القدس، غزة - (رويترز): سارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تهنئة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لكن المحللين يرون أن فترة رئاسة المرشح الجمهوري سيكون لها تأثير سلبي عميق على تطلعات الفلسطينيين في الوقت الذي تعزز فيه ثقة الإسرائيليين.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو عن ثقته في أنه وترامب يمكن أن يعملا سوياً للوصول بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى «آفاق جديدة». وفي بيان بدا أن عباس يبقي على بعض الأمل في أن ترامب الذي لم يعلن أي برنامج واضح للسياسة الخارجية قد يفتح صفحة جديدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «الرئيس محمود عباس يهنئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناسبة انتخابه ويأمل تحقيق السلام العادل خلال ولايته».
لكن هذا قد يبدو من قبيل التمنيات. وأثناء الحملة الانتخابية حظي ترامب بدعم من الإسرائيليين بعد أن وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي خطوة من شأنها أن تكرس الاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل.
وعلى الرغم من أن هذا الوعد سبق أن أطلقه كثيرون من المرشحين الرئاسيين الأمريكيين إلا أن ترامب هو من نوع الزعماء الذين قد يجعلون هذا الوعد واقعاً ومن المرجح أن يحظى أيضاً بمساندة كاملة من الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون. وفي حال حدثت هذه الخطوة فإنها ستلغي عقوداً من الدبلوماسية الدولية التي حافظت على أن الوضع النهائي للقدس لن يتقرر إلا من خلال تسوية عن طريق التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة أن الفلسطينيين يريدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم التي يريدون أن تضم أيضا الضفة الغربية وقطاع غزة. وأصدر نتنياهو الذي ربطته علاقة مضطربة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بياناً هنأ فيه ترامب ووصفه بأنه «صديق حقيقي» لإسرائيل.
وقال «أنا على ثقة بأن الرئيس المنتخب ترامب وأنا سنواصل تعزيز التعاون الفريد بين دولتينا بل والوصول به إلى مستويات أعلى». وتابع بالقول «أتطلع للعمل معه لتحسين الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا». وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014. وأوضح وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان أصدره على عجل الآثار التي يتوقع أن تترتب على فوز ترامب.
وقال بينيت -وهو زعيم لحزب يميني يدعم بناء المستوطنات الإسرائيلية ويعارض إقامة دولة فلسطينية- «عهد الدولة الفلسطينية انتهى».
والتطلعات الوطنية للفلسطينيين في مرحلة صعبة بالفعل لسببين على الأقل: العداء والانقسام بين حركة فتح بزعامة عباس وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وهو ما يمزق الوحدة السياسية والمدى الذي وصلته إليه إسرائيل في بناء المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية والذي يقضم ببطء الأراضي المتبقية لدولة فلسطينية. ويوجد الآن 350 ألف مستوطن يهودي يعيشون في الضفة الغربية و250 ألفاً في القدس الشرقية. ويبلغ عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية 2.8 مليون في حين يعيش نحو 300 ألف في القدس الشرقية. وفي ظل رئاسة ترامب يتوقع محللون إسرائيليون ضغوطاً أقل من الولايات المتحدة لوقف البناء الاستيطاني مما يعني أن عدد المستوطنين سيزداد بلا رادع مما يجعل حل الدولتين -الذي تعمل الدبلوماسية الدولية على التوصل إليه منذ عقود- بعيد المنال بشكل أكبر.
وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس «الشعب الفلسطيني لا يعول كثيراً على التغيير في الرئاسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية» مضيفاً أن «هذه سياسة ثابتة وقائمة على الانحياز للاحتلال الإسرائيلي».
في حين قال المحلل السياسي في رام الله جورج جقمان «لقد اتسمت معظم تصريحات ترامب بشعارات لا مضمون واضح لها ودون تفاصيل».
وأضاف «لا يجب أن نتوقع أن الشعارات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية ستبقى كما هي، غير أن ما يميز ترامب من غير المعروف تماماً ما هي السياسات التي سينتهجها لأنه لا توجد أية خطط تفصيلية سوى شعارات».
وقال عدنان أبوعامر وهو محلل سياسي في غزة «فوز ترامب يعد بشرى سيئة للساحة السياسية الفلسطينية».
وأضاف قائلا «ترامب قد يذهب باتجاه تهميش الملف الفلسطيني الإسرائيلي وتفعيل ملفات أخرى مثل سوريا وإيران والعراق. وهذا ما تريده إسرائيل ويتخوف منه الفلسطينيون».