عواصم - (وكالات): تدور معارك عنيفة وسط قصف مكثف بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة «داعش» في أحياء شرق الموصل لليوم الثالث على التوالي بعد تقدم القوات الحكومية والسيطرة على بعض المناطق هناك، فيما قتل 15 شخصاً وأصيب 30 بتفجيرات انتحارية استهدفت محافظتي كربلاء والفلوجة جنوب وغرب بغداد، بحسب ما أفاد مسؤولون، وتبناها التنظيم المتطرف.
وقالت مصادر عسكرية عراقية إن المواجهات بحي القادسية الثانية في مدينة الموصل من المحور الشمالي الشرقي ما زالت مستمرة لليوم الثالث على التوالي، في محاولة من القوات العراقية لاستعادة الحي بالكامل من سيطرة «داعش»، في حين يعيش المدنيون أوضاعاً سيئة في ظل استمرار الاشتباكات.
وتشهد بعض الأحياء شرق الموصل مواجهات شرسة وعمليات كر وفر وانفجارات عقب دخول القوات العراقية أحياء عدن والبكر وكركوكلي والأربجية، وبينما يستخدم التنظيم الأنفاق التي قيل إنه حفرها طيلة الأشهر الماضية، تستخدم القوات العراقية الكثافة النارية وحشود المقاتلين. وقالت مصادر في برطلة شرق الموصل إن طائرات التحالف لم تغادر شرق المدينة وسط قصف عنيف امتد لأحياء عدة شرق الموصل. ونقل عن مصدر عسكري أن «داعش» بدأ القصف لكن القوات العراقية لم ترد حتى لا تكشف مواقعها المتقدمة، مشيرة إلى أن القوات العراقية سيطرت على منطقة النايفة جنوب شرق الموصل القريبة من القوير وعلى مقربة من ناحية النمرود التي سيطرت عليها القوات الحكومية أمس الأول. كما تقدمت القوات العراقية إلى منطقة التبادل التجاري شمال شرق الموصل، وتمكنت من السيطرة عليها بواسطة الفرقة 16 التي فقدت ضابطاً خلال المعارك.
في السياق ذاته، أعلنت قيادة شرطة محافظة نينوى قتل انتحاري في «داعش» يحمل الجنسية الروسية شرق مدينة الموصل. ونقلت وكالة الأناضول عن قائد شرطة نينوى العميد الركن واثق الحمداني أن قوات التدخل السريع تمكنت خلال عمليات تمشيط لحي كوكجلي من قتل عنصر من التنظيم يرتدي حزاماً ناسفاً، تخفى في أحد المنازل المهجورة وحاول تفجير نفسه في الوحدات العسكرية، مشيراً إلى أن قواته عثرت بحوزته على هوية شخصية تثبت أنه روسي الجنسية.وكانت القوات العراقية ذكرت أنها تمكنت من استعادة وتطهير والتوغل في 11 منطقة ضمن محاور المدينة المختلفة في إطار عملياتها لاستعادة الموصل من «داعش» ضمن المعركة التي انطلقت يوم 17 أكتوبر الماضي. وفي المحور الغربي أعلن المتحدث باسم مليشيات الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي عن بدء المرحلة الثالثة من العمليات التي تقوم بها المليشيات والتي تهدف إلى الوصول إلى مدينة تلعفر والسيطرة عليها.
من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن ضابط في الجيش العراقي قوله إن فصائل مختلفة من الحشد الشعبي بدأت التقدم ضمن المرحلة الثالثة والأخيرة بهدف الوصول إلى حدود قضاء تلعفر الذي يبعد عنهم نحو 25 كلم، مشيراً إلى أن هذه العملية تسير بدعم من الطيران العراقي.
وكانت مليشيات الحشد الشعبي قد أعلنت قبل نحو أسبوعين بدء عملياتها العسكرية بغرب الموصل، والتي تهدف إلى عزل التنظيم داخل الموصل وقطع طرق إمداده في المحور الغربي وقطع الطريق أمام أي محاولة له للانسحاب من الموصل باتجاه الحدود السورية.
وتتمركز مليشيات الحشد على بعد نحو 15 كلم عن الأحياء الغربية للموصل، لكنها غير معنية بالمشاركة بشكل مباشر في تحرير الموصل، وتم تكليفها بتحرير مدينة تلعفر وقضائها ذي الغالبية التركمانية.
من جهة أخرى، قتل 15 شخصاً وأصيب 30 بتفجيرات انتحارية استهدفت محافظتي كربلاء والفلوجة جنوب وغرب بغداد، بحسب ما أفاد مسؤولون، وتبناها «داعش».
وأفاد مسؤولون بمقتل 8 أشخاص وإصابة 6 بينهم نساء وأطفال في هجوم انتحاري تبناه «داعش» في محافظة كربلاء جنوب بغداد. وفي وقت لاحق، استهدف هجومان منفصلان بسيارتين مفخختين حاجزين أمنيين وسط الفلوجة غرب بغداد.