حذيفة إبراهيم
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن القدس وفلسطين لن يكونا قربانين يقدمان في محاور اللؤم سواء لإيران أو غيرها من الدول، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يستطيعون التفرقة بين من يخدم القضية الفلسطينية وبين من يستغلها.
وأشاد، خلال محاضرة حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وعدد من السفراء وأساتذة من جامعة البحرين والمختصين من الإعلاميين والصحافيين، بمواقف البحرين تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المملكة تقوم بجهود كبيرة في ذلك المجال، وأن المنظمة على اتصال يومي بوزير الخارجية البحريني «فنحن نعتبر الشيخ خالد بن أحمد الدبلوماسي الفلسطيني الأول».
وأضاف أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم ومن ضمنهم إيران إلا أن ذلك لا يعني أن لها الحق بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية أو دعم هذا الطرف أو ذلك. وأشار إلى أن أمامنا 3 خيارات لا رابع لها، إما خيار دولتين على حدود 1967، أو أن تكون دولة فلسطينية يعيش فيها اليهود، كون الفلسطينيين يشكلون 50.9%، مقابل 49.1% من اليهود، أو الخيار الثالث هي دولة بنظامين، إلا أن العالم ليس لديه استيعاب للقرار.
وتابع أن إيران دولة إسلامية ونأمل دائماً أن يكون الجميع مع القضية الفلسطينية، وعليها أن تركز على إعادة فلسطين للخارطة، أما التدخل عبر هذا الفصيل أو ذلك فهو مرفضون، وإلا لتحولنا داخل منظمة التحرير الفلسطينية إلى جامعة عربية مصغرة».
وقال عريقات «نحن كعرب ومنطقة الشرق الأوسط على مفترق طرق صعب وخطير، حيث أن نجاح ترامب سيكون له تبعاته، فالمشاكل في العراق وسوريا وليبيا وإيران ستكون كما هي عليه، ولكن منهجية ترامب هي ما سنركز عليه، كون الولايات المتحدة تربطها قياسات دقيقة للمصالح مع الدول وليس الحب والكره».
وبيّن أن الأفكار لا تقتل بالرصاص ولا تحتاج لتأشيرات للانتقال من بلد لآخر، ولذا يجب مجابهتها بالأفكار فقط.
وذكر أن حركة داعش هي الحركة رقم 803 منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تختار المساجد لمرادهم وليس لعبادة الله، وهي منظمة إرهابية تقتل الناس.
وأكد عريقات أن يونيو المقبل سيكون قد انقضى 50 عاماً على الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن الكراهية والبغضاء والتطرف ليست حكراً على أحد، ولا فرق بين شخص يقتل صحفي باسم داعش في العراق، وآخر يقتل طفل فلسطيني لم يبلغ 18 عاماً في فلسطين مع والديه. وشدد على أن الصراع في المنطقة ليس صراعاً دينياً، حيث أن اليهودية ليس خطراً علينا كعرب، بل هو دين سماوي عظيم كالمسيحية والإسلام، وإنما صراعنا مع إسرائيل سياسي بسبب الاحتلال، حيث تحاول فرض الحقائق على الأرض.
وشدد على أن إسرائيل من خلال حركتها الصهيونية جعلت من اليهودية قومية، مضيفاً أن على إيران ألا تحول الشيعة كجهة قومية، كون الشيعة العرب هم أبناء هذه الأمة وجزء لا يتجزأ من نسيجها التعليمي والديني والاقتصادي وغيره.
وأشار إلى ضرورة تحديد العلاقة مع الغرب على أساس المصالح المشتركة، حيث لم تحدد العلاقة منذ دخول فيينا عام 1683.
