أكد نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن «القاعدة» و»داعش» تبنوا أيديولوجيات متطرفة تحولت لآلات إرهابية برعاية إيرانية.
وأضاف أن تحول التطرف الفكري إلى إرهاب وعنف يستوجب دعماً وتوجيهاً متكاملين ليساعد على تمدده وتقوية شوكته، مشدداً على أن الخطوة الأولى لمحاربة التطرف والإرهاب العالمي تبدأ بتوحيد التعريف الدولي ثم التخطيط لاجتثاثه.
وقال خلال مشاركته في «الملتقى الدولي حول ظواهر التطرف والراديكالية» الذي نظمه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بالمملكة المغربية بالتعاون مع السفارة الفرنسية بالرباط، مع مشاركة كبار المفكرين والباحثين الأوروبيين والمتخصصين العرب يومي 27 و28 أكتوبر، أن استغلال بعض الدول والأنظمة للفكر المتطرف واحتضان مورديه وأتباعه لتحقيق مصالح سياسية خاصة، فضلاً عن عدم وجود تعريف دولي للتطرف يقوم على مقاييس ومعايير محددة بعيداً عن التصنيفات الفردية للدول، يعيق كل جهود مكافحته كظاهرة، بل ويشجع من فرص تحوله إلى إرهاب. ودعا د.الشيخ خالد بن خليفة المنظمات الدولية الحقوقية وغيرها لممارسة دورها الإنساني بمكافحة التطرف والإرهاب ومحاربة جماعاته، دون محاباة طرف على آخر والعمل بازدواجية المعايير.
ونوه بأن عدم تصنيف الدول الغربية لميليشيات «الحشد الشعبي»، المدعومة من إيران، ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، أعاق جهود عملية السلام في المنطقة، وذلك في ظل ما ترتكبه هذه الجماعة الإرهابية أمام مرأى العالم من مجازر وعمليات تطهير وتهجير للمدنيين في العراق. وتطرق الشيخ خالد في ورقته بعنوان «أيديولوجيات التطرف الفكري الإسلامي: التحول إلى تنظيمات إرهابية» إلى أن تنظيم القاعدة، الذي صنعته الولايات المتحدة الأمريكية ودعمته بالمال والسلاح، يتبنى أفكار وأيديولوجيات إسلاموية متطرفة ووجد لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، حيث لم يكن التنظيم في نظر العالم إرهابياً إلا بعد أن حقق غاية صانعيه آنذاك، ما جعله لقمة سائغة ولعبة تملكتها إيران لإثارة الفتن والدمار الشامل في المنطقة العربية.
وأضاف أن»داعش» كتنظيم إرهابي دموي منبثق عن القاعدة وقائم على «الإسلام المزيف» مهد الطريق لإيران لصناعة «الإرهاب والإرهاب المضاد» والمتسلسل، القائم على حجة استحداث تنظيمات مضادة كـ»الحشد الشعبي» وغيره لمواجهتها، كمدخل استراتيجي لإيران لبث الفوضى ولبسط الهيمنة المنشودة، والتي جعلت من القضاء على الأرواح البريئة هدفاً لها، والأراضي العربية ميداناً للعبة.
وأوضح أن الحلول الأمنية والعسكرية هي آخر الخيارات لمحاربة التطرف والإرهاب، مشدداً على أن نجاحها مرتبط بتوازيها مع حلول فكرية وتوعوية جماهيرية لاجتثاث الأفكار المتطرفة، وتقي الأجيال من تأثيراتها. ودعا الشيخ خالد بن خليفة المجتمع العربي والإسلامي إلى معالجة الإرث التاريخي الإسلامي وتنقيحه بتوازن، ووضع ضوابط لنبذ الكراهية في الخطاب الديني وتجريمه قانونيا وخاصة لدى استخدام المنابر الدينية واستغلال الحريات، بل وفصل الدين عن السياسة كخطاب وممارسة، والحث على السلم المجتمعي ونشر السلام والمحبة والتسامح والتعايش.