عواصم - (العربية نت، وكالات): قال مصدر في الرئاسة اليمنية إن الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي رفض أمس خطة سلام اقترحها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية والمستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي اللواء الركن أحمد عسيري أنه ليست هناك أي دلالة على زيف وخداع الحوثيين في استخدام شعاراتهم «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا»، أكبر من استهدافهم أطهر بقاع المسلمين، بصاروخ باليستي أطلق من مسجد في صعدة - معقل المتمردين - شمال اليمن، وتم اعتراضه قبل مكة المكرمة بنحو 65 كيلومتراً».
وقال المصدر إن هادي «استقبل ولد الشيخ ورفض استلام الرؤية الأممية». ولم يتم كشف فحوى خطة السلام التي تسلمها المتمردون. لكن مصادر مطلعة أكدت أنها تتضمن الدعوة إلى اتفاق حول تسمية نائب رئيس جديد بعد انسحاب المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من صنعاء وغيرها من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث. وتقترح الخطة تنحي نائب هادي واسع النفوذ علي محسن الأحمر وقبول هادي بدور شرفي إلى حد ما وذلك بعد انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء. وسيسلم هادي بعدها السلطة لنائب الرئيس الذي سيعين رئيساً جديداً للوزراء لتشكيل حكومة تضم الشمال والجنوب بشكل متساو.
ونقل بيان لوكالة سبأ نيوز نت الحكومية عن هادي قوله إن الخطة «تحمل اسم خارطة الطريق وهي في الأساس بعيدة كل البعد عن ذلك لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب إن تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها على اعتبار أنها تكافىء الانقلابيين وتعاقب الشعب اليمني». وتابع أن «ما يسمى خارطة طريق ليس إلا بوابة نحو المزيد من المعاناة والحرب وليس خارطة سلام».
وأضاف البيان «تمنى الجميع على المبعوث الأممي أن يكون مدركاً ومستوعباً لمتطلبات السلام في اليمن الذي لن يتأتى إلا بإزالة آثار الانقلاب والانسحاب وتسليم السلاح». وقد اجتاح المتمردون صنعاء في سبتمبر 2014 وشددوا قبضتهم على السلطة.
ورغم أن مقر الحكومة المؤقت بات في مدينة عدن إلا أن هادي يقيم في الرياض مع معظم كبار المسؤولين.
ويشن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة غارات جوية منذ مارس 2015 لدعم الرئيس الشرعي والتصدي للمتمردين وحلفائهم من أنصار المخلوع صالح. من جانبه، قال المتحدث باسم قوات التحالف اللواء الركن أحمد عسيري إنه ليست هناك أي دلالة على زيف وخداع الحوثيين في استخدام شعاراتهم «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا»، أكبر من استهدافهم أطهر بقاع المسلمين، بصاروخ باليستي أطلق من مسجد، وتم اعتراضه قبل مكة المكرمة بنحو 65 كيلومتراً.
وأوضح أن العمليات التي تستخدمها الميليشيات الحوثية على الحدود مع السعودية، لم تنتهِ، وهي مستمرة في محاولات التسلل، والمقذوفات العسكرية، وإطلاق الصواريخ الباليستية، إلا أن القوات الجوية السعودية تتصدى لها بحزم، دون وقوع أدنى خسائر.
وذكر أن الصاروخ الباليستي الذي تم اعتراضه، أطلق من مسجد في صعدة، وتم تدمير منصته عبر طائرات التحالف، مشيراً إلى أن الحوثيين يحملون شعاراتهم «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا»، وصواريخهم كانت موجهة إلى أطهر بقاع المسلمين، مكة المكرمة.
وأكد عسيري أن الصواريخ الباليستية في اليمن لم تنتهِ، وقال «طالما هناك عمليات تهريب وتصنيع محلي وتخزين في أماكن مختلفة، فهذه كلها عوامل تساعد على ذلك، خصوصاً أن إيران نشرت تقنية تعديل الصواريخ والمتفجرات في المنطقة، وهي التقنية نفسها والتدريب اللذان تزود طهران «حزب الله» في لبنان بهما، الآن تنشر التقنية نفسها بين الحوثيين في اليمن، رغم أن القرار الدولي يجرم ذلك، ولكن هذا ديدن إيران». إلى ذلك، أكد مصدر يمني رفيع، نقلت عنه الصحيفة الصادرة في لندن، أن قيادات في ميليشيات الحوثي شرعوا في الآونة الأخيرة للترويج لما تسميه «غزو مكة»، وذلك في العديد من المعسكرات، فيما عمد المدرسون الموالون للحوثيين إلى تدريس طلاب المدارس المتوسطة والعليا في المدن التي تقع تحت سيطرتهم كيفية اقتحام الحرم المكي، ويقوم المعلمون كذلك بحثّ الطلاب على ما يسمى بـ «الجهاد» في صفوف الحوثيين بالجبهات وترك الدراسة، وذلك بهدف إعادة الكعبة إلى صنعاء.
من جهة أخرى، أحبط حراس هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة على البنك المركزي في اليمن، بإطلاقهم النار عليها، فانفجرت قبل أن تصل إلى هدفها، كما قال مصدر أمني. وقد نقل البنك المركزي منذ سبتمبر الماضي إلى عدن ثاني مدن البلاد، لأن الرئيس اليمني أمر بنقل عمليات البنك المركزي وإدارته من صنعاء إلى عدن، متهماً المتمردين باستنفاد احتياطاته من العملات الصعبة. وفيما كانت السيارة المفخخة تقترب من البنك المركزي، أطلق الحراس الذين يتولون حمايته النار عليها فانفجرت على بعد 30 متراً من هدفها، كما قال المصدر الأمني.
وأصيب 5 من الحراس في الانفجار الذي ألحق أضراراً في المباني المجاورة وتحطم نوافذ البنك، كما قال المصدر الأمني. ووجه نقل البنك المركزي إلى عدن، «العاصمة المؤقتة» للحكومة الشرعية، ضربة إلى المتمردين الذين اضطروا إلى التوقف عن دفع رواتب الموظفين في المناطق الشاسعة التي يسيطرون عليها.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة صدر في أغسطس الماضي، أن المتمردين وحلفاءهم يختلسون 100 مليون دولار «91 مليون يورو» شهرياً من البنك المركزي. وتؤكد الأمم المتحدة أن الاحتياطات بالعملات الصعبة تراجعت وبلغت 1.3 مليار دولار في مقابل 4 مليارات في نوفمبر 2014. إنسانياً، قالت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن نحو 1.5 مليون طفل في اليمن مصابون بسوء التغذية وإن نصف السكان يعانون الجوع وذلك بعد 3 أيام من تصدر صور مراهقة يمنية هزيلة عناوين الأخبار حول العالم. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في إفادة صحفية في جنيف أن الحرب المستمرة تركت 370 ألف طفل معرضين لخطر سوء تغذية حاد وهو وضع يحتاج إلى علاج عاجل لمنع الطفل من الموت. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا ليوتشر إن 7 ملايين يمني «في حاجة ماسة للغذاء» وإن المشكلة قد تتفاقم مع استمرار الحرب. وذكر برنامج الأغذية أنه يحتاج إلى 257 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية حتى مارس المقبل.