وأكد عريقات أن المفتاح لهزيمة الإرهاب يبدأ بتجفيف المنبع الإسرائيلي له، وأن تكون فلسطين على حدود عام 1967 ضمن الخارطة في المنطقة. وأشار إلى أن نتنياهو يحاول تغيير مبدأ الدولتين، لمبدأ دولة بنظامين، كما أنه على قناعة تامة أن استمرار الوضع الحالي هو ما يخدم مصالحه، كون والده مؤرخاً إسرائيلياً توفي العام الماضي عن 104 سنوات، وكتب في آخر كتابه، أن هناك أقلية عربية يجب أن يعطوا التعليم والصحة وغيرها، ولكن يحرم عليهم السيادة، ونتنياهو مع المستوطنين يريدون استبدال مبدأ الدولتين بمبدأ الدولة بنظامين. وتابع عريقات «وزراء نتنايهو صرحوا بعد فوز المرشح الأمريكي دونالد ترامب أن الاستيطان يجب أن يلغى كعقبة في طريق السلام». وأشار إلى أن الولايات المتحدة في أدبياتها منذ 1967 لم تنقل سفارتها للقدس وبقيت في تل أبيب، حيث ترى أنها أرض فلسطينية، وتمثل ذلك في تصريحات جميع المرشحين حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض، وكون أمريكا دولة مؤسسات وقانون. واستطرد قائلاً «لن تكون هناك دولة فلسطينية في قطاع غزة أو بدونه، وعدد الميليشيات لن يسمح لأي كيان بأن يمارس سلطات الدولة، كما يجب لتكوين دولة خاصة بنا أن تكون هناك جيش وقوة أمنية واحدة». وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التقى قيادات حماس في الدوحة قبل شهر، وعرض عليهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي حال الاختلاف تتم العودة إلى صناديق الاقتراع وليست صناديق الرصاص.
وأشار إلى أن حماس حركة فلسطينية فازت بالانتخابات، واستلمت الحكم بشكل سلمي، وكان عليها أن تميز بين وظيفتها كحركة سياسية وبين أنها تقود الدولة، أما أن تلغي مبادرة السلام، والاتفاقيات الموقعة فهو أمر غير مقبول سياسياً، ولم يطلب أحد من حماس أن تعترف بإسرائيل».
وذكر أن حماس جزء من منظمة الإخوان المسلمين، ولكن السؤال هل إعادة فلسطين إلى الخارطة ضمن أجندتها ومصالحها أم لا، وإذا كان نعم، فإنه يجب أن تكون هناك وحدة وطنية، ونحن لدينا انتخابات حرة ونزيهة ومباشرة، والدليل أن حركة فتح هزمت في انتخابات عام 2006».
وأكد أن عدم إعادة فلسطين للخارطة خطأ إستراتيجي، وستستمر معه حالة الانقسام والمشاكل في المنطقة لـ 100 عام على الأقل، وسيسبب في الانهيارات وعدم الاستقرار. وتابع أن ما يحدث في العالم العربي اليوم، هو شبيه لما حدث في أوروبا في مارس 1840 اضطر المستشار الروسي أن يهرب من قصره بعربة عليها 12 حصاناً بعد 4 أسابيع من المظاهرات السلمية بسبب ارتفاع الأسعار والمجاعة.
وقال إنه بعد تلك الثورة لم تستقر أوروبا منذ ذلك الحين وحتى اليوم، والدليل خروج بريطانيا مؤخراً من الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن ما يحصل في الوطن العربي هو انتقال كالنار، إن تمت السيطرة عليه فسيكون دافئاً، وإلا فسيحرق المنطقة برمتها. وأشار عريقات إلى أن استقرار مصر والسعودية هو استقرار ومستقبل لكل العرب، وأن أي تلاعب في هذين الاستقرارين هو دمار لنا جميعاً.
وشدد قائلاً على أن فلسطين عائدة إلى الخارطة، والمقاومة عنيفة جداً من نتنياهو لهذا الأمر، وهم يحاولون تحويل الصراع إلى صراع ديني، والدولة لديهم قامت على ذلك، إلا أن أمريكا وأوروبا وروسيا، يدركون أن عودة فلسطين للخارطة سيعود عليهم بالأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وقال عريقات إن هناك من يعتقد في عالمنا العربي أن اسرائيل تسيطر على أمريكا، إلا أن إسرائيل دولة وظيفية تستخدم من الولايات المتحدة، حيث فرضت أمريكا رؤيتها في احتلال إسرائيل مع فرنسا لسيناء، عام 1956، فضلاً عن منح هينري كيسنجر لإسرائيل 18 ساعة لتوقيع فك الارتباط الثاني من سيناء، ووقع الفك خلال 17 ساعة فقط. وتابع «في عهد جورج بوش الأب تم توقيع 75? لضمانات القروض وضغط الرئيس بوش على ما يريده، واستجاب شامير في حينها للضغط».
