أكد أطباء ونشطاء اجتماعيون وإعلاميون أهمية مبادرة النساء إلى إجراء اختبار الكشف المبكر عن سرطان الثدي في وقت تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الشفاء من هذا المرض تفوق الـ 95% في حال اكتشافه بمراحله الأولى، لافتين إلى أنه ليس على المرأة أن تخشى من إجراء الفحص، بل إن تخاف من المرض نفسه.
وشددوا على أن الوقاية من هذا المرض، تأتي في إطار الحفاظ على جودة حياة المرأة، وضمان استمراريتها في خدمة نفسها وأسرتها ومجتمعها، وبما ينعكس على الاستقرار الأسري، واستقرار المجتمع ككل.
وأشاروا إلى أن للرجل دوراً كبيراً أيضاً في التعرف على هذا المرض والتعريف به، ويزيد من فاعليته في تشجيع زوجته على إجراء الكشوفات الدورية لمرض سرطان الثدي، ويوفر لها الدعم النفسي اللازم.
وأكد الأطباء والمعنيون أهمية الجهود التي تبذلها مختلف الجهات المعنية وفي مقدمته المجلس الأعلى للمرأة ووزارة الصحة وجمعية البحرين لمكافحة السرطان وغيرها من أجل نشر الوعي بهذا المرض، داعين إلى حشد أكبر حضور ممكن للفعاليات ذات الصلة التي ستقام طيلة شهر أكتوبر الجاري، شهر التوعية بمرض سرطان الثدي.
ودعوا النساء في البحرين إلى التفاعل مع الحملة الميدانية للكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي التي انطلقت من مقر المجلس الأعلى للمرأة، وتتألف من عيادة متنقلة مزودة بأجهزة الكشف المبكر عن هذا المرض من المقرر أن تزور مناطق مختلفة من مدن وقرى البحرين طيلة أكتوبر الجاري، فيما ينظم الحملة مركز لندن لجراحة الثدي في البحرين بدعم من لجنة يوسف وعائشة المؤيد للأعمال الخيرية، تحت شعار «لا تتهاونين بالكشف المبكر.. حياتك غالية».
فخرو: المراكز الصحية مجهزة
ودعا رئيس جمعية البحرين للسرطان د.عبدالرحمن فخرو كل سيدة مواطنة أو مقيمة تجاوزت الـ40 من عمرها إلى عمل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لافتاً إلى أن السيدات اللواتي يوجد في عوائلهن إصابات بمرض سرطان الثدي، كأن تكون الأم أو الأخت أو الخالة أو العمة مصابة به، عليهن أن يبدأن بإجراء اختبارات الكشف الدوري منذ سن الـ 35 عاماً.
وأوضح أن العديد من المراكز الصحية في البحرين مجهزة لاستقبال السيدات اللواتي يرغبن بإجراء الاختبار، موضحاً أنه «في حال توفرت شكوك بالإصابة بالمرض يجري تحول المريضة إلى مستشفى السلمانية لمتابعة الحالة ووصف العلاج اللازم».
ولفت فخرو إلى وجود العديد من المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة التي توفر خدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لكنه أكد ضرورة أن يتحلى الأطباء المختصون في تلك المستشفيات والمراكز بخبرة عميقة تؤهلهم لقراءة البيانات بشكل دقيق.
وقال «بشكل عام لا يجب أن تخشى المرأة من إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي، بل عليها أن تخشى من إهمال هذا الكشف»، داعياً الرجل أيضاً إلى تفهم أسباب وعوارض وتطورات هذا المرض.
وقال «صادفنا حالات لأزواج جاهلين أقدموا على تطليق زوجاتهن المصابات بسرطان الثدي خشية إصابتهم بعدوى المرض!، وهذا اعتقاد لا أساس له من الصحة أصلاً، ومن هنا نحن نحرص أيضاً على توعية الرجل بمرض سرطان الثدي أيضاً».
وأشاد رئيس الجمعية بالشراكة بين المجلس الأعلى للمرأة والجمعية في التوعية بمرض سرطان الثدي في أوساط النساء، وكيفية اكتشاف هذا المرض وعلاجه، وقال إنه من الملاحظ في البحرين ارتفاع عدد النساء اللاتي يستوضحن عن مرض سرطان الثدي ويجرين تصوير الثدي بالأشعة السينية، واعتبر أن ذلك دليل على نجاح حملات نشر الوعي بمرض سرطان الثدي.
