أعتقد أننا لم نصل بعد إلى إدراك ثقافة أهمية الشأن العام والوعي والإيمان به، وأن ما يحدث الآن من تخلف في بلداننا العربية يرجع إلى ذلك، ففي الدول المتقدمة هناك جمعيات مدنية غير المجالس النيابية المنتخبة، تهتم بأمور الشأن العام وكل ما يتعلق بالحكومة والمواطن وحقوقه التي كفلها له الدستور الذي حدد العلاقة بين أفراد المجتمع أو أمور البيئة أو سلامة المواطنين وأمنهم ورعاية المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وهذه الجمعيات المدنية لا تسعى غالباً إلى الاتجاه السياسي بل تسعى إلى الاتجاه الاجتماعي والثقافي وهذا هو الأهم، فالحكومات في الدول المتقدمة تخشى هذه الجمعيات أكثر مما تخشى المجالس النيابية، لأنها تمثل الرأي العام وهو الذي يحكم هذه البلدان، فمتى نعي ذلك؟!
وهنا يقول البعض لماذا لا توجد لدى بعض المؤسسات والجمعيات المدنية القوى والقوانين التي تحمي مفهوم الشأن العام حتى يحسب لهم حساب؛ لتوفير وترسيخ ثقافة تفعيل كل ما هو مفيد في الشأن العام بما يخدم جميع الأطراف؟
أحمد عقاب