عواصم - (وكالات): أعلنت هيئة الأركان الروسية تمديد وقف العمليات القتالية المزمعة اليوم بمدينة حلب شمال سوريا لثلاث ساعات إضافية لتصبح 11 ساعة، بينما أكدت الأمم المتحدة أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب يحتاج إلى 48 ساعة على الأقل، في حين أعلنت عدة فصائل معارضة أنها لن تخرج من المدينة، وأنها ستواصل القتال والدفاع عن المدينة لعدم ثقتها بروسيا ونظام الرئيس بشار الأسد. وساد هدوء نسبي في حلب في ظل الوقف المؤقت للغارات الروسية، بينما قتل وأصيب عشرات في غارات روسية وسورية على بلدات في دير الزور وريف دمشق.
وفي تطور آخر، بدأ أمس خروج المئات من مسلحي المعارضة وعائلاتهم من مدينة معضمية الشام إلى ريف إدلب وفق اتفاق مع النظام السوري، كما حدث بأماكن أخرى في أوقات سابقة. وقال قائد العمليات العسكرية في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي إن الجيش أعلن أنه سيمدد الهدنة الإنسانية بمدينة حلب 3 ساعات إضافية، بحيث تتوقف العمليات القتالية من 8 صباحاً حتى 7 مساء بالتوقيت المحلي.
وأضاف أن تمديد الهدنة بحلب سيسمح للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتنفيذ تدابير لإجلاء السكان المدنيين، وأن هيئة الأركان تعول على أن الولايات المتحدة والأطراف المهتمة ستؤثر على «المسلحين» لتوفير خروجهم من حلب.
وأكد رودسكوي أن النظام السوري أمر بسحب قواته من ممرات الخروج بحلب، وأنه تم إبلاغ المسلحين وسكان حلب الشرقية بالممرات الإنسانية من خلال إلقاء أكثر من 450 ألف منشور.
وأعلنت عدة فصائل معارضة أنها لن تخرج من حلب، وأنها ستواصل القتال والدفاع عن المدينة لعدم ثقتها بروسيا والنظام السوري. وكان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية جينس لارك قد أكد أن الهدنة غير كافية، وقال إن الفرق المكلفة بنقل المساعدات الإنسانية إلى حلب بحاجة «إلى 48 ساعة»، وذلك فضلاً عن وجود مئات المرضى والجرحى العالقين شرق حلب الذين ينتظرون فرصة الخروج للعلاج.وتقدر الأمم المتحدة أن 275 ألف مدني محاصرون في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة مع اشتداد الغارات الجوية والحصار وتعذر إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية منذ 3 أشهر. وأفادت مصادر بأن سكاناً في حلب يبدون رغبتهم في المغادرة لأنهم تعبوا من الحصار والقصف، لكنهم في الوقت نفسه لا يثقون بالنظام. ولا يعلم ما إذا كان سيتم التجاوب مع مبادرة روسيا، حليفة النظام. واستغل السكان توقف الغارات للخروج من منازلهم وشراء المواد الغذائية التي لا تنفك تتضاءل كمياتها في السوق.
من جانبه، قال الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية سويسرية ونشرت حسابات الرئاسة السورية مقتطفات منها «علينا حماية الناس، والتخلص من هؤلاء الإرهابيين في حلب»، مضيفاً «علينا أن نهاجم الإرهابيين وهذا بديهي».
وفي بروكسل، يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة اليوم سيدينون خلالها «بشدة» مشاركة روسيا في عمليات قصف الأحياء الشرقية لحلب السورية وسيطالبون بوقف «فوري» للأعمال القتالية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، بحسب ما أظهر مشروع اتفاق.
وبعيداً عن حلب، تمت اليوم عملية إجلاء جديدة لمقاتلين معارضين من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق.
وخرج 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من المعضمية إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المعارضة والحكومة السورية، وفق ما أفاد مسؤول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور. والمقاتلون الـ620 هم 420 مقاتلاً من معضمية الشام و200 آخرون نزحوا إليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة.
وتم التوصل في السابق إلى اتفاقات تسوية مع الحكومة السورية قضت بخروج مقاتلي المعارضة من مناطق عدة خصوصاً في محيط دمشق. وغالباً ما يتم إرسال رافضي التسوية إلى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة فصائل إسلامية ومتشددة.
دبلوماسياً، شهدت برلين مساءً اجتماعاً بين قادة ألمانيا وروسيا وفرنسا في محاولة جديدة لإيجاد حل للنزاع المستمر منذ أكثر من 5 سنوات والذي حصد أكثر من 300 ألف قتيل.