وأكد أن أهمية المحاضرات التي يقيمها «الأعلى للمرأة» بشأن نشر الوعي بمرض سرطان الثدي تنبع من قدرة المجلس على استقطاب والوصول للنساء بمختلف شرائحهم، مشيداً بالمشاركة الدورية للمجلس في الماراثون الذي نظمته جمعية البحرين لمكافحة السرطان بهدف نشر الوعي بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض.
رفيع: ندعم جهود التوعية بالمرض
فيما أكد رئيس جمعية الأطباء البحرينية محمد رفيع أهمية الجهود التي يبذلها «الأعلى للمرأة» برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى في تحسين جودة حياة المرأة وتعزيز وعيها بكيفية الحفاظ على صحتها، لافتاً إلى أهمية تلك الجهود في تعزيز الوعي لدى أوساط النساء بأهمية الحفاظ على صحتهن ودور ذلك في استقرار الأسرة البحرينية ككل.
وأكد حرص الجمعية على دعم كل الجهود الهادفة لنشر الوعي بمختلف الأمراض وكيفية تجنبها أو الوقاية منها أو التخفيف من آثارها الصحية والاجتماعية، وقال إن أحد الأهداف الأساسية للجمعية هو نشر الوعي بالأمراض خاصة العضال منها، وتحصين المجتمع من الأمراض، والمساهمة في رفع مستوى الخدمات الصحية والطبية المقدمة للمواطن والمقيم.
وأضاف رفيع: «فيما نجد أن كثيراً من الأمراض والفعاليات يجري تخصيص يوم عالمي لها فقط، نرى أن العالم خصص شهراً كاملاً، هو شهر أكتوبر، للتوعية بمرض سرطان الثدي، بغية نشر أكبر وعي ممكن بهذا المرض في أوساط النساء حول العالم».
وتابع «من هنا يجب على المرأة أن تضع الاهتمام بصحتها على رأس اهتماماتها اليومية، لا أن تربط ذلك فقط بسماعها لنصيحة في الإذاعة أو حضورها لدورة توعوية في يوم أو شهر محدد من السنة».
وأشار رفيع إلى أهمية إشراك الرجل أيضاً في حملات التوعية بسرطان الثدي، وقال إن كثير من الرجال باتوا يشجعون زوجاتهم على إجراء الكشوفات الدورية لمرض سرطان الثدي، ويوفرون الدعم النفسي اللازم لهن لإجراء هذا الكشف.
الجودر: سرطان الثدي الأكثر شيوعاً
المديرة السابقة لإدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة ومدربة تنمية بشرية وجودة حياة د.أمل الجودر، أكدت أن سرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي.
ولفتت إلى أن هذا السرطان يأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في مختلف دول العالم، وخصت بالذكر ارتفاع معدلات الإصابة بهذا المرض في الدول النامية بحسب منظمة الصحة العالمية نتيجة زيادة متوسط العمر واتباع أنماط صحية خاطئة وقلة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض.
وأشارت الجودر إلى أنه على الرغم من اعتقاد البعض أنّ ذلك السرطان هو من أمراض العالم المتقدّم، فإنّ معظم 69% الوفيات الناجمة عنه تحدث في البلدان النامية. وقالت إن مرض سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين فئة النساء حول العالم، إذ يمثّل 16% من إصابات السرطان لدى الإناث، وتعاني امرأة من بين كل 8 نساء من سرطان الثدي، ويتم تشخيص إصابة نحو 1.1 مليون امرأة حول العالم بهذا المرض كل عام. وأوضحت أن العالم تنبه إلى أهمية التوعية بسرطان الثدي في أوساط النساء من منطلق أن هذا المرض لا يشكل خطرا على حياة أكثر من 95% من المصابات به في حال تشخصيه مبكراً، لكن المرض ذاته يتحول إلى قاتل فتاك في حال إهماله وإهمال عوارضه وعدم التنبه له باكراً.
وأكدت أنه رغم الجهود المكثفة التي تبذل على مستوى العالم لنشر التوعية بمرض سرطان الثدي إلا أن عدد المصابات بهذا المرض يزداد عاماً بعد عام، وهو ما يدق ناقوس الخطر بأن هذا المرض العضال قريب جداً من الجميع.