وبين أنه وبعد قصف صدام حسين لإسرائيل بالصواريخ، رفضت أمريكا الرد، وجاءت المضادات من هولندا وغيرها من الدول، فيما حاول الإسرائيليون منع الاتفاق مع إيران ولم يستطيعوا.
وأكد عريقات أن جورج بوش الابن، صرح بأن تحقيق حل الدولتين مصلحة قومية عليا أمريكية، فيما طلب الأدميرال مورين لقاء محمود عباس، لأول مرة، وقال له بأن وظيفته حماية 110 آلاف جندي وجندية في الوطن العربي ولا يمكن ذلك إلا من خلال حل الدولتين، وطالب حينها بأن يتخذ الرئيس عباس خطواته «معاً».
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيعتمد على قراءات فريقه للمنطقة، وسيكون لدينا اتصالات مع فريقه حول القضية الفلسطينية.
واستطرد قائلاً «صعود اليمين المتطرف سيتكرر في فرنسا وبريطانيا وأوروبا.
وأكد أن فلسطين لا تنعزل عن واقعها العربي، كون العرب هم عامود قضيتها الفقري، مضيفاً «استشهد ابن أختي قبل أشهر، ووقفت في المقبرة أمام أهله وعائلتي، وقلت:إن الله شرفنا أننا ولدنا كفلسطنيين للدفاع عن هذه المقدسات».
وشدد على أن إسرائيل جزء من الحياة السياسية الأمريكية، وهي تتقن لعبة المصالح جيداً، وهي تقوم بأجر أقل من 3 مليارات دولار في السنة بما تريده أمريكا في العالم كله.
وبين عريقات أن الفكر الصهيوني مر بخمسة مراحل، حيث قالوا بداية دعونا نعط أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض، وقاموا بنفي وجودنا كفلسطينيين، واستمرت تلك المرحلة حتى 1917 بوصول وعد بلفور الذي نص على إقامة دولة يهودية في فلسطين. وتابع «كنا كعرب فلسطينيين نشكل 92% من السكان، وحينها قالوا سنعمر الصحراء، وحينها كان في فلسطين 3 جامعات و22 مجلة تصدر يومياً، واستمرت هذه المرحلة حتى 1948، حيث تحول الفلسطينيون للاجئين مهتمين فقط بمسألة الحياة الإنسانية والمساعدات.
وأضاف «نهض بنا الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي علمنا أن المجد والقوة تأتي بالإرادة، وحولنا من جالية إلى ساعين للحقوق الوطنية، وسمينا حينها إرهابيين وكانت هي المرحلة الرابعة.
وأكد أن مفاوضات أوسلو التي اعترفت بشعب فلسطين جاءت نتيجة عذابات وصمود، وكانت هي المرحلة الخامسة.
وقال إن على إيران في تقديمها لأوراق اعتمادها لترامب، ألا تقدم فلسطين مثل العراق وسوريا ولبنان، وهذه هي المآساة، حيث تزيد من اشتعال الصراعات والحروب، كما أن اللعبة في تقديم الأوراق هو الاعتماد على من سيحقق الأمن والاستقرار.
وتابع عريقات «أنا الوحيد الذي أقطن في منزل والدي وإخواني في دول أخرى، ولكن لهم الحق بكل تأكيد في ورثة أبيهم».
وأكد أن فلسطين اعترفت بإسرائيل على حدود دولة 1967، وهذا ما تأسست عليه في القانون والشرعية الدولية. وأشار إلى أن مؤتمر حركة فتح سيعقد في نوفمبر الحالي، وسيكون مؤتمراً خاصاً بالسياسات والانتخابات، كما سيعقد في ديسمبر المقبل مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني وسيكون أيضاً حول السياسات المتبعة للتحرير. وشدد على أن مبادرة السلام العربية أهم وثيقة إستراتيجية خرجت عن العرب، والأشقاء في السعودية الذين صاغوا الوثيقة باقتدار، وقالوا نريد السلام ونسعى له. وتابع «سلامنا يقوم على الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وما تبقى من أراض لبنانية، وعندما تنجز إسرائيل هذه المهمة، ستعود العلاقات، كما نرجو من كل العرب التمسك بكل المبادرات، حيث إن هناك أصواتاً تريد تغيير هذه المبادرة». وأشار عريقات إلى أن الرئيس الفرنسي أكد لنظيره الفلسطيني قبل عام أن هزيمة الإرهاب لن تتأتى إلا بإقامة دولة فلسطين المستقلة في المنطقة، ولذا جاءت فكرة فرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، مشدداً على أنه لا توجد أي فكرة على طاولة السلام إلا المبادرة الفرنسية.
