عواصم - (وكالات): تظاهر الآلاف في العديد من المدن الأمريكية احتجاجاً على فوز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، فيما من المنتظر تنظيم موجة ثانية من الاحتجاجات في أرجاء البلاد اليوم، في حين قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه أجرى «محادثات ممتازة» مع الرئيس المنتخب في البيت الأبيض. وأمام البيت الأبيض في واشنطن احتشد مئات الشبان حاملين شموعاً ورافعين لافتات كتب عليها «لدينا صوت!»، مصرّين على إيصال صوتهم رغم الطقس الماطر ومنددين خصوصاً بأفكار ترامب وتصريحاته التي يعتبرونها عنصرية تجاه الملونين والنساء والأجانب. كذلك احتشد المئات في كل من نيويورك وشيكاغو في تظاهرتين احتجاجيتين سرعان ما ارتفع عدد المشاركين بهما ليصبح بالآلاف. وبدأت التظاهرة في نيويورك في ساحة يونيون سكوير في مانهاتن، قبل أن تنطلق في مسيرة باتجاه برج ترامب حيث يقيم الرئيس المنتخب.
وفي كاليفورنيا توقف تلامذة وطلاب عن الدرس واحتشدوا في باحات مدارسهم الثانوية وجامعاتهم للتظاهر احتجاجاً على النظام الانتخابي المتبع والذي تمكن بموجبه الملياردير الشعبوي من الفوز رغم أن عدد الأصوات التي حصل عليها يقل عن تلك التي حصلت عليها منافسته هيلاري كلينتون، وذلك بسبب اتباع الولايات المتحدة نظام الاقتراع العام غير المباشر. ومن المنتظر تنظيم موجة ثانية من الاحتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة اليوم.
ومن المزمع تنظيم مظاهرة مناهضة لترامب في ساحة يونيون سكوير بارك بمدينة نيويورك لثاني ليلة على التوالي وحث منظمون المتظاهرين على الانضمام إلى احتجاجات مماثلة في العاصمة واشنطن وبالتيمور وجامعة ويسكونسن وأماكن أخرى. وشهدت 10 مدن أمريكية احتجاجات بما في ذلك احتجاج ملأ شوارع مانهاتن وسط مدينة نيويورك قام خلاله المتظاهرون بمسيرة إلى برج ترامب حيث يقيم الرئيس المنتخب. وردد الكثيرون هتافاً يقول «ليس رئيسي!» وهاجموا تعليقاته أثناء الحملة الانتخابية بشأن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى. واجتذبت احتجاجات في لوس أنجليس وأوكلاند بولاية كاليفورنيا بضعة آلاف من الأشخاص. وألقت شرطة لوس أنجليس القبض على أكثر من 12 شخصاً عندما حاول المتظاهرون إغلاق تقاطع رئيس على طريق سريع حسبما قالت وسائل إعلام محلية. وقام المتظاهرون في أوكلاند أيضاً بتعطيل حركة المرور ورشقوا الشرطة وحطموا واجهات زجاجية لمتاجر. وردت الشرطة بإلقاء مواد كيماوية مهيجة للبشرة على المحتجين. وتجمع محتجون أيضاً في شيكاغو وفيلادلفيا وبوسطن وبورتلاند وأوريجون وأوستن. وتجمع 1800 شخص خارج بناية ترامب إنترناشونال هوتيل أند تاور في وسط شيكاغو ورددو هتافات مناهضة للرئيس المنتخب. ولم ترد تقارير فورية عن اعتقالات أو عنف هناك. من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه أجرى «محادثات ممتازة» مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمس في البيت الأبيض. وتعهد أوباما «بذل كل ما في وسعه» لمساعدة ترامب على النجاح، ورد الأخير قائلاً إنه يتطلع «بفارغ الصبر» إلى العمل مع الرئيس المنتهية ولايته. واستغرقت المحادثات في المكتب البيضاوي 90 دقيقة. وقال أوباما الذي جلس إلى جوار الملياردير «نريد أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتك على النجاح».
وأضاف أن المحادثات شملت «السياسة الخارجية والسياسة الداخلية» مشدداً على استعداده للقيام بعملية انتقال بأكبر قدر من الكفاءة. وتابع أوباما «مهما كانت توجهاتنا السياسية وأحزابنا، أعتقد أنه من المهم الآن أن نجتمع للعمل معاً».
من جهته، قال ترامب إنه يتطلع «بفارغ الصبر» للعمل مع الرئيس الديمقراطي والاستماع إلى «نصائحه» مضيفاً «أكن له احتراماً كبيراً». وتابع «سيدي الرئيس، إنه لشرف عظيم أن أكون معكم، أتطلع بفارغ الصبر إلى رؤيتكم في مناسبات عديدة». وتصافح الرجلان بعد حديثهما إلى الصحافيين، لكنهما رفضا الرد على الأسئلة. من جهة ثانية، رفض رودي جولياني المساعد البارز للرئيس المنتخب استبعاد احتمال مقاضاة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون أو التحقيق في المؤسسة التي يديرها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وصرح جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق والمرجح أن يشارك في الإدارة الأمريكية المقبلة، لشبكة «سي إن إن» أن تحديد ما إذا كان يجب تعيين مدع خاص للتحقيق في أية نشاطات غير قانونية قام بها كلينتون هو «قرار صعب»، بعد أن هدد ترامب بالقيام بذلك في حملته الانتخابية. وأضاف «من المتعارف عليه في السياسة الأمريكية أن نضع الأمور وراءنا. ومن ناحية أخرى علينا أن نعرف مدى» الانتهاكات التي ارتكبت. وقال «إن إحدى أهم مبادئنا هو تطبيق العدالة بشكل متساوٍ على الجميع».
ووفقاً لخبراء ومحللين، تشبه السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قفزة كبيرة في المجهول، لأن التصريحات التي أدلى بها خلال حملته اتسمت بالغموض والفظاظة والتناقض. وكان الرئيس الـ45 لأول قوة عالمية قال في خطابه الوحيد حول السياسة الخارجية في أبريل الماضي، «أريد أن أكون شخصاً لا يمكن التنبؤ بمواقفه».
وقد وعد وزير الخارجية جون كيري بعملية انتقال هادئة مع الإدارة الجديدة. وقال «سنساعدهم قدر الإمكان من دون أن نغفل أي شاردة وواردة من القضايا الكبيرة التي نواجهها». ويصنف خبراء دونالد ترامب الذي لا يعرف شيئاً في السياسة، في خانة التيار الانعزالي، أحد تياري السياسة الخارجية السائدين منذ القرن التاسع عشر.
من جهة أخرى، هنأ الأمير الوليد بن طلال في تغريدة على «تويتر» دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعدما وصفه خلال الحملة الانتخابية بأنه «عار على كل أمريكا». وكتب الأمير الوليد في تغريدة على تويتر بعد إعلان فوز ترامب «أياً تكن الخلافات الماضية، تهاني وأطيب التمنيات لرئاستكم».
وكان الوليد بن طلال قال إن ترامب «عار على كل أمريكا» وعليه الانسحاب من السباق إلى الرئاسة الأمريكية، بعد أن دعا المرشح الجمهوري خلال الحملة إلى منع المسلمين من دخول بلاده. وكتب الوليد بن طلال متوجهاً إلى ترامب «أنت عار ليس فقط على الحزب الجمهوري بل على كل أمريكا». وأضاف «انسحب من سباق الرئاسة الأمريكية فلن تفوز أبداً». وأوضح مكتب الأمير السعودي حينذاك أن تغريدته جاءت رداً على «التصريح المعادي للمسلمين» الذي أدلى به دونالد ترامب.