قال سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى البحرين إن تمرين «أمن الخليج العربي 1» يعتبر نقلة نوعية في التعاون الأمني الخليجي، مشيدين بالجاهزية العالية الذي اتسمت به القوات الأمنية الخليجية المشاركة في التمرين
وأكدوا في تصريحات لـ»بنا»، على السعي الحثيث لتحقيق آمال وطموحات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، في تحقيق التكامل الخليجي بكل صوره وأشكاله، مبينين أن التمرين يكتسب أهمية خاصة، لأنه يأتي في ظل تحولات وظروف إقليمية ودولية استثنائية تتمثل في تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية وتهديدها المباشر لأمن العالم والمنطقة.
وثمنوا، قبيل ختام فعاليات التمرين الأمني الخليجي المشترك، الجهود الكبيرة التي بذلتها مملكة البحرين في سبيل إنجاح هذا العمل الخليجي المشترك، والذي ينطلق من مبدأ وحدة الأمن الخليجي، مقدرين ما قدمته البحرين في سبيل إنجاح هذا التمرين وتذليل كل ما يطرأ من أي معوقات .
ونوهوا إلى ضرورة رفع الجاهزية لقوات الأمن الخليجية لمواجهة التحديات والتهديدات التي قد يتعرض لها أمن المنطقة، في ظل تنامي الفوضى وانتشار الجماعات الإرهابية في دول الجوار الخليجي.
وأكدوا أن المنظومة الخليجية، ستبقى على الدوام واحة الأمن والأمان بفضل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وسواعد أبناء الخليج العربي من رجال الأمن والذين يقدمون أرواحهم ودماءهم في سبيل الأوطان.
تعزيز أواصر اللحمة
سفير المملكة العربية السعودية في البحرين عبدالله آل الشيخ ثمن استضافة البحرين لهذا التمرين الحيوي والهام في هذا الوقت بالذات، والتي تنبع من أهميته التنسيق والتكامل في أجهزة المنظومة الأمنية الخليجية، ورفع كفاءة العاملين فيها.
وأكد آل الشيخ أن التمرين سيساهم في تعزيز أواصر اللحمة والتنسيق بين مكونات مختلف الأجهزة الأمنية الخليجية، منوهاً بالكفاءة العالية التي تمتع بها المشاركون في التمرين من رجال الأمن، إلى جانب القدرة الفائقة على تفعيل حالة الاستعداد الدائم والمتكامل في مواجهة الارهاب والخارجين عن القانون.
وبشأن المشاركة السعودية، أشار آل الشيخ إلى إن السعودية تعرضت طوال العقود الثلاث الماضية إلى موجات متعددة من الإرهاب، وهو ما أكسب رجال الأمن السعودي الخبرة والقدرة على التعامل مع الجماعات الإرهابية، والتي كانت تهدف إلى زعزعة أمن المملكة، حيث استطاع هؤلاء الرجال بعزيمتهم وإيمانهم بوطنهم وقيادتهم إفشال كل المخططات الإرهابية، انطلاقاً من حرصهم على أمن الوطن والمواطن وحماية مكتسباته وإنجازاته.
وأضاف أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على الدول الأخرى في المنظومة الخليجية ما استدعى ضرورة التعاون ورفع مستويات التنسيق فيما بينهم، لأن الخطر الذي يستهدف أية دولة خليجية لن يكون بعيداً عن الأخرى، لذلك فقد كانت هناك حاجة ملحة لهذا التمرين.
وأشار سفير خادم الحرمين في البحرين إلى أن التمرين سيكون رسالة قوية وواضحة لكل من تسول له نفسه بالنيل من أمن دول المجلس والعبث بمقدرات شعوبه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، منوهاً إلى أن التكامل في المنظومة الأمنية الخليجية سيساهم في إفشال كل تلك المخططات إضافة إلى رفع الجاهزية وتأكيد العمل الأمني المتكامل بين دول المنظومة الخليجية.
وجدد السفير آل الشيخ شكره وتقديره لمملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً على ما قدمته من تسهيلات عالية المستوى للمشاركين، ما ساهم في تنفيذ المهام المطلوبة براً وبحراً باحترافية عالية.
فرصة للتلاقي وتبادل الخبرات
فيما أشاد عميد السلك الدبلوماسي سفير دولة الكويت في مملكة البحرين الشيخ عزام مبارك الصباح، بالحفاوة وحسن الضيافة والإعداد والتنظيم والتسهيلات التي قدمتها حكومة مملكة البحرين للمشاركين في تمرين «أمن الخليج العربي 1»، معربا عن شكره وتقديره لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة على الجهود المتميزة والدؤوبة في إنجاح التمرين. وأكد أن «أمن الخليج العربي 1»، يجسد علاقات الترابط والتلاحم بين الأشقاء في دول مجلس التعاون في أجمل صوره، منوهاً أنه فرصة حقيقية لأبناء دول المجلس في التلاقي والتواصل وتبادل الخبرات والمهارات الأمينة فيما بينهم، ما يشكل نواة حقيقية لسياج أمني خليجي يقي بلدان المنطقة من أية تهديدات محتملة.
وأشار الشيخ عزام الصباح إلى أن هذا التمرين يكتسب أهمية خاصة في هذا الوقت بالذات، لأنه يأتي في ظل تحولات وظروف إقليمية ودولية استثنائية، تتمثل في تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية وتهديدها المباشر لأمن العالم والمنطقة، معبراً عن ثقته بالقدرات الأمنية الخليجية والتي تعتبر حائط السد الأول، بفضل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس.