وقال إن هناك غرفة عمليات مشتركة بين بوتين وإيران، وبين موسكو وتل أبيب، وتنسيقاً عالياً بينهم على المصالح في المنطقة.
وعاد ليقول «نتنياهو يتهرب من المبادرة الفرنسية، حيث ذهب للصلح بين بوتين وأردوغان، ومن ثم طلب الرئيس الروسي من الرئيس محمود عباس القدوم للمفاوضات في موسكو، إلا أن الأخير أبلغه بالموافقة، وهو متأكد من أن نتنياهو لن يأتي». وتابع «بالفعل، حدد بوتين اللقاء يوم 8 من سبتمبر الماضي، إلا أنه قبلها بيومين، جاء مبعوث روسي لرام الله، ليخبروه بأن نتنياهو طلب تأجيل اللقاء».
وأشار عريقات إلى أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب، إلا أنه وبعد الأحداث الأخيرة أصبح لكل عاصمة عربية قضاياها الخاصة، ولكن لم تغب القضية الفلسطينية عن الرادار العربي. وشدد عريقات على أن مصر هي البلد المحوري في المصالحة الفلسطنية، وحالياً هناك خلافات بين مصر وحماس، كما أن الأشقاء في قطر يقومون بدور ليس على حساب مصر، وإنما يسعون لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وتابع «فك الارتباط الذي وقعت عليه إسرائيل في غزة هدفه ضرب المشروع الفلسطيني وفكرة الدولة الفلسطينية».
وقال إن إسرائيل هي من أوقفت المفاوضات الثنائية في أبريل 2014، وأحبطت جهود الرئيس أوباما وجون كيري في جهودهما نحو السلام، كما رفضت دعوة الرئيس بوتين ومبادرة السلام الفرنسية، فيما يعتقد نتنياهو أنه يجب استبدال المفاوضات بالإملاءات، مما يعني أنه ضد مبدأ الدولتين في الحكومة الحالية.
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن القدس وفلسطين لن يكونا قربانين يقدمان في محاور اللؤم سواء لإيران أو غيرها من الدول، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يستطيعون التفرقة بين من يخدم القضية الفلسطينية وبين من يستغلها.
وأشاد، خلال محاضرة حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وعدد من السفراء وأساتذة من جامعة البحرين والمختصين من الإعلاميين والصحافيين، بمواقف البحرين تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المملكة تقوم بجهود كبيرة في ذلك المجال، وأن المنظمة على اتصال يومي بوزير الخارجية البحريني «فنحن نعتبر الشيخ خالد بن أحمد الدبلوماسي الفلسطيني الأول».
وأضاف أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم ومن ضمنهم إيران إلا أن ذلك لا يعني أن لها الحق بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية أو دعم هذا الطرف أو ذلك. وأشار إلى أن أمامنا 3 خيارات لا رابع لها، إما خيار دولتين على حدود 1967، أو أن تكون دولة فلسطينية يعيش فيها اليهود، كون الفلسطينيين يشكلون 50.9%، مقابل 49.1% من اليهود، أو الخيار الثالث هي دولة بنظامين، إلا أن العالم ليس لديه استيعاب للقرار.
وتابع أن إيران دولة إسلامية ونأمل دائماً أن يكون الجميع مع القضية الفلسطينية، وعليها أن تركز على إعادة فلسطين للخارطة، أما التدخل عبر هذا الفصيل أو ذلك فهو مرفضون، وإلا لتحولنا داخل منظمة التحرير الفلسطينية إلى جامعة عربية مصغرة».
وقال عريقات «نحن كعرب ومنطقة الشرق الأوسط على مفترق طرق صعب وخطير، حيث أن نجاح ترامب سيكون له تبعاته، فالمشاكل في العراق وسوريا وليبيا وإيران ستكون كما هي عليه، ولكن منهجية ترامب هي ما سنركز عليه، كون الولايات المتحدة تربطها قياسات دقيقة للمصالح مع الدول وليس الحب والكره».
وبيّن أن الأفكار لا تقتل بالرصاص ولا تحتاج لتأشيرات للانتقال من بلد لآخر، ولذا يجب مجابهتها بالأفكار فقط.
