حذرت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في بيان أصدرته أمس، من الإعلانات الترويجية التي تدعي القدرة على علاج الأمراض المختلفة بالخلايا الجذعية، داعية المواطنين والمقيمين إلى توخي الحذر وعدم الانصياع لهذه الإعلانات الكاذبة، لكونها تروج لعلاجات غير معترف بها على مستوى العالم ولاتزال حتى الوقت الراهن قيد الدراسة والبحث، ولم تصبح علاجات معتمدة في أي دولة.
وقالت الرئيس التنفيذي للهيئة د.مريم الجلاهمة، إن العلاج بالخلايا الجذعية قد يحقق نتائج واعدة في المستقبل، وهناك العديد من الأبحاث التي تبشر بإمكانية علاج بعض من الأمراض المستعصية باستخدام الخلايا الجذعية، لكنها لا تتعدى كونها أبحاث تجريبية في العيادات الإكلينيكية، ولم ترتقِ حتى الآن لتصبح علاجاً معتمداً، كما أن نتائجها بعيدة المدى.
وأكدت الجلاهمة أنه بالتالي يصعب الجزم بمدى نجاحها؛ لذلك لا ترخص لها الهيئة وتحذر المرضى وذويهم من تصديق الأكاذيب الدعائية التي تنتشر في مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن مصدر الخلايا الجذعية المستخدمة في عدد من المراكز التي تدعي القدرة على علاجها يعد مصدراً غير معروف فهي إما تكون مستخلصة من أجنة ميتة أو من دم الحبل السري لجنين لم يتعدَ عمره الخمسة أيام بعد وفاته وهو أمر مرفوض أخلاقياً وشرعياً، وإما يكون مصدرها من شخص بالغ، وبالتالي تكون قدرة تلك الخلايا على التجدد والتحول إلى خلايا فاعلة ومتجددة محدودة جداً، إذ تؤخذ بكمية قليلة وبالتالي يُصعب عزلها وتنقيتها وإعادة استخدامها للمرضى، وغالباً ما تكون قدرتها على علاج المرضى محدودة ومؤقتة.
واعتبرت الجلاهمة ادعاء قدرة الخلايا الجذعية على علاج الأمراض المختلفة ادعاء مضللاً، الغرض منه استغلال المرضى وآمالهم في الشفاء من الأمراض المستعصية للتكسب وجنى الأموال الطائلة.
وبينت الهيئة في بيانها أن المرضى الذين يتلقون علاجاً باستخدام الخلايا الجذعية في عدد من الدول التي تدعي القدرة على علاج الأمراض يخضعون لبروتوكولات علاجية لم يتم إثباتها علمياً، وأن لهذه العلاجات التجريبية مخاطر محتملة في المستقبل.
ولفتت إلى أن التجارب والدراسات التي أجريت في السنوات القليلة الماضية طبقت على الحيوانات وحققت نجاحات محدودة، وأن التجارب البشرية لاتزال تجارب بحثية تجريبية قد لا تتبع أخلاقيات البحث العلمي الطبي، ولا تهتم بظهور أي من الأعراض الجانبية أو المضاعفات المحتملة للمرضى الذين يخضعون للتجربة.
وقالت الجلاهمة إن دخول المرضى في العينة التجريبية في إطار التجربة البحثية حتى وإن كان الفريق الطبي معتمد ليس بالأمر السهل، ويخضع لعدد من الضوابط والأخلاقيات والحقوق التي يجب مراعاتها، فتلك التجارب مطولة ومعقدة، ويجب أن يعرف المريض حقوقه ليحافظ على سلامته وحياته.