أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لحضور حفل التوقيع الرسمي لتأسيس كرسي باسم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في جامعة لا سبينزا روما لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان.
وأشار سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى أن كرسي جلالة الملك المفدى لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان يأتي بمبادرة من جلالة الملك الذي نثر هذه القيم في البحرين والعالم باعتبارها من القيم السمحاء، التي حث عليها ديننا الحنيف بنشر ثقافة السلام بين جميع الطوائف والأديان، مؤكداً سموه أن كرسي جلالة الملك مبادرة غير مسبوقة في العالم وهي التي ستؤدي إلى تدريس أهمية الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان في مختلف دول العالم، خاصة وأن العالم أحوج الى مثل هذه المبادرات التي تقرب بين الأديان والمذاهب وتنشر ثقافة الوسطية والاعتدال وتبعد التطرف والتعصب عن المجتمعات العالمية.
وأكد سموه أن العالم بات يدرك تماماً مدى إصرار وعزيمة جلالة الملك المفدى على إشاعة ثقافة الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش الديني الأمر الذي جعل من جلالة الملك المفدى والبحرين مثالاً رائداً ويحتذى به من خلال الاحترام المتبادل المتاح في المجتمع البحريني والتنوع الثقافي والديني والعرقي في المملكة والتي أضحت واحة للسلام والتسامح والتعايش.
وأضاف سموه أن كرسي جلالة الملك الذي منح إلى أفضل الجامعات في إيطاليا وأكثرها عراقة وعلماً سيسهم في تدريس الشباب من مختلف بقاع العالم القيم النبيلة التي تنادي بها البحرين وخاصة التقريب بين الأديان والمذاهب والإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ القدم في تثبيت هذه القيم في المجتمع البحريني الذي شكل الانطلاقة الحقيقية لكرسي جلالة الملك لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان نحو العالم بالإضافة الى تدريس الطلاب للقيم والأخلاق العالية والتسامح بين الجميع، مثل الجامعة الإيطالية في حفل التوقيع سعادة السيد ريتوري ايجينيو غواديو، واتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين ويمثلها بيتسي ماثيسون.
وكان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قد افتتح فعاليات «هذه هي البحرين» والتي أقيمت في العاصمة الإيطالية روما ونظمها اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين بحضور عدد كبير من الجماهير التي توافدت لحضور هذه الفعاليات.
وخلال كلمة سموه في افتتاح فعاليات «هذه هي البحرين»، أكد سموه أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين تعتمد على تاريخ تليد وعريق والقائم على التعايش السلمي ونشر قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات، وتمسكها بقيم العدل والمساواة والمساهمة في الارتقاء بالحضارة الإنسانية القائمة على المبادئ السامية للتعايش بين جميع الطوائف والأديان الذي كان يميز البحرين منذ القدم.
وأضاف سموه أن البحرين تعتبر من الدول ذات الطابع التنوعي في الأديان والمذاهب والطوائف وجميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية في المملكة ترعى هذا التنوع الذي دأبت عليه البحرين حتى باتت النموذج الأمثل والمتميز عالمياً في التعايش والتسامح بين الجميع، مؤكداً سموه بالجهود الكبيرة والموفقة من قبل الجميع في ابراز الوجه الحضاري لمملكة البحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وأهم منجزاتها الحضارية والتنموية والتاريخية والتي تحققت بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح التي انتهجتها البحرين على مر التاريخ وهو ما أكدته الحضارة البحرينية وتاريخها.
وأكد سموه أن البحرين كانت ومازالت وستبقى مهداً للتنوع والتعددية والتسامح والتعايش بين الجميع إيماناً منها بتحقيق الحياة الكريمة والأمانة والتمتع بكامل الحقوق التي كفلها له الدستور البحريني وعليه واجبات تجاه المملكة التي تحتضنه وتكفل له كل شيء، مشيراً إلى أن البحرين ماضية في نهجها للحفاظ على ثوابتها وركائزها القائمة والحفاظ على الحريات واحترام كافة الأديان والثقافات وستبقى البلد المناسب الذي يرعى الوسطية والاعتدال المنفتح على العالم بجميع ثقافاته وأديانه ومعتقداته.
