ناقشت الجلسة الثالثة والأخيرة في المؤتمر الثاني للاتحاد الخليجي بعنوان «الاتحاد الخليجي.. مستقبل ومصير» الذي يعقد برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، موضوع الاتحاد الخليجي ومردوده على الشعب، بمشاركة الصحافي في جريدة الوطن الكويتية د. عايد المناع، ود. خالد آل خليفة، ود. فهد البذال.وقال المناع إنه «لا توجد أي أمة لديها هذه المقومات للاتحاد مثل الأمة العربية وهي الآن في هذا الحال الرديء.. خاض الفيتناميون حروباً طويلة حتى توحيد البلاد، كما أن ألمانيا ناضلت سياسياً لينهار سور برلين، والذي وضع ليحول بين طرفي البلد، وسقط السور بإرادة شعبية.وأشار إلى أن كوريا لا تزال مجزأة ولكن في الطرفين هناك من يعزفون على معزوفة الوحدة لتعود إلى ما كانت عليه سابقاً، موضحاً أن ما يجمع الأمة العربية اللغة المشتركة والدين المشترك، إضافة إلى التاريخ والجغرافيا، فضلاً عن التاريخ المشترك.وأضاف المناع «إلا أن هذه الأمة لم تتوحد إلا من خلال الحكم الإسلامي العثماني إلى حين تهلهله، وأصبحت البلدان العربية مجزأة، ولكن السؤال هل يمكن أن تتحكم دولة صغيرة وهي «إسرائيل» بالوطن العربي كاملاً؟.وأكد المناع أن ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة للعوامل التي تجمع الأمة العربية، يضاف إليها الامتداد الاجتماعي وتشابه الأنظمة السياسية وتشابه مصادر الدخل.وبين أن المكونات الاجتماعية في دول مجلس التعاون هي امتداد لبعضها البعض، إذ إن القبائل من الكويت وحتى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان متشابهة.وأكد أنه في الجانب الاقتصادي مصدر دخل دول مجلس التعاون الخليجي هو النفط، ولذا فإن التشابه الاقتصادي كبير جداً فيما بينهم، مشيراً إلى أن الأخطار التي تهدد دولة محددة هي ذاتها ما تهدد باقي الدول ويجب ألا نستهين بأي تهديد كون الوضع خطير جداً.وأردف المناع «لا يمكن أن تتوفر هذه العوامل الاتحادية، وتبقى الدول الخليجية تحلم بهذا الأمر، وكأنه مستحيل التحقيق، رغم أن جميعنا نعلم إمكانيته وإرادتنا للوصول إليه»، مبيناً أن هناك عاملاً وحيداً قد يعرقل الاتحاد وهو العامل السياسي، حيث يريد الحاكم أن يتمتع بامتياز الدولة المستقلة، وهو الأمر الذي لن يستمر في حال الاتحاد. وقال «حسب الاستطلاعات والرؤى العامة فإن الشعوب الخليجية تريد الاتحاد الفدرالي والوحدة، وعلى النخب السياسية والاجتماعية والثقافية أن تحث أنظمة الحكم على ترك الشكليات السياسية والتي لن تستمر مقابل ما هو دائم وسيسجله التاريخ إن حدث».وأكد أن إيران هي الدولة الوحيدة التي لن تكون سعيدة بوجود اتحاد ووحدة خليجية، حيث تسعى لمد نفوذها السياسي من خلال الاستدعاءات المذهبية في هذه المنطقة على وجه الخصوص، مشيراً إلى ذلك حلم إمبراطوري من أيام الساسانيين إلى اليوم وسيستمر.وتابع «أثبتت إيران ما بعد الشاه، أنها أشد شراسة وطمعاً من إيران في عهد الشاه، والذي استولى على الجزر الإماراتية، حيث استمرت إيران برفض التفاوض أو التحكيم في هذه الجزر، فضلاً عن إرسال مجموعات استخباراتية على دول المنطقة».وقال «إن إيران اليوم تمتد في العراق وسوريا ولبنان وحاولت أن تمتد لليمن، ولذا عاصفة الحزم عصفت بهذا الحلم، حيث تعلم إيران أن قوتها العسكرية أضعف من جيرانها وأن قوة الجيران أقوى منها».فيما أكد د. خالد آل خليفة أن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي راسخة وقديمة وأزلية، مشيراً إلى عمان والبصرة، حيث كانت هناك نية لغزو البصرة من قبل دولة فارس، وساعد الحاكم العماني حينها ذلك.وتابع «ضمن التعاون الخليجي لدينا وثيقة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، إلى أخيه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حول توحيد العملة مع قطر»، مبيناً أنه تم توحيد العملة بين دبي وأبوظبي وقطر سابقاً، بمجرد تلميح الإنجليز الانسحاب من المنطقة.وقال د. خالد آل خليفة «إن هذه الرسالة جاءت بعد رغبة بالتخلص من الروبية الهندية وهو أمر احتاج للكثير من العمل»، مؤكداً أن تشكيل مجلس التعاون الخليجي، جاء لموازنة القوى، حيث كانت هناك إيران قوية والعراق قوي.رئيس منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية د. فهد البذال قال «إنه تم الاتفاق على إقامة منتدى الوحدة الخليجي والذي أسس من قبل 420 شاباً وشابة خليجيين يمثلون بكل وضوح أن مطلب الاتحاد هو مطلب جامع، كما أن السواد الأعظم من دول الخليج العربي متعطشة لقيام الاتحاد منذ الدعوة لذلك.وأضاف أن الشعوب تلوم المفكرين على عدم الدعوة للاتحاد، إلا أن الجميع لا يعلمون بأن ذلك القرار سياسي وليس شعبياً.وبين البذال أن حصار لبنان أدى لانقسام طائفي مناطقي، وحينها كتب الإسرائيليون أن هذا الوضع هو المثالي لتبقى إسرائيل آمنة، ثم بدت الفكرة لهم في إعادة تقسيم الوطن العربي.وأكد أن الصراعات في جميع مناطق العالم تنقسم إلى قسمين، الأول اقتصادي والثاني حضاري، حيث إن الصراع الاقتصادي تحركه المصالح الاقتصادية، وينتهي بتوزيع الكعكة على المتصارعين.وأوضح البذال أن الصراع الحضاري، غالباً ما تكون المصالح الاقتصادية له محركاً ثانياً، أما المحرك الأساسي له هو التاريخ والجغرافيا والمعتقد الديني.وقال إن دول الخليج تواجه عدوين وهما الكيان الصهيوني وإيران، وصراعنا مع كلا العدوين هو صراع حضارة، والمشكلة أن هذا الصراع لا ينتهي بتسوية، إلا بتسلط طرف على طرف آخر.وأشار إلى أن الاتحاد الكونفدرالي هو الأفضل، إذ يحفظ السيادة لكل دولة، وكا يتعلق باستقلاليتها ونوع حكمها ودستورها وشأنها السياسي، مشيراً إلى أن الاتحاد الكونفدرالي يزيل التخوفات حول التفاوت في مستوى المعيشة وهو أمر يمكن أن يكون في أي لحظة.وقال البذال إن المؤسسة الثالثة التي يجب تأسيسها هي «المفوضية العليا للسياسة الخارجية» والتي توحد السياسات الخارجية.
970x90
970x90