عواصم - (وكالات): واصلت القوات العراقية هجومها على الموصل رغم الأفخاخ ونيران القناصة وتفجيرات السيارات المفخخة لتضيق الخناق على المدينة، كما تطارد مجموعة من متطرفي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي كانوا وراء هجمات في أنحاء أخرى من البلاد، فيما أعلنت أنقرة أن القوات التركية شاركت لأول مرة في معركة استعادة الموصل من التنظيم الإرهابي، بينما سيطرت قوات البشمركة على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل، وأعلن الجيش العراقي استعادة قرقوش بالحمدانية. وأعلنت القوات الكردية استعادة بعشيقة حيث شارك نحو 10 آلاف مقاتل في هجوم كبير لاستعادة البلدة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وقالت تركيا إن البشمركة طلبت دعماً من جنودها في قاعدة قرب بعشيقة معلنة أنها قدمت الدعم بالمدفعيات والدبابات.
ويأتي تصريح أنقرة غداة رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اقتراحاً من وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الذي التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بمشاركة تركيا في المعركة. ويهدف الهجوم الذي بدأ الإثنين الماضي إلى استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها «داعش»، وتوجيه ضربة جديدة لـ»الخلافة» التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.
ورد المتطرفون الجمعة الماضي بشن هجوم مفاجئ على مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، وبعد مرور يومين لاتزال قوات الأمن تتعقب المقاتلين الذين شاركوا في ذلك الهجوم.
وفشل عشرات المتطرفين من بينهم مفجرون انتحاريون، في السيطرة على مبان حكومية رئيسة في كركوك التي نشروا فيها الفوضى. وتعود الحياة إلى طبيعتها تدريجا في بعض أنحاء المدينة، إلا أن قوات الأمن انتشرت في الأحياء الجنوبية حيث لاتزال تجري مطاردة العديد من المسلحين. كما تتعقب قوات كردية وغيرها متطرفين يعتقد أنهم فروا من كركوك الى مناطق ريفية شرق المدينة. كما هاجم مقاتلو التنظيم بلدة الرطبة النائية القريبة من الحدود الأردنية في محافظة الأنبار الغربية بخمس سيارات مفخخة قادها انتحاريون، بحسب ما أفاد قائد الجيش في المنطقة. وسيطر المهاجمون لفترة وجيزة على مكتب رئيس بلدية المنطقة، إلا أن قوات الأمن استعادت السيطرة عليه بسرعة.
واستطاع المتطرفون من خلال هجوم كركوك الذي حذر مراقبون أنه يمكن أن يتكرر مع خسارة «داعش» للأراضي التي يسيطر عليها وعودته إلى أساليب التمرد التقليدية، أن يحولوا الأنظار عن هجوم الموصل. ولكن لا مؤشر على أن الهجوم ترك أثراً كبيراً على عملية استعادة الموصل، وهي اكبر عملية عسكرية منذ سنوات.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا من 60 بلداً يضم كذلك بريطانيا وفرنسا، وفر الدعم عن طريق شن مئات الضربات الجوية وتدريب القوات العراقية ونشر مستشارين على الأرض.
ويشارك في هجوم الموصل عشرات آلاف المقاتلين من بينهم قوات عراقية وقوات البشمركة الكردية.
وتقاتل قوات البشمركة على الجبهات الشمالية والشرقية، ويتوقع أن تتوقف على طول خط يبعد 20 كلم تقريباً من حدود مدينة الموصل. وأعلنت قوات البشمركة أنها سيطرت على 8 قرى بالقرب من بعشيقة، البلدة التي كان يسيطر عليها «داعش» شمال شرق الموصل، قبل أن ينتزعها المقاتلون الأكراد.
كما تقاتل قوات النخبة الاتحادية العراقية لاستعادة القره قوش الواقعة شرق الموصل والتي كانت اكبر بلدة مسيحية في العراق.
وقال الجنرال سيتفن تاوسند قائد التحالف الدولي إن مقاومة المتطرفين كانت شرسة.
ونادرا ما تكشف القوات الكردية والعراقية عدد القتلى والجرحى، إلا أن المستشفيات خلف الخطوط الكردية ضاقت بالجرحى.
ويعتقد التحالف أن «داعش» يدافع عن الموصل التي أعلن فيها قيام «الخلافة» في يونيو 2014، بمشاركة 5 آلاف مقاتل داخل المدينة وما بين ألف وألفين على مشارفها.
وصرح مسؤول في الحكومة الفرنسية ان اختراق الموصل، الذي يمكن أن يعتبر إيذاناً بمرحلة من قتال الشوارع مع المتطرفين، ربما يحدث بعد شهر. ويثير وجود نحو 1.2 مليون مدني لايزالون في المدينة مخاوف كبيرة. وصرحت الأمم المتحدة أن «أكثر من 5 آلاف شخص شردوا، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية».
وأضافت في بيان أن «حركة السكان تتقلب مع تغير الجبهات بمن فيهم الأشخاص العائدون إلى منازلهم بعد تحسن الظروف الأمنية في المنطقة المجاورة».