وأوضحت في هذا السياق أن مقولة «الوقاية خير من العلاج» تتجسد تماماً في حالة مرض سرطان الثدي، فعلى الرغم من أن نسبة الشفاء عالمياً تصل إلى 98%، نجد أن واحدة من كل 8 سيدات يصبن بسرطان الثدي، فيما يتم تشخيص إصابة امرأة واحدة بسرطان الثدي كل دقيقة.
وأكدت الجودر أهمية أن تتحول المرأة ذاتها إلى ناشر لرسائل التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي في أوساط النساء المحيطات بها، في العائلة والعمل والمجتمع.
وقالت «من خلال المراجعات اليومية التي نتلقها نستطيع التأكيد أن النساء البحرينيات وصلن إلى مستوى من النضج والوعي الصحي المتقدم، ونحن نريد الآن تعزيز هذا الوعي لديهن، وأن يتحولن أيضاً إلى حاملات للرسائل الصحية وليس مجرد متلقيات لها».
وقدمت العديد من النصائح للمرأة للوقاية من سرطان الثدي خاصة ومن السرطان والأمراض بشكل عام، ومن ذلك اتباع نظام غذائي صحي، والقيام بنشاط بدني، وتجنب التدخين والكحول والسمنة الزائدة.
الزياني: الوقاية خير من العلاج
رئيس مجلس إدارة جمعية المستقبل الشبابية صباح الزياني، أكدت أن الجمعية ومن خلال مبادرة «ابتسامة» وجدت أن لنشر الوعي بمرض السرطان أهمية كبرى في تجنب هذا المرض والحد من انتشاره أو تفاقم عوارضه.
ولفت إلى أن مبادرة «ابتسامة» موجهة بشكل أساسي للأطفال مرضى السرطان وأهاليهم من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم وايضاً بتقديم البرامج التوعوية عن سرطان الأطفال وطرق الوقاية منه.
وأشار الزياني إلى أنه عند الحديث عن هذا المرض الخبيث بكل أنواعه التي تفوق الـ200 نوع، نجد أن الوعي والوقاية والكشف المبكر خير من العلاج، وهذا ربما يصح أكثر شيء على سرطان الثدي.
وقال «عندما نتحدث عن أهمية الكشف المبكر عن المرض فإننا نجد أن الأهالي أيضاً وخاصة الأمهات يبادرون إلى السؤال عن أمراض السرطان الأخرى مثل سرطان الثدي وكيفية الوقاية منها، وهنا يأتي دور البرامج والحملات التوعوية والتي تساهم في رفع مستوى فهم المجتمع لهذا للمرض وطرق الوقاية منه».
وأوضح أن الكشف المبكر عن السرطان ليس مصلحة أساسية للمريض نفسه فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع ككل، وقال «كلنا يعرف كم يتحمل المريض وأسرته من عناء وجهد لمحاربة هذا المرض كما أن الدولة تتحمل تكاليف باهضة لقاء توفير العلاج، لذلك فإن المبادرة إلى الكشف المبكر سيكون له الدور الهام في تفادي كل ذلك».
وأكد أهمية البرامج التوعوية ذات الصلة بمرض سرطان الثدي والتي تنفذها في البحرين العديد من الجهات في مقدمتها المجلس الأعلى للمرأة ووزارة الصحة وغيرها.
أهمية التحشيد الإعلامي
في حين أكدت الصحفية المتخصصة بالشؤون الصحية بدور المالكي أهمية توفير أكبر تغطية إعلامية ممكنة للفعاليات التي تعنى بنشر الوعي بمرض سرطان الثدي، وبما يسمح للوصل إلى جميع شرائح المجتمع من مختلف الأعمار وليس للنساء فقط.
وأشارت إلى أهمية إقامة المزيد من الفعاليات الخاصة بنشر الوعي بمرض سرطان الثدي في الأماكن التي تشهد ارتياداً مكثفاً للنساء مثل المجمعات التجارية، وكذلك في أوساط طلبة الجامعات، إضافة إلى تنشيط حملات التبرع للإنفاق على هذا المرضى، وإنارة المزيد من المعالم الشهيرة بالأضواء الوردية التي ترمز إلى مرض سرطان الثدي. وأضافت المالكي أن الحفاظ على صحة المرأة خالية من الأمراض يعني بالنتيجة الحفاظ على الاستقرار الأسري، وعلى صحة الأطفال أيضا، منوهة بالدعم الذي تقدمه الحكومة لكافة الخطط والبرامج الصحية في مجال رعاية الأم والطفل، وكذلك خدمات مكافحة الأمراض السارية والأمراض العضال عبر الكشف المبكر عنها.