يدشن معهد البحرين للتنمية السياسية 16 نوفمبر المقبل فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى الخليجي للإعلام السياسي تحت شعار «الإعلام والهوية الخليجية»، بهدف بلورة خطاب إعلامي يؤكد على الهوية الخليجية المشتركة، ويعزز من مرتكزاتها في مواجهة تحديات ومخاطر العولمة.
وأشار وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي إلى المكانة المتميزة التي أصبح المنتدى الخليجي للإعلام السياسي يتبوأها كمنبر مستقر للحوار الهادف والبناء، لافتاً إلى أن المنتدى بات يشكل تظاهرة فكرية تستقطب أبرز رموز الفكر والإعلام والسياسة من العرب والخليجيين، للتباحث حول القضايا التي تتصل بالإعلام، وتأثيره في مجمل الأحداث بالمنطقة.
وأكد أن المنتدى يأتي في إطار الجهود التي تهدف إلى تعزيز وحماية الهوية الخليجية من بواعث التفكك والاختراق بفعل تأثيرات العولمة والتدخلات الخارجية، من خلال تناول قضية العلاقة بين «الإعلام والهوية الخليجية»، تجسيداً للحاجة الملحة للبحث في سبل تعزيز الهوية الخليجية وتدعيمها حفاظاً على مستقبل الشعوب الخليجية وهويتها.
وأشار إلى أهمية موضوع «الإعلام والهوية الخليجية» في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومخاطر تهدد الهوية الخليجية، الأمر الذي يجعل من العمل على تحصين الجبهة الداخلية ضد محاولات اختراق المجتمعات الخليجية مسؤولية مشتركة يضطلع فيها الإعلام بدور جوهري.
وأكد أهمية الإعلام الوطني في مواجهة محاولات بث الفرقة والتعصب والانقسام، من خلال دوره التنويري في توعية الرأي العام المحلي والخليجي بالمخاطر المحدقة، والإسهام في غرس القيم التي تحض على التمسك بالهوية الخليجية الجامعة لأبناء وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضح أن الإعلام يعد وسيلة ناجحة لخلق وعي كامل بالتحديات التي تواجه الهوية الخليجية، نظراً لما يتمتع به الإعلام من قوة تأثير يمكن استثمارها في تعزيز الخصوصية والهوية الخليجية، في مواجهة «العولمة» بمستوياتها المختلفة.
ونوه إلى أن اختيار موضوع المنتدى لهذا العام تحت شعار «الإعلام والهوية الخليجية»، يجسد نهج معهد البحرين للتنمية السياسية الدائم في طرح الموضوعات والقضايا الفكرية التي تمس حاضر ومستقبل الدول والشعوب الخليجية، إيماناً من المعهد بأن من شأن إثارة النقاش حول هذه الموضوعات تعزيز مكامن القوة في المجتمع والحفاظ على الكيان الخليجي سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً وثقافياً.
وأضاف أن المنتدى يسعى إلى أن يسهم بمناقشاته في تجاوز التشوهات التي لحقت بالهوية الخليجية الجامعة، وتسليط الضوء على المخاطر التي ينطوي عليها تقديم الهويات الضيقة والانتماءات الدينية والطائفية والعرقية على الهوية الخليجية، وذلك من خلال تشجيع العمل الجاد في إطار متكامل يضمن تعزيز التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية وإعلاء قيم التسامح السياسي والتعايش السلمي على ما دونها.
وأشار إلى الحرص الدائم للقائمين على أمر المنتدى على دعوة نخبة من رموز الفكر والإعلام وصناع القرار للمشاركة في أعمال المنتدى سواء كمتحدثين أو كحضور، بهدف إثراء المنتدى بالمناقشات والمداخلات وصولاً إلى تبني رؤى وتوصيات شاملة تعزز من دور الخطاب الإعلامي في تعزيز الهوية الخليجية.
ويشار إلى أن المنتدى يهدف في دورته الحالية إلى متابعة تحقيق أهدافه الأساسية التي رسمها منذ انطلاق دورته الأولى من ناحية تعبئة وتحفيز مكامن القوة الإعلامية، وتوجيهها نحو ما يرسخ أركان الهوية الخليجية المشتركة، ويعزز قيم ثقافتها الديمقراطية، ويُثري مفاهيم التوافق على تبني خطاب إعلامي يستوعب الهويات الضيقة دون إقصاء لها أو تهميش لمنطلقاتها. ويسعى المنتدى لتحقيق أهدافه تلك من خلال تطوير الخطاب الإعلامي الخليجي، وبلورة خطاب إعلامي يؤكد على الهوية الخليجية المشتركة ومواجهة تحديات ومخاطر العولمة.
