أبوذر حسين


كشف قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب سلمان بن عطية الله آل خليفة أن نظام المعلومات الصحية الإلكتروني «HOPE» منتج بحريني عالمي انتهى العمل على تطويره بأيدي كوادر بحرينية بتكلفة تبلغ حوالي 23 ألف دينار، مبدياً عن استعداد المستشفى لتطبيق النظام بمستشفيات أخرى، وأنه يمكن تسويق النظام داخل البحرين وخارجها .
وقال إن النظام الجديد يمكن المرضى من متابعة حالاتهم بشكل دقيق. مضيفاً أنه يمكن الدخول على النظام من الأجهزة الذكية. وأكد عطية الله «أن نظام المعلومات الصحية الإلكتروني سيحدث نقلة نوعية في عمل المستشفيات، ويؤدي دوراً كبيراً في استفادة المريض من وقته مع الطبيب بدلاً عن المتابعة والكتابة على جهاز الكمبيوتر، وإنما يمكن للطبيب أن يتحدث فيتحول الصوت لكلمات مكتوبة في ملف المريض كما يمكن ارفاق صورة مقطعية للمريض تضاف لملف المريض الإلكتروني بشكل تقني حديث».
وأشار إلى إن النظام الجديد يحوي قاعدة معلومات كاملة للمرضى تحوي عناوينهم الكاملة، فضلاً عن أنها تتيح وضع القرارات المبنية على إحصاءات دقيقة وحية لكل الأقسام الداخلية والخارجية.
وأوضح، أن المستشفى وقع في 2011 عقداً مع شركة أجنبية لتطوير نظام صحي متكامل في ظرف سنتين، لافتاً إلى أن المستشفى دفع مقدماً للشركة، كما وقعت الشركة المذكورة عقداً مع وزارة الصحة، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة وتم فسخ العقد معها لعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلبات مستشفي الملك حمد الجامعي.
وأضاف أنه بعد تجربة أنظمة أخرى لم تتماش مع حاجيات المستشفى تقرر في أغسطس 2015 البدء في تطبيق النواة الأولى لنظام المعلومات الصحي الإلكتروني ليتم بعد ذلك تعميمه تدريجياً على كل الأقسام في المستشفى.
واكد القائد العام لمستشفى الملك حمد أن مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب ومستشفى خاص آخر عبرا عن الرغبة في تطبيق البرنامج، إضافة إلى أن مستشفى السلمانية الطبي والمستشفى العسكري أيضاً عبرا عن رغبتهما بتطبيق النظام، ولكن بعد الانتهاء من الارتباطات التعاقدية الحالية.
ومن جانبه، أعرب البروفسور دنيس ستلفلر أستاذ نظم المعلومات الطبية في جامعة هاواي ومستشار وخبير نظم المعلومات الصحية في البنك - الدولي رئيس التخطيط بسيلكون فالي وأحد موسسي WEB MD عن إعجابه الشديد بالنظام الذي لا تمتلكه العديد من الدول ولا الشركات العالمية ولا يمكن للشركات العالمية العملاقة أن تطوره في وقت قياسي وبأقل التكاليف مثلما فعل مستشفى الملك حمد الجامعي، مؤكداً أن ما حدث في البحرين شيء غير عادي.
وأشار إلى أن العالم يعاني من أزمات صحية متعددة الأوجه بسبب التكلفة العالية للخدمات الصحية في العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة الناتج عن ارتفاع سعر الأدوية والتكنولوجيا الطبية وأجور الكوادر الطبية.
وأكد أن الحل لهذه الأزمات هو جعل الأنظمة الصحية أكثر إنتاجية عبر استخدام أنظمة معلومات مبتكرة.
وأضاف أن العالم يعاني من انتشار الأمراض المزمنة مثل الضغط والقلب والسكري، وهو ما خلق تحدياً كبيراً بالنسبة للعالم حول كيفية إدارة هذه الحالة.
