إن الإنسان الكريم يا أخي المتقاعد ويا من كنت تعمل بجهد وإخلاص لله ثم لوطنك عندما ينفق على الفقراء فإنه يعيش حياة طيبة مطمئنة وعلى يقين تام بأن ما ينفقه سيعود عليه أضعافاً مضاعفة (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء).
وتستطيع القول إن الكريم قد عرف الحقيقة لأنه اكتشف أنه كلما زاد إنفاقه زادت ثروته بفضل الله، وهذا ما يشجعه على الاستمرار وعلى المزيد من الكرم والسخاء وهناك يوجد فرق كبير يا أخي المتقاعد بين الكرم الحقيقي النابع من القلب والمليء بالإخلاص والحب الكبير وبين من ينفق ماله ليقال عنه أن هذا الرجل كريم وعظيم، وما أكثر هؤلاء الذين يتظاهرون بالكرم الذي لا يبتغي إلا النفاق وحب الظهور، فليعلم الجميع بأن أول علامات الكرم أن يكون الشخص كريماً مع من يعول من زوجة وأبناء أو والدين كبار في السن أو عجزة، والذي ينفق أمواله على الآخرين من دون أهله فليس بشخص كريم.
وللكرم يا أخي العزيز نتائج إيجابية على الفرد والمجتمع، فبالكرم وطيب الأخلاق يزول الحقد والحسد بين أفراد المجتمع عامة ويسود الحب والوئام ويعيش الناس في رفاهية وعزة.
فالكريم يا صديقي العزيز قريب من الله ومن الناس، وهو قريب من الجنة، أما البخيل فهو بعيد عن الله وبعيد عن الناس وهو قريب من النار. أخي وعزيزي المتقاعد كن كريماً كي تسمو بروحك إلى الآفاق الرحبة من السعادة وراحة البال.
صالح بن علي