وأضاف سموه أن البحرين وبفضل تكاتف أبنائها والمقيمين على أرضها مع القيادة السياسية ساهمت ومنذ القدم في إبعاد البحرين عن التعصب والتطرف ووضعت لها القوانين التي تكفل للجميع الاحترام والتقدير على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات.
وأكد سموه أن البحرين ستظل على الدوام واحة التعايش والتسامح والوسطية والاعتدال لتظل البحرين حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها، دون أي تفرقة أو تمييز.
وأشار سموه إلى أن الفرصة سانحة للتأكيد على رسالة البحرين الصادقة تجاه جميع من يعيش على أرضها انطلاقاً من العاصمة الإيطالية روما التي تعتبر واحدة من الدول التي تمتلك تاريخاً طويلاً ومتميزاً من التعايش والتسامح بين جميع الطوائف وتحتضن مختلف الأديان وما جاء اختيار البحرين لإقامة هذه الفعالية في روما إلا لإيمانها العميق بالحضارة التي تمتلكها وتاريخها الكبير الذي سطر أروع الملاحم في المحافظة على وحدتها وحضارتها والتأكيد على أنها حاضنة للجميع.
وأشاد سموه بالعلاقات الطيبة والوثيقة التي تربط بين البحرين وإيطاليا والتي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة والقائمة على الصداقة والتعاون والمصالح المشتركة.
وافتتح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة المعرض الرسمي لـ»هذه هي البحرين» في روما، والذي يتضمن عرضاً للإنجازات الأخيرة التي تحققت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على الصعيد الحكومي والقطاع الخاص بمملكة البحرين، كما سلط المعرض الضوء على طبيعة الحياة بمملكة البحرين بما في ذلك المؤسسات الخيرية، النوادي، الجمعيات والمعاهد الدينية بالإضافة لجامعة البحرين، جامعة الخليج العربي، جامعة العلوم التطبيقية والمدارس المختلفة في البحرين والمؤسسات الثقافية.
وشهد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفل توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة لا سبينزا وجامعة البحرين لتدشين برامج تبادل طلابية. ووقع الاتفاقية من جانب جامعة لا سبينزا سعادة السيد ايجينيو غواديو، فيما وقع الاتفاقية من جانب جامعة البحرين الدكتور رياض حمزة رئيس الجامعة.
كما حضر سموه توقيع الاتفاقية التجارية حيث وقع الاتفاقية من جانب مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين الدكتور سايمون غايبين العضو المنتدب للمجلس، ومن جانب كونفيمي اندوستريا، باولو أغنيلي وهدفها تقوية علاقات التبادل التجاري.
وحضر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفل الاحتفاء الذي أقيم بحضور سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية و رئيس الجامعة وأعضاء هيئة التعليم في الجامعة مع عائلاتهم، وطلاب الجامعة وعائلاتهم، والطلاب البحرينيين المهتمين في الانضمام لجامعة لا سبينزا، والوفد البحريني وعدد من الضيوف مع إقامة حفل زفاف متعدد الأديان وذلك لإظهار التسامح الديني والتعايش بمملكة البحرين.
وشهد معرض «هذه هي البحرين» حضور جماهيري كبير وتفاعل لافت من الحضور، مما عزز من نجاح الفعالية التي تأتي لتعزيز صورة التسامح والتعايش الديني بين جميع أطياف المجتمع البحريني وتأكيداً على إمكانية المجتمع أن يصبح عائلة كبيرة متلاحمة لنشر مفاهيم التسامح والاعتدال ويقف ضد التعصب والتطرف.
وقبل افتتاح المعرض، حرص العديد من المهتمين والزوار على الحضور، في صورة عكست تعطش الغرب للتعرف على التجربة البحرينية في ترسيخ دعائم التعايش السلمي بين أفراد المجتمع في ظل التنوع الديني والثقافي لهم.