وأكد سفير دولة الكويت أن المشاركة الكويتية في التمرين تأتي إيماناً من دولة الكويت بضرورة التكامل بين دول مجلس التعاون في كافة المجالات، وعلى رأسها الأمن، باعتباره الركيزة الأساسية لكل مشاريع التنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي نسعى إليه جميعاً.
دور بحريني كبير في التنظيم
أما سفير دولة قطر لدى البحرين، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، أكد أن «أمن الخليج العربي 1» يشكل نقلة نوعية في إطار التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون وتزداد أهميته في ظل التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها الشرق الأوسط بصفة عامة ومنطقتنا الخليجية بصفة خاصة.
وأوضح أن توجيهات قادة دول مجلس التعاون بتنظيم التمرين، تأتي في إطار العمل الأمني المشترك ورفع الجاهزية لمواجهة أي أخطار قد تواجه المنطقة، وتأكيد وحدة المصير المشترك.
وشدد سفير قطر لدى البحرين، على أن أمن دول مجلس التعاون واحد، بحيث أن ما يمس أي دولة يمثل مساساً بكل دول المجلس وستظل قطر دائماً داعمة للوحدة بين الأشقاء في دول المجلس ومشاركة في كل فعالياتها التي تحفظ أمنها واستقرارها، وتدعم اقتصادها وتحقق قوتها. وأشاد الشيخ جاسم بن محمد بالروح المعنوية التي سادت التمرين المشترك والتصريحات الإيجابية التي صدرت عن القائمين على أمره والمشاركين فيه مما يؤكد أن العمل المشترك بين هذه الدول الشقيقة دائما ما يحقق الهدف منه في التدريب والترابط والتعاون بين كافة القطاعات.
وأوضح أن القوات الأمنية القطرية بالتعاون مع باقي القوات الأمنية لدول مجلس التعاون استفادت من هذا التمرين الكبير الذي تم الإعداد له على أعلى مستوى من التخطيط والتنظيم، مثمناً الدور البحريني الكبير في تنظيم التمرين الأمني الأول، واهتمام القيادة في مملكة البحرين به. موضحاً أن الدعم الذي قدمته مملكة البحرين كان له الأثر الكبير في إنجاحه. وأكد السفير القطري، أهمية العمل المشترك لدول مجلس التعاون في كافة القطاعات، ما يحقق لها القوة والمنعة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة وأي تحديات أخرى ، تطرأ في المستقبل في ظل عالم غير مستقر أمنياً واقتصادياً متمنياً الأمن والأمان والاستقرار للدول والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية.
حماية المكتسبات الوطنية
فيما أشاد سفير سلطنة عمان في مملكة البحرين عبدالله المديلوي، بانعقاد فعاليات تمرين أمن الخليج العربي 1 على أرض البحرين، منوهاً إلى أن هذا التمرين، وهو الأول من نوعه، يعتبر تعبيراً صادقاً وتجسيداً للتعاون الأمني المشترك بين دول المجلس، ومتوافقاً مع الإنجازات الكبرى التي حققتها مسيرة المجلس المباركة، والتي تقف على أرضية صلبة من الدعم والرعاية من قبل أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس، ودافعاً لتحقيق مزيد من الإنجازات بما يلبي آمال وطموحات أبناء الخليج العربي.
وأضاف أن القوات الأمنية المشاركة من دول المجلس أمضت أياماً من التدريب والعمل الأمني الجماعي في جو من الألفة والانسجام والتعاون، تحقيقاً لهدف التمرين في تبادل الخبرات بين المشاركين ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية وزيادة قدرتها على العمل الجماعي المشترك من أجل تعزيز إجراءات العمل الأمني المشترك، حمايةً للمقدرات والمكتسبات الوطنية في دول المنظومة الخليجية. وعن المشاركة العمانية في أعمال التمرين، أوضح السفير بأن المشاركة العمانية تأتي انطلاقاً من حرص السلطنة على أن تكون لها مشاركة فعالة في مجالات التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات مع الأشقاء في المجلس. وأوضح المديلوي أن شرطة عمان السلطانية وفرت كافة التسهيلات والإمكانيات اللازمة لإنجاح هذه المشاركة، والنابعة من حرص ومتابعة المسؤولين، لتحقيق الأهداف المرجوة من التمرين الذي يعد تتويجاً لمسيرة التعاون والتنسيق الأمني بين دول المجلس.
وأضاف سفير السلطنة أن المكاسب الكبيرة التي حققها التمرين تمثل نقلة نوعية وإضافة مقدرة لكل دولة من دول المجلس، مشيداً بالدور الكبير والدعم ومستوى التنظيم والتعاون الذي قدمته مملكة البحرين في التنظيم والترتيب وتوفير كافة التسهيلات اللازمة، والذي جاء نتيجة الجهد الكبير الذي بذله المسؤولون في وزارة الداخلية، وعلى رأسهم الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة.
وأشاد السفير بالدعم والمساندة الكبيرة من لدن القيادة السياسية في مملكة البحرين الشقيقة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والذي عبر في كلمة جلالته في بداية التمرين عن بالغ اعتزازه باستضافة البحرين لهذا التمرين، مؤكداً على الدعم الكامل الذي تقدمة المملكة لهذا التواجد الأمني، الذي يؤكد الحرص الكبير الذي توليه مملكة البحرين لأهمية تضافر الجهود والتنسيق والتعاون الأخوي بين دول المجلس للحفاظ على الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار لجميع شعوب المجلس.