عواصم - (وكالات): أعلن الجيش الروسي في بيان أمس «هدنة إنسانية» جديدة في حلب شمال سوريا لمدة 10 ساعات غداً الجمعة، في وقت تدور معارك متقطعة بين قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من موسكو وفصائل المعارضة على أطراف المدينة. وردت فصائل سورية معارضة تشارك في معارك حلب برفض المبادرة الروسية مؤكدة أنها «غير معنية» بهذا الإعلان «من جانب واحد». وكانت روسيا أعلنت من طرف واحد «هدنة إنسانية» لثلاثة أيام انتهت في 22 أكتوبر الماضي بهدف إجلاء جرحى أو مدنيين أو مقاتلين راغبين بالخروج من أحياء حلب الشرقية المحاصرة من قوات النظام والتي تتعرض بانتظام لقصف مكثف من الطيران السوري والروسي. وتعليقاً على الإعلان الروسي، قال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نورالدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، إنه «لا قيمة» لهذا الإعلان «من جانب واحد»، مضيفاً «لسنا معنيين به ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة». وأكد أن «روسيا لم تلتزم بكل المبادرات التي أطلقتها» والتي كانت بهدف «التوظيف السياسي والإعلامي لتحفيف الضغط الدولي عنها بعد ارتكاب جرائم حرب في سوريا». بدوره، قال زكريا ملاحفجي من جماعة فاستقم المعارضة المسلحة «هذا الأمر مرفوض على الإطلاق. مدينة حلب لن نسلمها للروس ولن نستسلم بالمطلق».
وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا على هدنة في حلب في سبتمبر الماضي صمدت أسبوعاً وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشالها، إذ نددت واشنطن بعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة، بينما اعتبرت موسكو أن الأمريكيين لم يفوا بوعودهم لتحديد مواقع المتشددين في حلب وفصلها عن فصائل المعارضة الأخرى. إذ استثنى اتفاق الهدنة في حينه المتشددين من جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقا» وتنظيم الدولة «داعش».
وأعلن الكرملين الجمعة أن الرئيس فلاديمير بوتين «لا يرى من المناسب حالياً» استئناف الضربات الجوية في حلب، ويرى من «الضروري تمديد الهدنة الإنسانية» فيها بالرغم من هجوم يشنه مقاتلو المعارضة على أطراف الأحياء الغربية للمدينة في محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية. وتحظى العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا بأهمية كبرى سواء بالنسبة لنظام الرئيس بشار الأسد أو بالنسبة للفصائل المعارضة، وهما الطرفان الأساسيان في النزاع الجاري منذ 2011، وقد أوقع أكثر من 300 ألف قتيل حتى الآن. إنسانياً، اضطر سكان غرب حلب للبحث عن حلول لنقص المياه بعد توقف الإمدادات من محطة المياه التي تقع في المنطقة التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.