عواصم - (وكالات): قتل 20 مدنياً، بينهم 10 أطفال وامرأتان حاملان، جراء قصف جوي ومدفعي لقوات الرئيس بشار الأسد والقوات الروسية استهدف منطقتين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما فر مئات السوريين من أطراف مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة «داعش» أمس حيث بدأت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة هجوماً لاستعادة المدينة من المتشددين في عملية عسكرية عرفت إعلامياً باسم «غضب الفرات».
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «استهدفت غارة جوية يرجح أنها روسية، شارعاً في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل 7 أطفال كانوا يلعبون أمام أحد المنازل فضلاً عن امراتين حاملين».
وأشار عبد الرحمن إلى أن بين القتلى 3 أطفال أشقاء كانوا في زيارة إلى منزل جدهم، بالإضافة إلى طفلين شقيقين من عائلة أخرى. وفي وقت لاحق، أفاد المرصد بمقتل «11 مدنياً بينهم 3 أطفال جراء غارات نفذتها طائرات حربية وقصف مدفعي لقوات النظام على قرية بعربو في ريف إدلب الجنوبي الغربي». ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت الطائرات الحربية روسية أو سورية. وغالباً ما تتعرض محافظة إدلب لغارات جوية روسية أو سورية. ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية أهمها جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة»، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين. وعلى جبهة أخرى شمال سوريا، حققت قوات النظام السوري تقدماً عند الأطراف الغربية لمدينة حلب حيث تدور منذ أكثر من عشرة أيام اشتباكات إثر هجوم شنه تحالف «جيش الفتح».
وأفاد عبد الرحمن بأن قوات النظام سيطرت على مشروع 1070 في الأطراف الجنوبية الغربية بعد اشتباكات عنيفة، «ما يمكنها من تحصين مناطق سيطرتها في جنوب حلب». وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء استعادت السيطرة على مشروع 1070 شقة والمزارع والتلال المحيطة به جنوب غرب مدينة حلب». وفي وقت لاحق، استعادت قوات النظام، وفق المرصد، قرية منيان المحاذية للأحياء الغربية بعدما كانت الفصائل الإسلامية سيطرت عليها خلال هجومها الأخير. وتدور منذ 28 أكتوبر الماضي اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب إثر هجوم الفصائل الهادف إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة من النظام. من ناحية أخرى، فر مئات السوريين من أطراف مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة «داعش» أمس حيث بدأت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة هجوماً لاستعادة المدينة من المتشددين.
واتجه رجال ونساء وأطفال إلى قرية عين العيسى القريبة التي تسيطر عليها القوات العربية الكردية.
وبدأ تحالف عربي كردي تدعمه الولايات المتحدة حملة لاستعادة الرقة التي يتحصن بها التنظيم منذ قرابة الثلاثة أعوام بالهجوم على أرض تبعد 50 كيلومتراً شمال المدينة في عملية تعرف باسم «غضب الفرات». وستكون معركة الرقة صعبة بكل المعايير مثل الهجوم الحالي على مدينة الموصل العراقية نظراً لأن المدينتين أكبر معقلين رئيسيين لتنظيم الدولة المتطرف في العراق وسوريا.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد «داعش» من الرقة السورية وإن العملية ستبدأ في غضون أسابيع.
وأضاف أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات - في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية - ستشارك فقط في حصار الرقة دون أن تدخلها. لكن الوزير أضاف أن تركيا بدأت في «اتخاذ إجراءات» بعدما لم يتمكن شركاؤها من الوفاء بتعهدات سابقة في مدينة منبج السورية التي طالبت تركيا مراراً بانسحاب وحدات حماية الشعب منها.