عواصم - (وكالات): يثير مصير أكثر من مليون مدني داخل الموصل قلق المنظمات الإنسانية بعد وصول القوات العراقية إلى المدينة الواقعة في شمال العراق والتي يسيطر عليها المتطرفون منذ عامين، بينما وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه «ضعيف» بعدما حذر تركيا من مغبة اجتياح بلاده، ما يشكل فصلاً جديداً من التصعيد الكلامي بين انقرة وبغداد، مشيراً إلى أنه «يحاول لعب دور الأقوياء». وبعدما وصلت قوات الجيش إلى تخوم الأحياء الجنوبية الشرقية للمدينة، تقدمت قوات مكافحة الإرهاب باتجاه المدخل الشرقي الرئيس للموصل. ولم ترد معلومات على تقدم كبير داخل الموصل، وبدا أن الأحوال الجوية حدت من سير العمليات.
واعتبر «المجلس النرويجي للاجئين»، وهو منظمة غير حكومية، أن العراق يعيش أوقاتاً صعبة مع تقدم القوات في الموصل واقتحام معقل المتطرفين المكتظ بالسكان.
وقال مدير مكتب «المجلس النرويجي للاجئين» في العراق وولفغانغ غريسمان في بيان «نجهز أنفسنا الآن للأسوأ. حياة 1.2 مليون مدني في خطر جسيم، ومستقبل كل العراق الآن على المحك». وتدعو المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات آمنة تتيح لآلاف المدنيين العالقين في الموصل الوصول إلى بر الأمان، في ظل توقعات بنزوح عشرات الآلاف مع احتدام المعارك المرتقب داخل المدينة. وفر أكثر من 20 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية في اتجاه الموصل في 17 أكتوبر الماضي، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.
لكن لايزال هناك 1.5 مليون شخص عالقين في المنطقة بينهم أكثر من 600 ألف طفل، بحسب منظمة «سايف ذا تشيلدرن» «أنقذوا الأطفال». ميدانياً، كانت قوات مكافحة الإرهاب تعمل على تنظيف بلدة قوقجلي المتاخمة للموصل بعد انسحاب المتطرفين منها، وتقوم بعمليات تفتيش داخل المنازل وبين المدنيين، تحسبا لاحتمال اختباء عناصر من «داعش».
وعلى الجبهات الأخرى من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، تقدمت قوات الجيش أيضاً من المحور الشمالي لتصبح على بعد كيلومترين من الموصل. وفي فصل جديد من التصعيد الكلامي بين أنقرة وبغداد، وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بانه «ضعيف»، بعدما حذر هذا الأخير تركيا من مغبة اجتياح بلاده. وكان العبادي حذر من أن اجتياح تركيا للعراق «سيؤدي إلى تفكيك تركيا» وذلك بعد ساعات على إرسال أنقرة دبابات إلى الحدود التركية العراقية. وقال تشاوش أوغلو «إذا كنت بمثل هذه القوة، لماذا سلمت الموصل إلى منظمات إرهابية؟ إذا كنت قوياً، لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال أرضك منذ سنوات؟». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول، «أنت لست قادراً حتى على محاربة منظمة إرهابية، أنت ضعيف. وبعد ذلك تحاول لعب دور الأقوياء».