عواصم - (وكالات): بدأت قوات الحشد الشعبي العراقية أمس عملية عسكرية غرب مدينة الموصل، بهدف قطع طريق الإمداد لتنظيم الدولة «داعش» بين الموصل والرقة السورية، بحسب ما أفاد متحدث باسم الحشد أحمد الأسدي، مؤكداً أن «قوات الحشد المدعومة من إيران تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات حكومة الرئيس بشار الأسد بعد طرد مقاتلي «داعش» من العراق»، بينما صرح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في حديث نشرته وكالة «فارس نيوز» المقربة من الأمن الإيراني، أن قوات التعبئة «الباسيج» التابعة لمؤسسة الحرس هي التي تشرف على التطورات الميدانية في العراق.
والحشد الشعبي يضم متطوعين وفصائل شيعية تتلقى دعماً من إيران ولعبت دوراً في استعادة السيطرة على مدن ومناطق واسعة من تنظيم الدولة «داعش» لكنها في ذات الوقت متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد السنة في المدن والمناطق التي تم تحريرها من «داعش». والمحور الغربي حيث تقع بلدة تلعفر، هي الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة الموصل.
وقال الأسدي إن «هدف العملية قطع الإمداد بين الموصل والرقة «معقل «داعش» في سوريا» وتضييق الحصار على التنظيم بالموصل وتحرير تلعفر» غرب الموصل. وأوضح أن «العمليات انطلقت من منطقة سن الذبان جنوب الموصل وتهدف إلى تحرير الحضر وتل عبطة وصلال وصولاً إلى تلعفر». والتقدم تجاه تلعفر قد يهدد بمعارك في محيط موقع الحضر الأثري الذي تصنفه اليونيسكو على لائحة التراث العالمي. وقد دمره تنظيم الدولة بعد سيطرته على الموصل. كما قد تعبر القوات موقع نمرود الأثري الذي دمره التنظيم المتطرف ايضا. وتشكل مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لأن الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة. وأبدى مسؤولون سنة من العرب والأكراد اعتراضهم على مشاركتها في معارك استعادة الموصل، ووعدت بغداد بأن القوات الحكومية وحدها ستدخل الموصل. كما تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم مشاركة الحشد الشعبي في العمليات. وتمثل استعادة بلدة تلعفر التي سيطر عليها المتطرفون منتصف عام 2014، هدفاً رئيساً لغالبية الفصائل الشيعية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة «تحرير منطقة الشورة بالكامل والتقاء القوات من 4 محاور ورفع العلم العراقي على جميع المراكز الحكومية». وشن الهجوم رغم تاكيد التحالف الدولي وقف القوات العراقية للهجمات بشكل موقت لنحو يومين لتثبيت سيطرتها على مناطق انتزعتها من «داعش».
من ناحية أخرى، أكد الأسدي أن قوات الحشد تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات حكومة الأسد بعد طرد مقاتلي «داعش» من العراق.
في سياق متصل، صرح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي في حديث نشرته وكالة «فارس نيوز» المقربة من الأمن الإيراني، أن قوات التعبئة «البسيج» التابعة لمؤسسة الحرس هي التي تشرف على التطورات الميدانية في العراق.
وقال سلامي الذي كان يتحدث أمام أسر قتلى الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية والحرب الدائرة في سوريا، إن «العراق يختلف عما كان في السابق، حيث تتواجد قوات التعبئة «الباسيج» هناك، وهي التي تشرف على التطورات الميدانية»، على حد تعبيره.
واستخدم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني تعبيراً طائفياً حول العملية السياسية في العراق، قائلاً إن «العراق تحكمه الشيعة، وهو التعبير الذي طالما كرره المسؤولون المتشددون، المقربون من المرشد الإيراني علي خامنئي حول العراق وطوائفه وعرقياته المتنوعة.
وفر أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة. ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع اقتراب القوات العراقية من محيط المدينة.
وتشير تقارير مؤكدة إلى أن «داعش» يستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين إن مكتبه تلقى تقارير عن احتجاز مدنيين قرب مواقع تمركز المتطرفين في الموصل ربما لاستخدامهم دروعا بشرية أمام تقدم القوات العراقية.
وقال في بيان «هناك خطر جسيم أن يستخدم مقاتلو «داعش» مثل هؤلاء الأشخاص الضعفاء دروعاً بشرية، وكذلك قتلهم بدلاً من رؤيتهم يتحررون».
وأشار إلى أن مكتبه تلقى تقارير بان المتطرفين أجبروا نحو 200 عائلة على السير من قرية السمالية إلى الموصل الأسبوع الماضي. وتعد عمليات الترحيل القسري هذه جزءا من سياسة التنظيم «بمنع المدنيين من الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأمن العراقية». وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال اضطرار نحو مليون شخص محتجزين داخل الموصل إلى الفرار من القتال ما يمكن أن يتسبب بأزمة إنسانية. وشن المتطرفون سلسلة هجمات مضادة منذ بدء عمليات الموصل لتحويل الأنظار بينها هجوم منسق على كركوك استمر أياماً عدة وأسفر عن مقتل العشرات. وأحبطت القوات العراقية محاولة جديدة لتنفيذ هجوم للتنظيم يستهدف الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب العراق.
من جهة ثانية أفادت مصادر أمنية أن انتحارياَ فجر نفسه قرب خيمة في بغداد كان سكان يوزعون الطعام فيها للزوار المتجهين إلى مدينة كربلاء، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 16. وتبنى «داعش» الاعتداء.