عواصم - (وكالات): يأبى المدنيون وقوات المعارضة السورية في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام السوري بمدينة حلب مغادرة مدينتهم رغم الشائعات التي يروجها النظام وتدعي بأن أهلها يهجرونها.
وتفرض قوات النظام حصاراً مشدداً على الأحياء الشرقية لحلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بدعم من مقاتلات حليفتها روسيا التي تكثف غاراتها على حلب بهدف إفراغها من سكانها.
وتجلى تحقيق الهدف المنشود من هذه الشائعات لإجلاء أكثر من 300 ألف شخص من الأحياء الشرقية لحلب بعد إعلان روسيا عن «هدنة إنسانية» لساعات في حلب، بدأت أمس، وتسمح فيها بخروج من وصفتهم بالمسلحين من المدينة. وينفي المدنيون وقادة فصائل المعارضة في حلب صحة الشائعات التي تتناقلها وسائل إعلام النظام، مؤكدين ثبوتهم في مواقعهم ومنازلهم. في غضون ذلك، شدد قادة الاتحاد الأوروبي الـ 28 لهجتهم للتنديد بدور موسكو في النزاع السوري وخصوصاً قصف حلب وأكدوا أن «كل الخيارات» تبقى مفتوحة بما يشمل فرض عقوبات. وفيما دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا في حلب شمال سوريا حيز التنفيذ، أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أن الأوروبيين يجب أن يبقوا كل الخيارات مفتوحة. واعتباراً من مساء أمس الأول لوّح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برلين بالتهديد بفرض عقوبات على موسكو. وأعلن هولاند أن «كل الخيارات مفتوحة» في ظل عدم فرض هدنة دائمة. من جهتها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتحاد الأوروبي إلى رد «قوي وموحد» على «الفظائع» التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدى وصولها إلى بروكسل حيث تشارك للمرة الأولى في قمة للاتحاد الأوروبي. وأعلنت روسيا عن تمديد «الهدنة الإنسانية» السارية في حلب منذ صباح أمس مدة 24 ساعة.
وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أنها تلقت وعداً من موسكو بتمديد الهدنة حتى الغد.
وتزامن توقيت دخول الهدنة في حلب حيز التنفيذ مع القمة الأوروبية، ما يعكس ربما كيف يلعب الكرملين على ورقة الانقسامات في أوروبا.
ويظهر الانقسام خصوصاً بين دول شرق أوروبا التي تتخوف من وجود روسيا قرب حدودها ودول بقيادة إيطاليا واليونان التي تتخوف من خسارة شريك تجاري مهم. وسيصدر قادة الاتحاد الأوروبي بياناً يدينون فيه «بشدة الهجمات التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه وخصوصاً روسيا على المدنيين في حلب»، داعياً إلى «وقف فوري للأعمال القتالية» للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين «من دون عائق». ويفرض الاتحاد الأوروبي حالياً عقوبات اقتصادية واسعة على روسيا بسبب النزاع الأوكراني اتخذت بعد إسقاط الطائرة الماليزية فوق الأراضي الخاضعة للمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا عام 2014.
من جهة ثانية، شن الجيش التركي ضربات جوية ضد فصائل كردية سورية شمال سوريا تعتبرها أنقرة «منظمات إرهابية» رغم أنها تحظى بدعم واشنطن في حربها ضد تنظيم الدولة «داعش».
وقالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية نقلاً عن بيان للجيش أن الطائرات أغارت على 18 هدفاً شمال مدينة حلب في مناطق أعادت «وحدات حماية الشعب» الكردية السيطرة عليها من أيدي «داعش».
وأكد الجيش أن ما بين 160 و200 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في الهجمات.
من جهة أخرى، عبرت مجموعة من السفن العسكرية الروسية بينها حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف مياه بحر الشمال متجهة إلى قبالة سواحل سوريا في شرق المتوسط وراقبتها من بعيد سفن حربية بريطانية. وتعتبر المجموعة التي تضم 8 سفن أكبر عملية انتشار لسفن بحرية عسكرية روسية تشاهد قبالة السواحل البريطانية في السنوات الأخيرة، بحسب ما صرح متحدث باسم البحرية الملكية البريطانية.