بكين - (وكالات): كرس الرئيس الفلبيني الجديد رودريغو دوتيرتي في بكين تحوله الدبلوماسي المثير نحو الصين على حساب حليفه الأمريكي التقليدي، قائلاً «أعلن انفصالي عن الولايات المتحدة».
ويقوم دوتيرتي الذي يرافقه وفد من رجال الأعمال يضم 400 شخص، بزيارة دولة إلى بكين تستمر 4 أيام. وبعد قمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ، اغتنم فرصة انعقاد منتدى اقتصادي لإعلان «انفصاله» عن الولايات المتحدة، وسط تصفيق حاد من الحضور. وتكرس زيارة الرئيس الفلبيني تحسن العلاقات مع بكين التي كانت تشهد فتوراً في السنوات الماضية بسبب خلاف حول السيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي.
وقال دوتيرتي إنه يريد «تأجيل هذا الملف إلى مرة أخرى» من أجل إعطاء الأولوية للتعاون الاقتصادي. وأضاف للتلفزيون الصيني أنه يريد «مساعدة» من الجارة الكبرى في هذا المجال.
وهذا الموقف رحبت به الصين التي استقبل رئيسها نظيره دوتيرتي استقبالاً حاراً في قصر الشعب بساحة تيان ان من.
وأعلن الرئيس الصيني «من المهم معالجة الخلافات بالحوار والمشاورات الثنائية حول مسألة بحر الصين الجنوبي»، معرباً عن استعداده «لترك المسائل الصعبة جانباً بصورة مؤقتة»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.
وفي وقت سابق، قال دوتيرتي في خطاب ألقاه أمام الجالية الفلبينية في بكين، إن بلاده التي كانت مستعمرة أمريكية حتى 1946، استفادت قليلاً من تحالفها مع الولايات المتحدة.
وأضاف مخاطباً واشنطن «بقيتم في بلادي من أجل مصالحكم. لذلك حان الوقت لنقول وداعاً يا صديقي».
وتابع دوتيرتي «لن أذهب إلى الولايات المتحدة. فلن أتعرض إلا للإهانة هناك»، ثم ألمح من جديد إلى الرئيس باراك أوباما بعبارة «ابن العاهرة» التي قالها في سبتمبر الماضي.
ووصف دوتيرتي محادثاته مع الرئيس الصيني بأنها «تاريخية». وأضاف أنها «ستحسن العلاقات بين بلدينا وتطورها». ويتناقض موقف دوتيرتي تناقضاً تاماً مع سلفه بنينيو اكينو الذي حصل في يوليو الماضي من محكمة تحكيم دولية على إدانة للادعاءات الصينية في بحر الصين الجنوبي، حيث يتنازع عدد كبير من البلدان المجاورة «فيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان» السيادة على جزر صغيرة. ولم يبدِ دوتيرتي الذي وصل إلى الحكم قبيل صدور الحكم، أي رغبة في متابعته. وقد أرضى هذا الموقف بكين التي تتعرض لضغوط دولية كثيفة منذ يوليو الماضي وتريد على ما يبدو أن تكافئ الرئيس الفلبيني.