كتبت - غيداء الحسيني:
يؤكد الكاتب والخطاط أيمن جعفر أن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو أن يوفق بين عالمي الأدب والفن، مشيراً إلى أنه كاتب أولاً لكنه لم يشأ التفريط بموهبته في الخط، لذلك تبدو كل تجربةٍ له هنا أو هناك هي على طريق هذا التحدي الأعظم.
جعفر أقام في 19 سبتمبر الماضي معرضه الشخصي الأول الخاص بالخط «آية الليلك»، في نقش غاليري بمجمع العالي.
وبين هذين الفنين كان لـ«الوطن» هذا الحوار مع ايمن...

حدثنا عن معرض «آية الليلك»؟
«آية الليلك» معرضي الشخصي الأول، وفيه عملت على أن تندغم اللوحات مع نص قصيدتي التي كتبتها بذات العنوان.
حاولت من خلاله اختبار فاعلية روح قصيدة مع الخط والألوان.
فضلاً عن محاولاتي الجادة والمستمرة في التوليف بين الحروفية والنص، فضلاً عن العمل على حجمين متباينين من الحروفيات خلقاً لنوعٍ أكثر إيقاعاً وتجانساً مع الروح التي أود التعبير عنها في اللوحات، وهو ما في وسعي القول بأني تمكنت من خلقه وتطوير أدواتي وأسلوبي الفني. أعتز بتجربة المعرض وأعتقد أنه مثل انطلاقةً جديدةً بالنسبة إلي، وهو ما أعتقده النجاح الأبرز لي لأنه سيؤسس لتجاربي ومشاركاتي القادمة بما ينعكس إيجاباً وأكثر غنى على الصعيد الشخصي والفني.

وما اللوحة التي أحببت؟
لا لوحة محددة.
كل اللوحات قريبة إلى نفسي. لكن بوسعي القول إن اللوحات الليلكية والزرقاء هي الأقرب إلى نفسي بدرجة أكثر من بقية لوحات المعرض.

هل واجهتك صعوبات؟
نعم، تمثلت أبرز الصعوبات في مشكلة طارئة عند طباعة الأعمال، فضلاً عن إيجاد وقتٍ كافٍ للعمل على اللوحات في ظل ازدحام جدول أعمالي في تلك الفترة.

ماذا عن معارضك السابقة؟
معارض مشتركة كثيرة ومتنوعة، منها معرض «شآم»، و«من قبيل الكلام» مع «تاء الشباب»، ومعارض عديدة في جامعة البحرين.

حدثنا عن مسيرتك الفنية بنبذة صغيرة؟
لا يمكنني ذلك، لأني سأخفق فيه. فقط أستطيع القول بأني أحاول أن أكون فناناً وخطاطاً متمكناً من أدواته وقادراً على إنتاج أعمال فنية راقية تعبر عن ما يتخالجني من أحاسيس ورؤى.

هل كانت في حياتك نقطة تحول «طفرة»؟
لا نقطة محددة. هي مرحلة تأتي عصارة تجارب سابقة وحالية. حينما تتقارب تجارب المعارض بالنسبة إلي أكون أكثر غنى وأكثر قدرةً على تطوير تجربتي الفنية، وهذا ما أعددت له، فقد أعددت لتجربة المعرض الشخصي، ثم كان من حسن حظي مشاركتي في معرض «شآم» قبل معرضي بفترة بسيطة، وقبل «شآم» شاركت في معارض متنوعة في فترات متقاربة على مدار العام، ما مكنني أن أنتقل لمرحلة جديدة أكثر إشراقاً جراء كل ذلك.

هل تؤمن بالمثل الأعلى؟
لا مثل أعلى تحديداً. لكني أجتهد في استلهام أفضل ما يمكنني استلهامه والاستفادة منه من كل الفنانين في هذا العالم بحسب معرفتي بهم ومتابعتي لنتاجاتهم.

ولا حتى بوجود أستاذ؟
- من سوء حظي أني لم ألق أستاذاً يدرسني الخط، ولهذا فقد اعتمدت على نفسي بنفسي لأكون مثلما أحلم، لكني أشيد بجهود وتوجيهات نبيل العامري التي أفدت منها كثيراً، وساهمت في تطوير أسلوبي بشكلٍ كبير.

فما أكبر تحدٍ خضته في حياتك الفنية؟
- التحدي الأكبر هو أن أستطيع التوفيق بين عالم الأدب وعالم الفن.
أنا كاتب أولاً لكني لم أشأ التفريط بموهبتي في الخط، ومن هنا كان التحدي لأني أريد النجاح وبدرجةٍ كبيرةٍ فيهما معاً، وكل تجربـــــةٍ هنــــــا أو هناك هي على طريق هذا التحــدي الأعظـــــم.

هل من الممكن أن تشترك في معارض دولية إذا أتيحت لك الفرصة؟
بالطبع، وسأسعد بذلك أيما سعادة، كما سأكون في انتظار هذه الفرص.

فما مشاريعك المستقبلية طموحاتك ورغباتك؟
المشاريع كثيرة ومتنوعة، والطموحات والرغبات لا تتوقف عند عتبةٍ أو سقف، ولكني أحسب خطواتي بدقة، ولذلك فإني لن أفصح عنها بشكلها المباشر الآن ريثما تكتمل، غير أني أعمل باجتهادٍ لأنجح في المشاريع المستقبلية تأسيساً وانطلاقاً من تجاربي السابقة والحالية.

برأيك ما وسائل تشجيع الفنان في البحرين؟
لا وسائل أنجع من تشجيع الفنان لنفسه بنفسه، عليه العمل ثم العمل ثم العمل ثم انتظار فرصه وقرع باب كل السبل المتاحة ليحقق أحلامه.
لكن على الجهات والمؤسسات المهتمة والمعنية أن تدعم الفنان البحريني بكل ما تتوافر عليه من وسائل الدعم لأن كل فنانٍ بحريني لا يمثل نفسه بمقدار ما يمثل البحرين والحركة التشكيلية فيها.

هل هناك جهات داعمة للفن في البحرين؟
هذا سؤال أفضل الإجابة عنه بطريقة أخرى، ما رأيك لو أجبت عن سؤال الجهات التي دعمت معارضي؟ سأجيبك حينها بأنها تتمثل في «نقش جاليري» حيث أقمت معرضي الشخصي «آية الليلك» بدعوة شخصية، وكذلك «تاء الشباب» التابع لوزارة الثقافة حيث أرأس مبادرة «تشكيل». فضلاً عن جامعة البحرين حيث أعمل فيها، عشاق الحرف العربي للدخول في رحاب الحرف العربي «وآمنوا به ثم آمنوا بأنفسكم وانطلقوا».