أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أننا في البحرين فخورون بتنوعنا وتعددنا وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة، مشيرا جلالته إلى أن المملكة ماضية في نهجها للحفاظ على ثوابتها وركائزها القائمة والحفاظ على الحريات واحترام كافة الأديان والثقافات، وتقدير كافة الكفاءات والخبرات ، وستبقى البحرين بعون الله موطن الوسطية والاعتدال المنفتح على العالم والفخور دوماً بإرثه وثرائه الحضاري.
وشدد جلالته، لدى لقاءه في قصر الصخير أمس المساهمين والمشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين» والتي ستقام في جمهورية ايطاليا الصديقة الشهر المقبل وينظمها اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين، للسلام على جلالة الملك المفدى، حيث قدموا الى جلالته ايجازا حول هذه الفعاليات ، للتعريف بالبحرين وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية، على المكانة والتاريخ العريق الذي تتميز به البحرين والقائم على التعايش السلمي ونشر قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات ، وتمسكها بقيم العدل ، والمساهمة في ركب الحضارة الإنسانية.
وفي بداية الاستقبال، رحب جلالة الملك المفدى بالجميع ، شاكرا لهم مساعيهم الطيبة، ومشيدا جلالته بجهودهم الموفقة في ابراز الوجه الحضاري لمملكة البحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي ، وأهم منجزاتها التي تحققت بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح التي انتهجتها البحرين على مر التاريخ.
وأكد جلالته أن البحرين بلد التعايش امتزجت فيها الآراء المدنية والعادات الاجتماعية المختلفة وواكبت التطورات القانونية واحترمت جميع الأديان وهذا هو ما حفظ البحرين من التعصب والتطرف، معربا جلالته عن تقديره ومساندته لهذه الجهود الخيرة التي تؤكد للعالم بأن البحرين ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها دون أي تفرقة أو تمييز.
وخلال اللقاء، ألقى السفير دومينيكو بيلاتو سفير جمهورية ايطاليا الصديقة لدى البحرين كلمة، قال فيها:»أود أن أشكر جلالتكم على مكرمتكم السامية الممنوحة لشخصي والإذن لي بالكلام بلغتي الايطالية الأم بين يدي جلالتكم في هذا اللقاء الكريم المنعقد اليوم وهذا شرف عظيم بالنسبة لي.
حضرة صاحب الجلالة: أنتهز هذه الفرصة السانحة للتأكيد على رسالة الصداقة الايطالية البحرينية التي يتردد صداها طيلة فترة عملي كسفير لبلادي ايطاليا لدى مملكة البحرين وأتطلع مستقبلاً لنرى المزيد من تدريس اللغة الايطالية في المدارس والجامعات الحكومية في البحرين.
وأؤكد لجلالتكم أني لن أدخر جهداً في المزيد من تطوير العلاقات المتميزة بين بلدينا لخدمة المصالح المشتركة بين الشعبين. وهناك الكثير من الفرص المشجعة على الاستثمار في شتى القطاعات الثقافية والاقتصادية بالإضافة للحوار السياسي والتي أتطلع للعمل لتنفيذها جميعها.
نحن في ايطاليا ندرك مدى اصرار وعزيمة جلالتكم على اقامة الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش الديني ونقر بأن ذلك قد جعل جلالتكم وبلادكم مملكة البحرين مثالاً رائداً من خلال الاحترام المتبادل المتاح في مجتمع التنوع الثقافي والديني.
وفي غضون بضعة اسابيع قلائل سوف تبدأ فعاليات مهرجان «هذه هي البحرين» في العاصمة الايطالية «روما» بمشاركة وفد بحريني كبير يمثل شتى أطياف المجتمع البحريني، وسنسعد باستقبالهم وضمان نجاح المعرض الدولي المصاحب للمهرجان وفقاً لفلسفة جلالتكم الحكيمة لتحقيق الألفة بين الناس من شتى الأديان والثقافات وتعزيز السلام.
وسوف يكون مهرجان «هذه هي البحرين» في روما بمثابة العرض البراق ليس فقط لأجواء الحريات الدينية في البحرين بل لإنجازات حكومة جلالتكم من خلال حضور العديد من الوزارات.
صاحب الجلالة: إننا ندرك مدى التنمية الاجتماعية والرفاهية الشاملة في مملكة البحرين المتمثلة من خلال الجمعيات الخيرية والأندية والنقابات والتي تعكس مدى حيوية ونشاط المجتمع البحريني.
صاحب الجلالة: أنني أتذكر زيارة جلالتكم لقداسة البابا حينما قدمتم لقداسته نموذجاً لكاتدرائية «ليدي أوف أرابيا» والتي سيتم بناؤها على الأرض الممنوحة كهبة من لدن جلالتكم. ونتطلع لتنفيذ هذا المشروع وهو مثال آخر على التسامح والتفاهم.
وأود أن أعرب لجلالتكم عن تقديرنا لتأسيس «كرسي لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان» باسم جلالتكم في جامعة روما. وأنه لمن دواعي غبطتنا أن تكون عاصمتنا قادرة على توفير هذه الوسيلة للتواصل الهام مع الشباب والحيلولة دون وقوعهم في مخالب التطرف والراديكالية وتعزيز القيم التي عرفتم بها جلالتكم وعرفت بها مملكة البحرين.
وأؤكد لجلالتكم التزامي الصادق بتعزيز العلاقات الأخوية بين بلدينا وأتطلع لتقاسم تاريخ النسيج الحياتي الثري بين مملكة البحرين وايطاليا.
