أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة أن المؤسسات الإعلامية الخليجية الرسمية والأهلية مطلوب منها اليوم – وأكثر من أي وقت مضى – العمل على تعزيز مفاهيم الهوية المشتركة والانتماء إلى الكيان الخليجي الموحد، نظراً لما تشهده المنطقة من تجاذبات ومتغيرات متسارعة تستدعي مجابهتها بقوة الكلمة الصادقة.
وقال، لدى رعايته أمس حفل افتتاح أعمال المنتدى الخليجي للإعلام السياسي الرابع الذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت شعار «الإعلام والهوية الخليجية»، بحضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح ووزراء وسفراء، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية وإعلاميين و500 مشارك من المهتمين والباحثين والمتخصصين، إن الأمل معقود على رجال الإعلام والصحافة دوماً في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، وبث مفاهيم الوحدة والتعاون والمصير المشترك، فضلاً عن التركيز على تعزيز الهوية المشتركة أو ما يمكن تسميتها بالمواطنة الخليجية التي تتسم بها دولنا بفضل ما تتمتع به من تقارب إنساني وجغرافي وتاريخي، والتنبيه من خطورة ما يضادها من مفاهيم كالكراهية والطائفية والتمزق وانسلاخ الهوية.
ودعا إلى العمل الجماعي الذي يعكس واقع الهوية الخليجية – ماضياً وحاضراً ومستقبلاً – وتمكين وسائل الإعلام من أداء هذه الرسالة التي من شأنها أنها تسهم في تربية النشء على القيم والموروثات الخليجية الأصيلة، فضلاً عن تسخير وتوظيف التكنولوجيا أفضل توظيف في بث المحتويات الإعلامية المتنوعة والمبتكرة وغير التقليدية والقادرة على اجتذاب أكبر عدد من المتابعين لها على نحو يجعل من هؤلاء على قرب متصل بمفهوم الهوية.
كما دعا إلى ضرورة إحياء المنتديات المتخصصة والمؤتمرات العلمية التي تناقش وتبحث في القضايا ذات الأبعاد المتشابكة كقضية الهوية التي تتدخل في تشكيلها المؤثرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، والأهم من ذلك هو الحفاظ على هذا المرتكز دون إغفال مواكبة التطور.
وحيَّا وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي بن محمد الرميحي وجميع منتسبي المعهد على تمكن المعهد من البناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية حتى أصبح المنتدى واحداً من أهم الملتقيات على مستوى المنطقة، ومنصة جامعة لأبناء الخليج العربي للتحاور في شؤونهم وقضاياهم الملحة.
ويهدف المنتدى في دورته الرابعة إلى بلورة خطاب إعلامي يؤكّد على الهوية الخليجيّة المشتركة ومواجهة تحدّيات العولمة من خلال تطوير وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي، ويؤكد على الهوية الخليجية، وحث خطاه نحو صياغة منظومة أكثر إيماناً بالهوية المشتركة، واستيعاباً لمكوناتها الرئيسة، وأشد تمسكاً بالمشتركات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تجمع أبناء هذه المنطقة، وتنبذ الهويّات الفرعية المهدّدة لكيان واستقرار المجتمع الخليجي، والخطابات الإعلامية التي تكرّس في ثناياها عناصر طمس الهوية والذوبان في الآخر دون مراعاة لخصوصيتنا الثقافية وقيمنا المشتركة.
وخلال الحفل، أكد وزير شؤون الإعلام، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي أن انعقاد المنتدى يأتي ضمن التزامات المعهد بترجمة التوجهات الإصلاحية والقيم الإنسانية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وفقاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني في تنمية الوعي السياسي والحفاظ على الثوابت التاريخية الوطنية للمملكة كعضو فاعل وشريك أساسي في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو الاتحاد المبارك.
وقال إن الإعلام الخليجي بجميع وسائله عليه مسؤولية قومية وحضارية كبرى في ترسيخ الهوية الخليجية والعربية والإسلامية لدول المجلس وقيم المواطنة، وتعزيز التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي، من خلال دعم ترابط المجتمع الخليجي، ورفض التدخلات الخارجية، وإعلاء مكانة اللغة العربية، ونشر التراث الثقافي والحضاري، وحماية الأمن الثقافي والاجتماعي.
كما أعرب عن ثقته في خروج المنتدى بمرئيات لخدمة الأهداف المشتركة في دعم مسيرة التكامل الإعلامي الخليجي والعربي، لما يسهم في تعزيز الروابط الأخوية، وتلبية تطلعات قياداتنا الحكيمة وشعوبنا نحو إعلام خليجي متطور يصون وحدتنا وهويتنا ومنجزاتنا التنموية والحضارية، موجهاً شكره في الوقت ذاته للشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة على تفضله برعاية المنتدى واحتضانه خلال دوراته السابقة في ظل ما يوليه من اهتمام بمختلف القطاعات التنموية في المملكة.
بعدها، تم تكريم الفائزين بجائزة المنتدى الخليجي للإعلام السياسي في دورته الماضية في مجال الإسهامات الصحافية حول ثقافة السلم الأهلي، وهم الكاتبة الصحفية الشيخة حصة الحمود السالم الصباح من الكويت، والأستاذ الدكتور عبدالحميد الأنصاري من قطر، وعبيدلي العبيدلي من البحرين.
وفي ختام الحفل، أعرب الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة عن أن يتمكن المنتدى من الخروج بتوصيات واقعية وعلمية قابلة للتطبيق تساهم في رفد موضوع الدورة في هذا العام، وتهانيه للفائزين بالجوائز وحثهم على بذل المزيد من الجهود، متمنياً لمعهد البحرين للتنمية السياسية التوفيق والنجاح في استضافة أعمال هذا المنتدى.