وذكر أن حركة داعش هي الحركة رقم 803 منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تختار المساجد لمرادهم وليس لعبادة الله، وهي منظمة إرهابية تقتل الناس.
وأكد عريقات أن يونيو المقبل سيكون قد انقضى 50 عاماً على الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن الكراهية والبغضاء والتطرف ليست حكراً على أحد، ولا فرق بين شخص يقتل صحفي باسم داعش في العراق، وآخر يقتل طفل فلسطيني لم يبلغ 18 عاماً في فلسطين مع والديه. وشدد على أن الصراع في المنطقة ليس صراعاً دينياً، حيث أن اليهودية ليس خطراً علينا كعرب، بل هو دين سماوي عظيم كالمسيحية والإسلام، وإنما صراعنا مع إسرائيل سياسي بسبب الاحتلال، حيث تحاول فرض الحقائق على الأرض.
وشدد على أن إسرائيل من خلال حركتها الصهيونية جعلت من اليهودية قومية، مضيفاً أن على إيران ألا تحول الشيعة كجهة قومية، كون الشيعة العرب هم أبناء هذه الأمة وجزء لا يتجزأ من نسيجها التعليمي والديني والاقتصادي وغيره.
وأشار إلى ضرورة تحديد العلاقة مع الغرب على أساس المصالح المشتركة، حيث لم تحدد العلاقة منذ دخول فيينا عام 1683.
وأكد عريقات أن المفتاح لهزيمة الإرهاب يبدأ بتجفيف المنبع الإسرائيلي له، وأن تكون فلسطين على حدود عام 1967 ضمن الخارطة في المنطقة. وأشار إلى أن نتنياهو يحاول تغيير مبدأ الدولتين، لمبدأ دولة بنظامين، كما أنه على قناعة تامة أن استمرار الوضع الحالي هو ما يخدم مصالحه، كون والده مؤرخاً إسرائيلياً توفي العام الماضي عن 104 سنوات، وكتب في آخر كتابه، أن هناك أقلية عربية يجب أن يعطوا التعليم والصحة وغيرها، ولكن يحرم عليهم السيادة، ونتنياهو مع المستوطنين يريدون استبدال مبدأ الدولتين بمبدأ الدولة بنظامين. وتابع عريقات «وزراء نتنايهو صرحوا بعد فوز المرشح الأمريكي دونالد ترامب أن الاستيطان يجب أن يلغى كعقبة في طريق السلام». وأشار إلى أن الولايات المتحدة في أدبياتها منذ 1967 لم تنقل سفارتها للقدس وبقيت في تل أبيب، حيث ترى أنها أرض فلسطينية، وتمثل ذلك في تصريحات جميع المرشحين حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض، وكون أمريكا دولة مؤسسات وقانون. واستطرد قائلاً «لن تكون هناك دولة فلسطينية في قطاع غزة أو بدونه، وعدد الميليشيات لن يسمح لأي كيان بأن يمارس سلطات الدولة، كما يجب لتكوين دولة خاصة بنا أن تكون هناك جيش وقوة أمنية واحدة». وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التقى قيادات حماس في الدوحة قبل شهر، وعرض عليهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي حال الاختلاف تتم العودة إلى صناديق الاقتراع وليست صناديق الرصاص.
وأشار إلى أن حماس حركة فلسطينية فازت بالانتخابات، واستلمت الحكم بشكل سلمي، وكان عليها أن تميز بين وظيفتها كحركة سياسية وبين أنها تقود الدولة، أما أن تلغي مبادرة السلام، والاتفاقيات الموقعة فهو أمر غير مقبول سياسياً، ولم يطلب أحد من حماس أن تعترف بإسرائيل».
وذكر أن حماس جزء من منظمة الإخوان المسلمين، ولكن السؤال هل إعادة فلسطين إلى الخارطة ضمن أجندتها ومصالحها أم لا، وإذا كان نعم، فإنه يجب أن تكون هناك وحدة وطنية، ونحن لدينا انتخابات حرة ونزيهة ومباشرة، والدليل أن حركة فتح هزمت في انتخابات عام 2006».
