عدة في شرق حلب. وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة عن الوضع في سوريا من المبعوث الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الذي أشار إلى «طرح أفكار جديدة» في اجتماع لوزان الذي عقد بمشاركة موسكو واشنطن وعدد من دول المنطقة. لكنه قال إنه لاتزال هناك «خلافات كبيرة» بشأن الطريق الواجب اتباعها لإرساء وقف لإطلاق النار.دبلوماسياً، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الإلمانية أنغيلا ميركل سيعقدون «اجتماع عمل» يتناول الأزمة السورية اليوم في برلين، اثر قمة حول أوكرانيا.من جهة أخرى، قالت أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري في مقابلة تلفزيونية إن أعداء لزوجها عرضوا عليها فرصة الفرار من سوريا بهدف هز الثقة فيه. ولم تغادر أسماء الأسد البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية. ولم تسمِ الأسد في مقابلة باللغة الإنجليزية مع قناة روسيا 24 الرسمية أياً من الذين قدموا لها تلك العروض. وأسماء الأسد مولودة في بريطانيا وكانت في السابق تعمل في قسم الاستثمار بأحد البنوك. لكنها قالت إن الأشخاص الذين قدموا لها تلك العروض التي وصفتها «بالغبية» لم يكونوا سوريين.