أصبحت الشهرة غاية كثيـر من الناس في وقتنا الراهن، وأصبحت كلمة الشهرة بحد ذاتها تشكل هوساً لهم، يفعلون المستحيل لتحقيقها، أياً كانت الوسيلة، صحيحة كانت أم خاطئة.
بــات ملاحقو الشهرة يعيشون في إطار خاص بهم، يمثلون دور الفلاسفة والمخترعين، ويوهمون أنفسهم بمكانتهم المزيفة وبفكرهم المعاق وبتصرفاتهم السلبية التي تنعكس بدورها على الناشئة والشباب فتجعلهم يقتدون بهم، وهنا تكمن المشكلة، فعندما نرى فلانة بنت فلان تخرج على مواقع التواصل الاجتماعي وتكون سلعة رخيصة لتجذب ما يسمى بـ»الفولورز»، ويتبعها شخص آخر من أبناء جيلها ويصبح «مهرجاً» فقط من أجل الشهرة!، ثم تزيد أعداد مشاهدة صفحاتهم لتصل إلى الآلاف، فيتأثر الناشئ والشاب بردود الفعل الإيجابية تجاههم، بعدها يجعل منهم قدوة يحتذى بها، والناتج؟ جهل وضياع أبنائنا وانشغالهم بتوافه الأمور، وابتعادهم عن تنمية ذواتهم والرقي بها، والابتعاد عن الإبداع والعمل الجاد الذي يضيف إلى الوطن وينهض به.
أعزائي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، نحن لا نتدخل في شؤونكم الخاصة، بل نبين لكم أهمية هذا الأمر، ومدى تأثيره السلبي على محيطنا، ونطلب منكم قبل نشر أي محتوى إعلامي، أن تتمعنوا في معانيه، وأن تتفهموا الهدف من ورائه، وتنظروا أي فئةٍ يستهدف؟ وهل سيضيف إلى عقول الناس أي شيء يذكر؟ وتذكروا أننا نحن من نصنع هؤلاء وأننا نكوّن لهم قاعدة جماهيرية بمجرد متابعتهم.
العمل والسعي وراء لقمة العيش حق مشروع، ولكن هنالك ألف طريقة إيجابية تجعلك محبوباً ومشهوراً في المجتمع بل في العالم، فلا تنجرف مع التيار السلبي.. فيرميك هالكاً!، وتذكر كم من مخترع وعالم ومثقف لم تسلط عليهم الأضواء ولم يشتهروا، ولكنهم قدموا الكثير لأوطانهم فكانوا خير قدوة.
عادل حــسن