دبي - (العربية نت): أعد «مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية» دراسة حول مصير العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الانتخابات الرئاسية في كلا البلدين، في أمريكا اليوم، وفي إيران في مايو 2017.
وشددت الدراسة على أن الأزمات الاقتصادية العالمية، من انخفاض أسعار البترول إلى حالة التباطؤ التي أصابت عدداً من الاقتصادات الدولية، ستؤثر على كلتا الدولتين، «فإحداهما من أكبر الاقتصادات في العالم، والأخرى من أكبر منتجي البترول في العالم».
كما اعتبر المركز أن العلاقات بين الدولتين ستتأثر أيضاً بأزمة اللاجئين التي ضربت أوروبا مؤخراً بسبب الحروب في بعض الدول العربية، واحتمال اتساع نطاق الدول المستقبلة لهم ليشمل الولايات المتحدة وكندا. وبحسب الدراسة فإن الأزمة السورية قد تدخل مرحلة جديدة تتضمن تسويات معينة تقسّم سوريا إلى عدد من الكيانات المذهبية، «التي لا يمكنها أن تستمر دون حماية دول بعينها في الإقليم، على رأسها إيران والمملكة العربية السعودية «أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة»»، حسب الدراسة.
أما على الصعيد الداخلي، فذكرت الدراسة بالانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في مارس 2015 في إيران، والتي «مهدت لتغيير في الخريطة السياسية الداخلية لصالح تيار الاعتدال على حساب التيار المحافظ». كما أشار إلى المناقشات حول مستقبل النظام السياسي وتوجهاته بعد اختفاء المرشد الحالي علي خامنئي في ظل تدهور صحته. واعتبرت الدراسة أنه «بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة فلا يمكن تجاهل دلالة فوز امرأة «هيلاري كلينتون» أو مرشح لا يخفي تحيزاته العنصرية والإثنية «دونالد ترامب»، ولا يمكن التغاضي عن الدور الذي تلعبه الثروة في هذه الانتخابات. والسؤال المنطقي في هذه الحالة يجب أن يدور حول تداعيات هذا الفوز على الخطاب السياسي الداخلي وعلى السياسات الخارجية الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط».
وشددت الدراسة على أن الناخب الأمريكي يركز على قضاياه الداخلية أولاً، ولا يهتم بالشؤون الدولية إلا إذا كان سيترتب منها أعباء إضافية، أو ستأتي بعائدات اقتصادية تعنيه بالأساس. من ناحية أخرى، يهتم بعض الأقليات الدينية أو العرقية بموقف المرشحين من قضايا السياسة الدولية.
وبحسب الدراسة «المسألة الثانية الهامة في سياق تحليل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتعلّق بتحليل التعقيد المذهبي في منطقة الشرق الأوسط.
وتلاحظ الدراسة أن أمريكا «تحاول إبقاء كل الخطوط مفتوحة مع الدول في المنطقة، لتضمن الحفاظ على مصالحها والحفاظ على أمن إسرائيل».
ومن اللافت للنظر أن كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، منذ الثورة الإيرانية في 1979، لا بد أن يعبر في لحظة معينة عن عدائه أو رفضه أو انتقاده للسياسات والتوجهات الإيرانية وأي محاولة للتقارب مع النظام الإيراني، وهو الأمر الواضح في تصريحات كل من دونالد ترامب مرشح الجمهوريين، وهيلاري كلينتون مرشحة الديمقراطيين.