وأكد أن عدم إعادة فلسطين للخارطة خطأ إستراتيجي، وستستمر معه حالة الانقسام والمشاكل في المنطقة لـ 100 عام على الأقل، وسيسبب في الانهيارات وعدم الاستقرار. وتابع أن ما يحدث في العالم العربي اليوم، هو شبيه لما حدث في أوروبا في مارس 1840 اضطر المستشار الروسي أن يهرب من قصره بعربة عليها 12 حصاناً بعد 4 أسابيع من المظاهرات السلمية بسبب ارتفاع الأسعار والمجاعة.
وقال إنه بعد تلك الثورة لم تستقر أوروبا منذ ذلك الحين وحتى اليوم، والدليل خروج بريطانيا مؤخراً من الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن ما يحصل في الوطن العربي هو انتقال كالنار، إن تمت السيطرة عليه فسيكون دافئاً، وإلا فسيحرق المنطقة برمتها. وأشار عريقات إلى أن استقرار مصر والسعودية هو استقرار ومستقبل لكل العرب، وأن أي تلاعب في هذين الاستقرارين هو دمار لنا جميعاً.
وشدد قائلاً على أن فلسطين عائدة إلى الخارطة، والمقاومة عنيفة جداً من نتنياهو لهذا الأمر، وهم يحاولون تحويل الصراع إلى صراع ديني، والدولة لديهم قامت على ذلك، إلا أن أمريكا وأوروبا وروسيا، يدركون أن عودة فلسطين للخارطة سيعود عليهم بالأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وقال عريقات إن هناك من يعتقد في عالمنا العربي أن اسرائيل تسيطر على أمريكا، إلا أن إسرائيل دولة وظيفية تستخدم من الولايات المتحدة، حيث فرضت أمريكا رؤيتها في احتلال إسرائيل مع فرنسا لسيناء، عام 1956، فضلاً عن منح هينري كيسنجر لإسرائيل 18 ساعة لتوقيع فك الارتباط الثاني من سيناء، ووقع الفك خلال 17 ساعة فقط. وتابع «في عهد جورج بوش الأب تم توقيع 75? لضمانات القروض وضغط الرئيس بوش على ما يريده، واستجاب شامير في حينها للضغط».
وبين أنه وبعد قصف صدام حسين لإسرائيل بالصواريخ، رفضت أمريكا الرد، وجاءت المضادات من هولندا وغيرها من الدول، فيما حاول الإسرائيليون منع الاتفاق مع إيران ولم يستطيعوا.
وأكد عريقات أن جورج بوش الابن، صرح بأن تحقيق حل الدولتين مصلحة قومية عليا أمريكية، فيما طلب الأدميرال مورين لقاء محمود عباس، لأول مرة، وقال له بأن وظيفته حماية 110 آلاف جندي وجندية في الوطن العربي ولا يمكن ذلك إلا من خلال حل الدولتين، وطالب حينها بأن يتخذ الرئيس عباس خطواته «معاً».
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيعتمد على قراءات فريقه للمنطقة، وسيكون لدينا اتصالات مع فريقه حول القضية الفلسطينية.
واستطرد قائلاً «صعود اليمين المتطرف سيتكرر في فرنسا وبريطانيا وأوروبا.
وأكد أن فلسطين لا تنعزل عن واقعها العربي، كون العرب هم عامود قضيتها الفقري، مضيفاً «استشهد ابن أختي قبل أشهر، ووقفت في المقبرة أمام أهله وعائلتي، وقلت:إن الله شرفنا أننا ولدنا كفلسطنيين للدفاع عن هذه المقدسات».
وشدد على أن إسرائيل جزء من الحياة السياسية الأمريكية، وهي تتقن لعبة المصالح جيداً، وهي تقوم بأجر أقل من 3 مليارات دولار في السنة بما تريده أمريكا في العالم كله.
وبين عريقات أن الفكر الصهيوني مر بخمسة مراحل، حيث قالوا بداية دعونا نعط أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض، وقاموا بنفي وجودنا كفلسطينيين، واستمرت تلك المرحلة حتى 1917 بوصول وعد بلفور الذي نص على إقامة دولة يهودية في فلسطين. وتابع «كنا كعرب فلسطينيين نشكل 92% من السكان، وحينها قالوا سنعمر الصحراء، وحينها كان في فلسطين 3 جامعات و22 مجلة تصدر يومياً، واستمرت هذه المرحلة حتى 1948، حيث تحول الفلسطينيون للاجئين مهتمين فقط بمسألة الحياة الإنسانية والمساعدات.
