عواصم - (العربية نت، وكالات): وجه أكثر من 700 صحافي ومراسل يعملون بعشرات الصحف والمواقع الإيرانية رسالة إلى السلطة القضائية في بلادهم للمطالبة بالإفراج عن ياشار سطاني، رئيس تحرير موقع «معماري نيوز»، والمعتقل بسبب فضحه قضايا فساد في بلدية العاصمة طهران، في حين أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، أن قضية سعيد طوسي، قارئ القرآن الأول في بيت المرشد الإيراني، علي خامنئي، والمتهم باغتصاب 19 طفلاً من طلابه، سلمت لأحد القضاة المتمرسين للبت فيها. وقامت الأجهزة الأمنية الإيرانية، خلال الأشهر الأخيرة، باعتقال عدد من الصحافيين بعد نشرهم تقارير حول ملفات الفساد المالي في بلدية طهران، التي باتت تعرف بفضيحة «الأملاك الخيالية» التي منحت خلالها أراضي وعقارات كثيرة بشكل غير قانوني لمسؤولين في الحكومة وشخصيات متنفذة في النظام وأجهزة الدولة. وناشد الموقعون السلطات القضائية بالإفراج عن سلطاني «باستخدام الحلول القانونية المتاحة» ومن ثم مراجعة اتهاماته، وفقاً لوكالة «إيلنا» العمالية التي نشرت نص الرسالة.
واعتقل سلطاني في 17 سبتمبر الماضي، بعدما رفعت بلدية طهران قضية ضده بتهمة التشهير لدى كشفه عن ملفات فساد كبرى تورط بها عمدة طهران الجنرال محمد باقر قاليباف، وهو مرشح رئاسي سابق، ومقرب من الحرس الثوري.
واعتقل رئيس تحرير موقع «معماي نيوز»، لدى مراجعته المحكمة، حيث تم توقيفه والزج به في المعتقل، ولم تفلح مطالبات 40 جمعية طلابية من مختلف الجامعات الإيرانية ومناشدات لمنظمة «مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحافيين وعدد من نواب المجلس الإيراني، بالإفراج عنه. وكان موقع «معماري نيوز» قد نشر صوراً لرسائل من مكتب المفتش العام في الدولة حول بيع 200 منزل من أملاك البلدية بأسعار غير حقيقية ومنخفضة تصل إلى نسبة 50% وبأقساط تصل مدتها لـ60 شهراً، لأقارب الجنرال قاليباف، رئيس بلدية طهران. ولهذا السبب، وجه المدعي العام في 25 سبتمبر الماضي، تهمة «حيازة غير قانونية لوثائق سرية لغرض زعزعة الأمن القومي».
يذكر أن السطة القضائية تشن منذ شهرين حملة قمع واسعة ضد وسائل الإعلام، حيث أغلقت وكالتي «موج» و«برنا» وبعض المواقع الإخبارية مثل «بويش و»9 صبح» و»برشين خودرو» في 4 سبتمبر الماضي.
وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» قد نددت في سبتمبر الماضي، بحملة القمع والترويع التي تشنها السلطات الإيرانية ضد الصحافيين وسجن عدد كبير منهم، وتشديد الرقابة على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت. من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، أن قضية سعيد طوسي، قارئ القرآن الأول في بيت المرشد الإيراني، والمتهم باغتصاب 19 طفلاً من طلابه، سلمت لأحد القضاة المتمرسين للبت فيها. وأكد إيجئي، خلال مؤتمر صحافي، أن المحكمة وجهت تهمة «التشجيع على الفساد» ضد طوسي، وذلك بعد ما تقدم 4 من الضحايا بشكاوى أمام القضاء.
وبينما أكد مساعد السلطة القضائية الإيرانية أن المحاكمة لن تكون علنية، تقول مصادر مقربة من الإصلاحيين إن «جهة تابعة لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني تخطط لإنهاء ملف فضيحة طوسي، من خلال تصفيته، وذلك للحفاظ على سمعة النظام وبيت المرشد». وكان طوسي قد نفى في بيان أصدره، قبل يومين، التهم المنسوبة إليه، الأمر الذي أدى ازدياد نشر وثائق سابقة للمحكمة وشهادات صوتية للضحايا وأطفال تحدثوا عن كيفية اغتصابهم بالقوة على يده عندما كان يشرف على مشاركة قراء القرآن الإيرانيين في المسابقات القرآنية الدولية.
وتقول مصادر إصلاحية إن طوسي هدد بأنه سيفضح 100 شخصية أخرى من المقربين من النظام الإيراني من المتورطين بقضايا الاغتصاب الجنسي ضد الأطفال مقرئي القرآن، إذا ما تمت محاكمته.
يذكر أن سعيد طوسي «46 عاماً» هو ممثل إيران في مسابقات القرآن الدولية والفائز بمرتبتها الأولى داخلياً وخارجياً، والمقرب للمرشد علي خامنئي، متهم باغتصاب 19 طالباً من طلابه خلال الأعوام الماضية، وهم أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ14 عاماً.