إسطنبول - (وكالات): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما سماه التوسع الفارسي في العراق وموقف مليشيات «الحشد الشعبي» منه ليس بالأمر الجيد، معتبراً أن الحشد الشعبي لا يزال يشكل تهديداً لسكان الموصل والتركمان.
وأضاف أردوغان - في تصريحات له عقب عودته من زيارة روسيا البيضاء - أن بلاده ستقف دائماً مع إدارة عراقية صادقة وعادلة، وقال «نحن ملزمون بضمان أمن بلدنا، ونحن نراقب عن كثب التطورات في المنطقة وعلى رأسها ما يحدث في تلعفر وسنجار والموصل». واعتبر أن عدم مشاركة تركيا في التحالف ضد تنظيم الدولة «داعش» لا يضمن السلام، وأن تركيا لا تستطيع تجاهل الدعوات من حكومة إقليم كردستان العراق ومن الموصل.
وشدد على أن الهدف الأساسي من وجود قوات بلاده في بعشيقة شمال الموصل «هو دعم سكان المنطقة وتلبية طلب الطرف الآخر بالتدريب والتسليح».
وفي شأن آخر، قال أردوغان إنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تفعيل فكرة منطقة حظر الطيران داخل الحدود السورية. وأضاف أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تلقت دعماً مالياً من منظمة فتح الله غولن، في حين أن ترامب تمكن من الفوز بموارده المالية الخاصة.
وكان الرئيس التركي أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب هنأه خلالها بفوزه بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات الثنائية بين بلاده والولايات المتحدة «سوف تتعزز بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة».
من ناحية أخرى، اتهم الرئيس التركي في مقابلة مع صحيفة نشرت أمس، المفوضية الأوروبية بأنها تريد دفع أنقرة إلى التخلي عن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتحدث عن خيار إجراء استفتاء شعبي لحسم القضية.
وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة «حرييت» إن «الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إجبارنا على الانسحاب من هذه العملية. إذا كانوا لا يريدوننا، فليقولوا ذلك بوضوح وليتخذوا القرار». وأضاف أن «لصبرنا حدوداً. إذا احتاج الأمر يمكن أن نذهب نحن أيضاً لمشاورة شعبنا»، مشيراً إلى الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال «نحن أيضاً يمكن أن نسأل شعبنا».
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة توتراً في الأسابيع الأخيرة إثر اعتقال العديد من الصحافيين والمعارضين السياسيين الأتراك في إطار حملة تسريح تلت المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوليو الماضي.
وقال أردوغان للصحيفة نفسها إن «البعض يقولون «يجب رفع حالة الطوارئ» لماذا سنرفعها الآن؟».
من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع التركية إنها أوقفت 168 ضابطاً و123 ضابط صف في البحرية عن العمل بسبب صلاتهم بمحاولة الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي في إطار حملة تطهير حكومية.
وأضافت الوزارة في بيان أنها أقالت أيضاً 15 ضابطاً و4 ضباط صف في البحرية.
وأقالت تركيا أو أوقفت عن العمل أكثر من 110 آلاف من القضاة والمدرسين والموظفين وأفراد الشرطة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة. وأقرت محكمة في إسطنبول اعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهوريت المعارضة في مطار رئيس بالمدينة الجمعة الماضي بعد أيام من اعتقال 9 من مسؤولي الصحيفة ومحرريها.
وأمرت السلطات بحبس رئيس تحرير الصحيفة وكبار محرريها لحين انتهاء المحاكمة بشأن مزاعم دعم جمهوريت لمحاولة الانقلاب في 15 يوليو الماضي. وأغلقت تركيا أيضاً أكثر من 130 وسيلة إعلامية منذ يوليو تموز مما أثار مخاوف بين حلفائها الغربيين بشأن تراجع الحريات الصحفية.