عواصم - (وكالات): أعلنت القوات العراقية أمس السيطرة على بلدات عدة في منطقة الموصل، مع قرب دخول عملية تحرير أكبر مدن الشمال العراقي أسبوعها الثالث، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قوات الحشد الشعبي من مهاجمة التركمان في البلدة القريبة من مدينة الموصل معقل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، مضيفاً أنه «إذا قام الحشد بزرع الرعب هناك، فسيكون ردنا مختلفاً»، في حين بدأت سلطات محافظة كركوك ترحيل الدفعة الثانية من نازحي العرب السُنة، في عملية اعتبرتها المنظمات الحقوقية عقاباً جماعياً.ويأتي ترحيل النازحين رداً على هجوم شنه «داعش» على كركوك قبل أسبوع، حيث تتهم سلطات المدينة العوائل العربية السُنية بتقديم الدعم لعناصر التنظيم.وقد ألقى الهجوم بظلال سلبية على عرب كركوك الأصليين والنازحين إليها من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى.وتحدثت تقارير عن قيام قوات «الأسايش» الكردية بحملة واسعة لطرد النازحين وغالبيتهم من العرب السُنة.وفي وقت سابق، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب السُنة على مغادرة المدينة. من ناحية أخرى، يواجه بضعة آلاف متطرفين متواجدين في كبرى مدن شمال العراق حالياً جبهات جديدة، خصوصاً مع بدء تدخل مقاتلي «الحشد» قبل أيام. وقوات «الحشد» التي تضم متطوعين وفصائل شيعية مدعومة من إيران، أعلنت أنها ستنخرط بشكل كبير في معركة استعادة الموصل من الشرق والجنوب والشمال، التي انطلقت في 17 أكتوبر الحالي. وأعلنت قوات «الحشد» أنها استعادت السيطرة على بلدات عدة، بينها الأمريني التي تبعد 45 كيلومترا من مركز قضاء تلعفر، الهدف الأساسي للهجوم. وتقع مدينة تلعفر حيث الغالبية من التركمان الشيعة على محور حيوي لـ «داعش» يربط الرقة معقله في سوريا بالموصل التي تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادتها. وعلى الجانب الآخر شمال وشرق الموصل، أعلنت قوات البشمركة الكردية أنها استعادت السيطرة على 6 بلدات من التنظيم المتطرف، مشيرة إلى أنها تمكنت من تأمين أكثر من 500 كيلومتر مربع منذ انطلاق عملية الموصل. من جهة أخرى، أعلنت العمليات المشتركة هبوط أول طائرة من طراز سي 130 للنقل في قاعدة القيارة التي تمت استعادت السيطرة عليها في يوليو الماضي. وتشكل مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لأن الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة.والفصائل التي أوقفت تمدد المتشددين بعد إعلانهم «دولة الخلافة» في الموصل منتصف 2014 متهمة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان ضد المدنيين السنة أثناء العمليات العسكرية التي خاضتها، تتراوح بين القتل والاختطاف والتعذيب وتدمير وحرق ممتلكات. وفي تلعفر التي سيطر عليها المتطرفون منتصف عام 2014 خليط متنوع لكنها ذات غالبية تركمانية شيعية. والمحور الغربي حيث تقع بلدة تلعفر، هي الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة الموصل. ويتواصل القتال لليوم الثاني في المحور الغربي، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الشرطة الاتحادية استعادتها ناحية الشورة التي استمرت محاصرتها مدة أسبوع قبل اقتحامها. وفر أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع اقتراب القوات العراقية من محيط المدينة. وتقول الأمم المتحدة أن لديها تقارير مؤكدة تشير إلى أن «داعش» ينفذ عمليات إعدام جماعي في المدينة واحتجز عشرات آلاف من المدنيين كدروع بشرية. وكان المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قال قبل يومين إن مكتبه تلقى تقارير عن احتجاز مدنيين قرب مواقع تمركز المتطرفين في الموصل ربما لاستخدامهم دروعاً بشرية أمام تقدم القوات العراقية. من جهته، قال هادي العامري قائد منظمة بدر أقوى مجموعة من قوات الحشد الشعبي إن «هناك تعاون بين الأجهزة الأمنية سواء كان في الجيش والشرطة والحشد ومكافحة الإرهاب وأبناء العشائر». وأضاف العامري متحدثاً من قرية عين ناصر في أراضٍ شبه قاحلة على الضفة الغربية لنهر دجلة إن محاربة مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» المتحصنين في الموصل والذين شنوا بالفعل موجة هجمات انتحارية بسيارات ملغومة وزرعوا قنابل على الطرق ونشروا القناصة لتعطيل تقدم القوات قد تكون طويلة ودموية. وتابع العامري «أن معركة الموصل ليست نزهة، تحتاج إلى زمن تحتاج إلى دقة تحتاج نفس طويل».