وذكر أن الحل هو تأمين عناية طبية متواصلة للمصابين بالأمراض المزمنة، موضحاً أن ذلك قد يوفر فرصاً لحاملي السكري على سبيل المثال والذين يتلقون العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة أن ينقذوا أقدامهم أو أعينهم أو كلاهم. كما أكد أن متابعة أحوال هؤلاء المرضى عن طريق إيجاد سجل طبي إلكتروني يحتوي على المعلومات الصحية المهمة الخاصة بكل شخص. وفي السياق نفسه، أكد رئيس نظم المعلومات الصحية في مستشفى الملك حمد الجامعي د.محمد هلال أن البرنامج بني على أربعة أسس رئيسية أولها أنه نظام عصري يواكب أحدث التطورات التكنولوجية، كما أنه يعتمد على الإنترنت لكي يسهل تقديم الخدمات الصحية للمرضى داخل وخارج المستشفى، إضافة إلى ذلك يتميز النظام بكونه يمكن الكادر الطبي من النفاذ إليه سواء كانوا داخل المستشفى أو خارجه باستعمال التكنولوجيا الحديثة مثل أجهزة الهاتف النقالة والحواسيب المحمولة و الكمبيترات اللوحية، وهو ما سيمكنهم من حرية الحركة من جهة ويمكن المرضى من الحصول على خدمات صحية أينما كانوا من جهة أخرى. وأوضح أن النظام يساعد المسؤوليين التنفيذيين في المستشفى على اتخاذ القرارات الدقيقة والسليمة والناجعة لضمان حسن سير العمل داخل المستشفى، كما أنه يمكن الطبيب من التركيز أكثر على المريض دون الحاجة لإضاعة الوقت في كتابة الملاحظات الورقية مثلما كان يحدث من قبل.
ومن جانبه، أوضح مدير عام تقنية المعلومات في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة أن المميز في المشروع هو تكاتف الجهود بين خبرات مستشفى الملك حمد الجامعي تحت قيادة اللواء طبيب سلمان بن عطية الله آل خليفة وخبرة الدكتور محمد هلال رئيس نظم المعلومات بما يدعم مسيرة التطور بالمملكة.
وأشار إلى أن التحدي في العالم اليوم هو في النظام الصحي الأمثل الذي يمثل تقديم خدمات رعاية مستمرة عبر منتجات متقدمة في هذا المجال تقدم المعلومات والحقائق الكاملة.
ولفت إلى أن أبرز مميزات النظام الجديد وعلاوة على التقنيات الجديدة والعالية التي يرتكز عليها، فإنه يمكن الاستفادة منه في الخطة الوطنية للصحة التي أعلنتها البحرين، كما أنه يعمل في الجانبين المحلي والخارجي، إضافة إلى أنه يمكن المرضى من متابعة حالاتهم بشكل دقيق ومستمر، إلى جانب أنه يحوي قاعدة كاملة للمرضى تحوي عناوينهم الكاملة، كما أنه يقوم بالرعاية الصحية الأولية والثانوية، ويتيح وضع قرارات مبنية على إحصاءات دقيقة وحية لكل الأقسام الداخلية والخارجية بالمستشفى، كذلك قدرته على اختصار الوقت، خاصة مع استخدام الخاصية الصوتية للطبيب فيتحول الصوت لكلمات مكتوبة في ملف المريض كما يمكن إرفاق صورة للمريض تضاف لملفه الإلكتروني بشكل تقني حديث.
وبين أنه من بين مميزات النظام أيضاً أنه بدلاً عن الشرح يتم الرسم وتكون في فايل المريض من دون أن نحتاج لأي صور، كما أنه يتيح معرفة الأسرة الفارغة في المستشفى بكل وضوح، وكذلك يمكن للمستشفيات الأخرى في المملكة أن تطلع على ملفات المرضى عبر الإنترنت بعد استيفاء الموافقة من المريض لفتح ملفه.
وقال إن مستشفى الملك حمد الجامعي أنتج النظام وطوره خلال سنة واحدة فقط وهو ما يؤكد قدرة الكوادر البحرينية على الإبداع والإنجاز.