أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ملازمة لحياة الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها حتى أصبحت تشكل لبعض الشباب عالمه الافتراضي الخاص به الذي يعتبره وسيلة للتعبير عن النفس وتبادل الآراء والأفكار في مجتمعات مقيدة للحريات ومكبلة لها، حتى انغمست بشدة في حياتنا اليومية واخترقت خصوصياتنا وزاحمت علاقاتنا الاجتماعية.
فقد نخرت شبكات التواصل الاجتماعي أبواب الكثير من المنازل وانتهكت خصوصياتنا مما يهدد بالكثير من المشاكل الاجتماعية التي لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا التي كانت في الماضي شيئاً لا يمكن تخطيه، ولو تمعنا قليلاً في أبنائنا لوجدنا أن طاقاتهم وعقولهم وأوقاتهم تتمركز بمتابعة الأخبار والإشاعات التي يتم تصويرها بإذن أو بدون إذن ويتداولها الجميع ويعلق عليها أيضاً، ومن المحزن أن هناك من أدمن على تصوير طعامه وشرابه وطقوس حياته لتصبح حياته في حوزة الجميع، وأضف إلى ذلك التصوير غير الأخلاقي الذي يعكس صورة غير سوية للمجتمع العربي إلى المجتمعات الغربية.
ولهذا نحن بحاجة إلى حملات توعيه لكيفية استخدام هذه التقنيات بشكل صحيح وسليم وخاصة أن تلك التقنيات باتت منتشرة لدى الأطفال بشكل كبير والذين هم بأمس الحاجة إلى تلك التوعيات لأنهم يشكلون نواة المجتمع والجيل القادم، ومع تكاثر وتوالد السلبيات من جيل إلى آخر إلا أنها أسهمت في صناعة ثقافة التأثير من قبل بعض المؤثرين من مستخدمي الإنترنت كما كان في الانتفاضة المصرية الأخيرة التي بدأت إلكترونياً حتى أصبحت ثورة شبابية على أرض الواقع.
ياسمين خضر العقيدات