يكاد يتفق الجميع على أن ثلاثة منتخبات من أصل أربعة ممن ودعوا البطولة الآسيوية في دور الثمانية وفقدوا فرصة بلوغ المونديال، يُعتبرون أبرز المغادرين وهم منتخبنا الوطني بالإضافة للعراق وأوزبكستان، فيما يبدو خروج طاجيكستان متوقعاً بالذات كونه لعب أمام منتخب اليابان أحد أقوى المرشحين لنيل اللقب القاري.
منتخبنا الوطني تسلح بالأرض والجمهور في لقاءه أمام فيتنام وهذا الأمر كان من المُمكن أن يكون عاملاً مساعداً لتقديم أفضل المستويات لكن ما حصل كان بالعكس، إذ ظهر الأحمر الشاب بأداء أقل مما قدمه في المباريات الثلاث السابقة بالدور التمهيدي، وربما يكون الشد العصبي وحساسية المباراة هو السبب الأول وراء تراجع المستوى بالإضافة لعدم وجود تنظيم كبير في خط الوسط جراء غياب القائد محمد الحردان، وهذا مع عدم التقليل من مستويات بقية اللاعبين.
المنتخب البارز الآخر الذي خرج من الدور الثاني هو المنتخب العراقي، وأتى ذلك كون الفريق لم يكن في القوة البدنية والتركيز الذهني المعهود في الشوط الأول وحتى حين إحراز المنتخب السعودي الهدف الثاني، فالعراقيين أصيبوا ببعض الخمول بداية الشوط الثاني في ظل اندفاع السعوديين للأمام وبالتالي تلقت الشباك العراقية هدفين سريعين متتاليين في ظل الغفلة الدفاعية، وبعد تلقي الهدفين بدأ العراقيون يشعرون بخطر الخروج من البطولة بخفي حنين، فلذلك بدأ الفريق يستعيد توازنه وسجل هدفين سريعين هو الآخر، ولو كان الفريق قد دخل المباراة منذ البداية بقوته المعهودة لربما كان هناك كلاماً آخر.
أما المنتخب الثالث البارز والذي خرج مبكراً هو المنتخب الأوزبكي الذي رشحه البعض لأن يذهب بعيداً في هذه البطولة لكن ذلك لم يحصل، وخسر الأوزبكيون من المنتخب الإيراني بالرغم من هذا الأخير لا يقدم مستويات قوية في البطولة لكن يكيفه أنه منتخب متماسك ويستطيع «قتل» أهم مكامن الخطورة في الفريق الخصم وأيضاً قتل اللعب، ويستفيد من الكرات الثابتة غالباً.
الحديث هنا عن أبرز الخارجين من البطولة لا يعني هضم حق المنتخب الثلاثة التي تغلب عليها وتأهلت وهي فيتنام التي هزمت البحرين والسعودية التي تغلبت على العراق وإيران التي تخطت أوزبكستان، ولكن الحديث عن أسباب خروج هذه المنتخبات بالذات كونها كانت متصدرة لمجموعاتها في الدور التمهيدي.