وتشمل فعاليات المنتدى الجلسة الافتتاحية ويتحدث فيها علي الرميحي وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، ود.سعد بن طفلة وزير الإعلام الأسبق بدولة الكويت الشقيقة كمتحدث رئيس فيها.
كما تشتمل فعاليات المنتدى على ثلاث جلسات، بمشاركة نخبة من المتحدثين، حيث تتناول الجلسة الأولى موضوع «العولمة والإرث الحضاري»، ويتحدث فيها كل من الدكتور محمد عبدالغفار وزير الإعلام الأسبق بمملكة البحرين، وخالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية، وضرار بالهول مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»، وتدير الجلسة سميرة عبدالله مقدمة برامج وأخبار سياسية في قناة الراي الكويتية.وتشمل محاور الجلسة الأولى مناقشة التحديات الثقافية والاجتماعية، والتحديات السياسية والأمنية، حيث تسلّط الضوء على العلاقة بين مفهومي «العولمة» و»الإرث الحضاري» من كافة الجوانب، مع التركيز على إشكالية تكريس «العولمة» لقيم التقييس والنمطية القائم على الذود عن مصالح القوى الرئيسة الفاعلة في المحيط الدولي.
أما الجلسة الثانية للمنتدى فتتناول موضوع «مستقبل الهوية الخليجية»، ويتحدث فيها كل من الصحافي والإعلامي عبدالرحمن الراشد الرئيس السابق لقناة العربية الإخبارية، ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقاً، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، وحاتم الطائي مؤسس ورئيس تحرير صحيفة «الرؤية» العمانية، ويدير الجلسة الدكتور سليمان الهتلان، مقدم برنامج «حديث العرب» على قناة سكاي نيوز عربية.
وتحاول الجلسة قراءة مستقبل الهوية الخليجية من منطلقات استشرافية علمية تشخّص التحديات التي تواجهها هذه الهوية وتهدد مستقبلها. وتقارن الجلسة بين الأطماع الخارجية التي لا تكف عن مساعي المس بالهوية الخليجية، وبين الطموحات الوطنية التي تجاهد تمسُّكاً بهذه الهوية وحماية مرتكزاتها.
وتناقش الجلسة المساعي التي يقوم بها الإعلام حتى يكون «الحاضنة» التي تضم الهوية الخليجية وتدافع عنها، والحصن الآمن الذي يحميها. كما وتحاول الجلسة أن تصل إلى تحديد الوسائل، والقنوات، والمشروعات الإعلامية القادرة على التأسيس لمنظومة خليجية لها موقعها الإعلامي المتميز، في الدفاع عن هوية خليجية ناضجة وديناميكية، ومبدعة في ذات الوقت.
وتقام الجلسة الثالثة للمنتدى بعنوان «دور الإعلام في تعزيز الهوية الخليجية»، ويتحدث فيها الفنان غانم السليطي من دولة قطر الشقيقة وهو من رواد الحركة الفنية الخليجية، والإعلامي علي آل سلوم مقدم برنامج «دروب» من دولة الإمارات العربية المتحدة، أما مديرة الجلسة فهي الإعلامية نادين البدير من المملكة العربية السعودية الشقيقة مقدّمة برنامج «اتجاهات» على قناة روتانا خليجية. وتناقش هذه الجلسة التأثير المتبادل بين الهوية والإعلام باعتبار أن الإعلام يمثل نموذجاً واقعياً يكرس مفهوم العلاقات التفاعلية في المجتمع، لأنه يحرص على الدفاع عن قِيم الهوية بما لديه من قدرة على التأثير في مفردات تلك القيم والمكونات التي تنتج عنها.
ويعلن معهد البحرين للتنمية السياسية عن بدء التسجيل لحضور فعاليات المنتدى من خلال الموقع الإلكتروني للمنتدى، داعياً جمهور المهتمين من البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى سرعة التسجيل نظراً لمحدودية المقاعد المتاحة، علماً بأن حضور المنتدى مقتصر فقط على المسجلين وهو مجاني كسائر أنشطة المعهد بشرط التسجيل المسبق.