عواصم - (وكالات): أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة عن اقتحامها قضاء الحمدانية الواقع على بعد نحو 25 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة الموصل شمال العراق، وتوغلها وسط بلدة قرة قوش التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الموصل، فيما تجري عملية أخرى لاستعادة السيطرة على قرية مسيحية تسمى كرمليس ويطلق عليها أيضاً اسم كرملش باللغة السريانية، من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. وحدث التقدم في الوقت الذي اجتمع فيه وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد لتقييم الحملة التي بدأت الاثنين الماضي لاستعادة الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ويعد قضاء الحمدانية واحداً من 3 أقضية، إلى جانب الشيخان وتلكيف، التي تشكل منطقة سهل نينوى التي تسكنها غالبية من مسيحيي العراق فضلاً عن تجمعات من الشبك والأيزيدين والتركمان.يذكر أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية برطلة التابعة لقضاء الحمدانية والواقعة في شماله.وقدر مسؤول عسكري أمريكي أن «داعش» كان لديها أقل من 200 مقاتل في قرة قوش. وأضاف المسؤول «شاهدت السواتر في قرة قوش وأتوقع وجود خنادق وستكون هناك ممرات بين المباني المختلفة».وتواصل قوات الأمن العراقية مطاردة عناصر التنظيم الذين تسللوا أمس الأول إلى مدينة كركوك في هجوم مباغت هز البلاد في حين تقترب المعارك من مدينة الموصل. وغداة صدمة الهجوم على كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، لايزال قناصة وانتحاريون يتحصنون في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد إلى إرسال تعزيزات عسكرية.وكانت كركوك الغنية بالنفط التي تقع على بعد 250 كلم شمال بغداد، صحت أمس الأول على صوت إطلاق النار والمتطرفين يتجولون في شوارعها وأحيائها. ومن المتوقع أن تكون معركة الموصل أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وقد تتطلب عملية إغاثة إنسانية كبيرة. ولا يزال نحو 1.5 مليون شخص في المدينة وتقول الأمم المتحدة إن توقعات السيناريو الأسوأ تتمثل في تشريد ما يصل إلى مليون شخص. وقالت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن القتال تسبب في تشريد 6 آلاف شخص. ويحاول الجيش العراقي أيضاً التقدم صوب الموصل من الجنوب والشرق بينما تتولى قوات البشمركة الكردية الجبهات في الشرق والشمال. وقال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق كريم سنجاري إن القوات العراقية على بعد 5 كيلومترات من الموصل في هجوم ضد آخر معقل رئيس للتنظيم المتطرف في العراق وإن هناك مؤشرات على تمرد ضد التنظيم. وعلى الجبهة الجنوبية ذكرت مصادر في مستشفى القيارة إن نحو ألف شخص يخضعون للعلاج من مشكلات في التنفس بسبب استنشاق أدخنة ناجمة عن حريق مصنع كبريت يعتقد أن تنظيم الدولة أضرم النيران فيه الخميس الماضي لكن لم يلق أي منهم حتفه في المستشفى. ودفعت ألسنة اللهب القوات الأمريكية في قاعدة غرب القيارة بالعراق إلى استخدام الأقنعة الواقية. وغطت سحابة من الدخان الأبيض سماء المنطقة الواقعة إلى الشمال حيث يوجد المصنع وامتزجت بأدخنة سوداء منبعثة من آبار نفط أشعلها مسلحو التنظيم لتغطية تحركاتهم. وقال المكتب الإعلامي للجيش إن قوات الجيش انتزعت السيطرة على نحو 50 قرية من المتطرفين منذ الاثنين الماضي في عمليات للإعداد للهجوم الرئيس على مدينة الموصل نفسها حيث تشير تقديرات الجيش إلى تحصن نحو 5 آلاف إلى 6 آلاف متشدد. ويعتمد «داعش» بشكل كبير على العمليات الانتحارية باستخدام سيارات ملغومة والقنابل التي تزرع على الطرق والألغام والقناصة وقذائف المورتر للتصدي لهجوم الوحدات العراقية التي دربتها الولايات المتحدة للتعامل مع هذا النوع من القتال على وجه التحديد. وقال كارتر بعد الاجتماع مع العبادي «الحملة تسير وفقاً للخطة والجدول الزمني الذي وضعناه». لكن رئيس الوزراء العراقي رفض أي مشاركة تركية في الحملة. وكان كارتر أشار خلال زيارة إلى أنقرة أمس الأول إلى تأييده لدور تركي محتمل وقال إن ثمة اتفاق مبدئي بين بغداد وأنقرة مما يحتمل أن يضع نهاية لمصدر التوتر. وقال العبادي بعد الاجتماع مع كارتر إنه يعرف أن الأتراك يريدون المشاركة لكنه يقول لهم «شكراً» وأضاف أن هذا أمر سيتعامل معه العراقيون وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة. من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تحترم الحدود الجغرافية لكل دولة حتى لو كانت «ثقيلة على قلوبنا» فيما بدا أنه إشارة إلى مدينة الموصل العراقية التي كانت يوماً جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.وأضاف أردوغان في خطاب «بعض الجهلة يأتون ويقولون، ما هي الصلة التي يمكن أن تكون لنا بالعراق؟ هذه الجغرافيا التي نتحدث عنها الآن جزء من روحنا، حتى إذا كانت ثقيلة على قلوبنا نحن نحترم الحدود الجغرافية لكل دولة».من جهة أخرى، قتل مصور تلفزيوني كان يرافق القوات العراقية شمال القيارة بنيران قناص، غداة مقتل مراسل آخر بنيران قناص في كركوك.