وأضاف «نهض بنا الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي علمنا أن المجد والقوة تأتي بالإرادة، وحولنا من جالية إلى ساعين للحقوق الوطنية، وسمينا حينها إرهابيين وكانت هي المرحلة الرابعة.
وأكد أن مفاوضات أوسلو التي اعترفت بشعب فلسطين جاءت نتيجة عذابات وصمود، وكانت هي المرحلة الخامسة.
وقال إن على إيران في تقديمها لأوراق اعتمادها لترامب، ألا تقدم فلسطين مثل العراق وسوريا ولبنان، وهذه هي المآساة، حيث تزيد من اشتعال الصراعات والحروب، كما أن اللعبة في تقديم الأوراق هو الاعتماد على من سيحقق الأمن والاستقرار.
وتابع عريقات «أنا الوحيد الذي أقطن في منزل والدي وإخواني في دول أخرى، ولكن لهم الحق بكل تأكيد في ورثة أبيهم».
وأكد أن فلسطين اعترفت بإسرائيل على حدود دولة 1967، وهذا ما تأسست عليه في القانون والشرعية الدولية. وأشار إلى أن مؤتمر حركة فتح سيعقد في نوفمبر الحالي، وسيكون مؤتمراً خاصاً بالسياسات والانتخابات، كما سيعقد في ديسمبر المقبل مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني وسيكون أيضاً حول السياسات المتبعة للتحرير. وشدد على أن مبادرة السلام العربية أهم وثيقة إستراتيجية خرجت عن العرب، والأشقاء في السعودية الذين صاغوا الوثيقة باقتدار، وقالوا نريد السلام ونسعى له. وتابع «سلامنا يقوم على الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وما تبقى من أراض لبنانية، وعندما تنجز إسرائيل هذه المهمة، ستعود العلاقات، كما نرجو من كل العرب التمسك بكل المبادرات، حيث إن هناك أصواتاً تريد تغيير هذه المبادرة». وأشار عريقات إلى أن الرئيس الفرنسي أكد لنظيره الفلسطيني قبل عام أن هزيمة الإرهاب لن تتأتى إلا بإقامة دولة فلسطين المستقلة في المنطقة، ولذا جاءت فكرة فرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، مشدداً على أنه لا توجد أي فكرة على طاولة السلام إلا المبادرة الفرنسية.
وقال إن هناك غرفة عمليات مشتركة بين بوتين وإيران، وبين موسكو وتل أبيب، وتنسيقاً عالياً بينهم على المصالح في المنطقة.
وعاد ليقول «نتنياهو يتهرب من المبادرة الفرنسية، حيث ذهب للصلح بين بوتين وأردوغان، ومن ثم طلب الرئيس الروسي من الرئيس محمود عباس القدوم للمفاوضات في موسكو، إلا أن الأخير أبلغه بالموافقة، وهو متأكد من أن نتنياهو لن يأتي». وتابع «بالفعل، حدد بوتين اللقاء يوم 8 من سبتمبر الماضي، إلا أنه قبلها بيومين، جاء مبعوث روسي لرام الله، ليخبروه بأن نتنياهو طلب تأجيل اللقاء».
وأشار عريقات إلى أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب، إلا أنه وبعد الأحداث الأخيرة أصبح لكل عاصمة عربية قضاياها الخاصة، ولكن لم تغب القضية الفلسطينية عن الرادار العربي. وشدد عريقات على أن مصر هي البلد المحوري في المصالحة الفلسطنية، وحالياً هناك خلافات بين مصر وحماس، كما أن الأشقاء في قطر يقومون بدور ليس على حساب مصر، وإنما يسعون لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وتابع «فك الارتباط الذي وقعت عليه إسرائيل في غزة هدفه ضرب المشروع الفلسطيني وفكرة الدولة الفلسطينية».
وقال إن إسرائيل هي من أوقفت المفاوضات الثنائية في أبريل 2014، وأحبطت جهود الرئيس أوباما وجون كيري في جهودهما نحو السلام، كما رفضت دعوة الرئيس بوتين ومبادرة السلام الفرنسية، فيما يعتقد نتنياهو أنه يجب استبدال المفاوضات بالإملاءات، مما يعني أنه ضد مبدأ الدولتين في الحكومة الحالية.