وألقى جلالة الملك المفدى، كلمة قال فيها:» شكرا سعادة السفير يشرفني ان اكون جزءا مما تقومون ونقوم به جميعا في تقريب الجميع معا وهذا ليس بجديد على البحرين، فقد كانت البحرين كذلك منذ مئات السنين ان لم يكن من الاف السنين، فأستطيع أن اشبه البحرين بالإسكندرية في قديم الزمان حيث كان الناس يعيشون مع بعضهم البعض متلاحمين بمختلف فلسفاتهم ودياناتهم ومذاهبهم ويحترمون بعضهم البعض مما جعلهم يخلقون مجتمعا رائعا ساهم في حماية الاسكندرية من التطرف وكل تصرف لا تقبله الطبيعة البشرية.
وأضاف جلالة الملك المفدى في كلمته «نحن فخورون بأن نقول ذلك فالبحرين والمواطنون البحرينيون على وجه الخصوص كانوا دائما يرحبون بالناس الذين يأتون اليهم من مختلف دول العالم للعيش والدراسة.. كما سافر البحرينيون ايضا الى مختلف دول العالم طلبا للعلم واضعين في عين الاعتبار احترام ثقافاتهم ودياناتهم دون التسبب في خلق عدو واحد لهم حيث كان هدفهم الحصول على المزيد من الأصدقاء وهذه هي طبيعتهم التي تجعلني فخورا بأن أكون ما أنا عليه الآن.
عندما اخترنا لأنفسنا هذا النمط من الحياة العصرية والتقدم والتفكير الايجابي ساندنا الجميع وتمنوا لنا التوفيق. مرة أخرى أنا فخور وتشرفت بأن أدير هذا الجهد معكم وكلي أمل ان يعمل الكرسي الذي يحمل اسمي على تدريس الشباب من مختلف بقاع العالم هذه القيم وما تفكر به البحرين وما قامت وتقوم به.
بالطبع هناك بعض الأشياء التي يقولونها إلا انني لا ارى من يتحدث عما تقوم به البحرين وكل ما اراه هو ما اعرفه.الا أن ما أعرفه ايضا هو أن البحرين تزخر بالقيم العظيمة والاحترام العظيم للديانات والثقافات والحضارات حيثما كانت، وهناك معلومة ايضا ربما لم تذكر وهي ان البحرين لم تكن ابداً مركزاً او سوقاً للعبودية فلم يسبق ان بيع العبيد في البحرين و في حقيقة الامر تم تحريرهم في البحرين حيث فروا من مختلف البقاع في المنطقة و العالم باحثين عن ملاذ في البحرين و الحصول على حريتهم، وهذا ما قرأته و لا اعلم مدى صحته على ان التاريخ الذي قرأته ذكر بأن البحرين هي بلد الأحرار وما قيل مؤخرا أنه يجب على البحرين منح المزيد من الحرية لم يكن مستساغا من البحرينيين الذين يتمتعون بالحرية منذ مئات وآلاف السنين ليقال لهم انكم لستم أحرارا ويجب ان تحصلوا على المزيد من الحرية.. اذا نظرنا الى الأشياء وقمنا بعمل مقارنه أعتقد اننا نتمتع بالحرية اكثر من اي بلد آخر.. نحمد الله أن لدينا من التشريعات ما يكفل حقوقنا وما زلنا نتمتع بهذه الحرية في كافة مناحي حياتنا..
كما تحدث البعض عن مساوئ الإسلام في حين أن الدين الإسلامي الحنيف في واقع الأمر بريء منها فهو دين السلام. في الحقيقة البعض ربما قصد الفترة التي سبقت الاسلام والتي نسميها بفترة الجاهلية حيث اعتنق بعض الناس الإسلام في تلك الفترة إلا أن الجاهلية كانت لا تزال تعيش في عقولهم وقلوبهم فهذا ليس بالاسلام. وقد كان من الصعب على أيٍ كان التمييز او ملاحظة الفرق بين المسلم والجاهلي.
بالنسبة لي جميعنا مسلمون بما فيهم انتم لأننا جميعا نحب السلام ونحب بعضنا البعض ونحب القيم السامية وهذا ما نحبه جميعا ولا شيء غير ذلك، فجميعنا نؤمن بإله واحد وهذا هو المهم اما فيما يتعلق بطريقة التعبد فتلك قصة أخرى فإلهنا واحد والمهم هو التفريق بين الجاهلية والاسلام وربما نحتاج الى اساتذة جامعيين ليخطوا كتبا عن هذه القضية لأن الخط الفاصل دقيق جدا ولا يمكنك رؤيته بوضوح تام..
بالنسبة لي استطيع التمييز ومعرفة هذا الفرق لأنني تربيت كمسلم والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده مما يعني أن المسلم يجيد التحدث وكسب الأصدقاء وغير ذلك.عندما نتحدث عن الجامعات والمنح الدراسية والطلبة اتمنى ان نعلمهم ما رأيناه بأنفسنا لأنه من المحزن أن لا يعرفوا ذلك واذا لم يعرفوا بها فذلك يعني اننا لم ننقلها لهم. في الحقيقة لدي كل الثقة انكم ستفعلون ما بوسعكم وفي فترة وجيزة فقد كنتم في مختلف انحاء العالم وحققتم العديد من النجاحات معا ورغم انكم تنحدرون من ثقافات مختلفة الا انكم جميعا تشتركون في هدف واحد وهو أن يعم الخير هذا العالم. شكرا سعادة السفير، شكرا السيدة بيتسي وشكرا لكم جميعا على كل ما قمتم به من أجل البحرين.