عواصم - (وكالات): أصبحت القوات العراقية على بعد مئات الأمتار من الموصل، تمهيداً لاستعادة السيطرة على أهم وآخر معاقل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي شمال البلاد. وأثناء تقدمها من بلدة برطلة المسيحية باتجاه الضواحي الشرقية للموصل، تعرضت قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات النخبة التي باتت الأقرب إلى مركز الموصل، لهجمات بقذائف الهاون.وفيما قصفت طائرة ما يشتبه بأنه موقع لتنظيم الدولة يستخدم لإطلاق قذائف الهاون، أطلق موكب من آليات هامفي النار باتجاه مواقع للمتطرفين.وأعلن الضابط برتبة مقدم منتظر الشمري أن قوات مكافحة الإرهاب استعادت السيطرة على بزوايا، إحدى القريتين اللتين تفصلان القوات عن الحدود الشرقية للموصل. ودخلت قوات مكافحة الإرهاب أيضاً إلى قوقجلي، البلدة التالية لبزوايا، بحسب ما قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي. ونفى الساعدي دخول قوات مكافحة الإرهاب إلى منطقة الكرامة داخل الموصل. في غضون ذلك، تواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي، مقره قاعدة القيارة، التقدم من المحور الجنوبي تجاه الشمال. واستكملت الشرطة الاتحادية تطهير بلدة الشورة التي استعادت السيطرة عليها، بعد حصار دام 10 أيام. ورغم التقدم السريع من الجبهة الجنوبية، فلاتزال المسافة بعيدة لبلوغ مركز الموصل. وفتحت فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة وأبناء عشائر سنية وتتلقى دعماً من إيران، جبهة جديدة من جهة المحور الغربي وتدخل عملياتها يومها الثالث. ولا تهدف عملية الحشد الشعبي إلى التوجه بشكل مباشر نحو الموصل، بل تتجه أنظارهم إلى بلدة تلعفر التركمانية ذات الغالبية الشيعية في السابق، بهدف قطع إمدادات المتطرفين بين الموصل والرقة السورية. وأعلنت الحكومة العراقية أن قوات الجيش والشرطة وحدها ستدخل مدينة الموصل. ولا تزال المرحلة الأولى من العمليات التي استعيدت خلالها عشرات القرى من سيطرة «داعش»، مستمرة. ومن المتوقع أن تقوم القوات العراقية في المرحلة المقبلة، بمحاصرة الموصل وفتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها. وتخوض المنظمات الإنسانية سباقاً مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين الفارين. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص قد ينزحون من الموصل خلال الأسابيع المقبلة.وعادت الحياة بشكل تدريجي إلى عشرات القرى التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها وباتت خالية من سلطة «دولة الخلافة». واحتفل عشرات المسيحيين بقداس الأحد في كاتدرائية مدينة قرقوش، للمرة الأولى بعد أكثر من سنتين من احتلال «داعش» لهذه المدينة، الأكبر بين البلدات المسيحية في العراق. وخسر «داعش» خلال السنة الماضية مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها في 2014، والموصل هي أهم معاقله المتبقية، وحذر بعض قادة التحالف من أن المعركة قد تستغرق أشهراً.وقد تنهي خسارة الموصل التي أعلن أبو بكر البغدادي منها دولة «الخلافة»، التنظيم كقوة كبرى مسيطرة على الأرض في العراق. وتتجه الأنظار بعد الموصل إلى الرقة، المعقل الأكبر لـ «داعش» في سوريا، والتي تعهد التحالف الدولي بمهاجمتها قريباً. في غضون ذلك، قال نائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن تركيا تريد أن تبدأ عملية طرد «داعش» من مدينة الرقة السورية بعد انتهاء العمليات في مدينة الموصل العراقية، وانتهاء عمليات الفصائل السورية المقاتلة المدعومة من تركيا في شمال سوريا.