أكد وزير شؤون الإعلام علي الرميحي، «أن 80% من الفضائيات العربية المتهمة بابتعاد أغلبها عن الهوية الخليجية مملوكة لمستثمرين خليجيين ولاتزال قاصرة على مواجهة التحديات الإعلامية والثقافية والأمنية المعاصرة بالنظر إلى محتواها وتخصصاتها خاصة مع وجود 1% من قنواتنا العربية متخصصة في البرامج الوثائقية والمفترض أنها تعكس الهوية الثقافية والحضارية والتاريخ العربي والإسلامي.
جاء ذلك لدي افتتاح فعاليات المنتدى الخليجي الرابع للإعلام السياسي أمس تحت عنوان «الإعلام والهوية الخليجية»، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، والذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، بحضور عدد من أصحاب الشخصيات الرسمية والأكاديمية والمهتمين من البحرين ودول الخليج العربية.
ونوه وزير شؤون الإعلام بأن تزايد استخدامات الإنترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي له الأثر الكبير وأن هناك 2.2 مليار مستخدم لشبكات الإعلام الاجتماعي عالميًا بنسبة 31% من السكان.
وأضاف أن انعقاد المنتدى يأتي ضمن التزامات معهد البحرين للتنمية السياسية بترجمة التوجهات الإصلاحية والقيم الإنسانية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وفقاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني في تنمية الوعي السياسي والحفاظ على الثوابت التاريخية الوطنية للمملكة كعضو فعَّال وشريك أساس في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو الاتحاد المبارك.
وفيما يتعلق بالتحديات أشار الرميحي إلى الطفرة الهائلة في وسائل الإعلام والاتصال وتحولها إلى صناعة عالمية ضخمة تصل قيمتها إلى تريليوني دولار، من قنوات تلفزيونية وإذاعية وصحف ومطبوعات ووسائل الإعلام الجديد، وانعكاساتها على الهوية الوطنية فضلاً عن إساءة استغلال وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والحديث عبر العديد من القنوات الفضائية.
وأكد وجود 40 فضائية طائفية تسلخ المواطن الخليجي العربي من خلال ترويج الأفكار الضالة ومحاولة الاستخفاف بعاداتنا وتقاليدنا وبشكل مباشر وغير مباشر ودعوات مثيرة للفرقة والانقسام في المجتمعات الخليجية، ومحاولات مشبوهة لتقسيم المجتمع على أساس دينـي أو طائفي أو عرقي أو إلى أغلبية وأقلية، وغيرها من الدعوات المغلوطة والهدامة وبث العداوة والعنف والترويج للجماعات الإرهابية المتطرفة، والأفكار المنحرفة ومحاولات العبث بهويتنا العربية ولصقها بالإرهاب ونشر مفاهيم مغلوطة حول الإسلام والعرب والمسلمين، وصورة المرأة العربية والإساءة إلى الدول الخليجية والعربية.
وأكد أهمية المنتدى في ظل ما تواجهه المنطقة الخليجية والعربية من تحديات متنوعة انعكست بدورها على طبيعة المحاور والقضايا المطروحة وهو ما يمكن بيانه في محورين أساسيين، أولهما الهوية الخليجية في ظل التحديات السياسية والأمنية والثقافية والإعلامية الراهنة، مع بيان واقع الإعلام الخليجي، أما المحور الثاني فيتناول دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الخليجية.
وحول التحديات السياسية والأمنية والثقافية أوضح الرميحي، أنها تشمل استهداف الهوية الثقافية للأمة العربية ولغتها وحضارتها ووحدة مجتمعاتها وترابط شعوبها، وتهديد الأمن القومي العربي والخليجي واضطرار دول المجلس للدخول في مواجهات عسكرية لحماية أمنها القومي ومكافحة الإرهاب، والتدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للبلدان الخليجية والعربية، والحرب النفسية والدعائية الموجهة أو ما يعرف بحروب المعلومات في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، والعولمة والغزو الفكري والثقافي الغربي، وتهديد القيم الدينية والأخلاقية في المجتمعات الخليجية والعربية، لاسيما لدى النشء والشباب.
وأوضح أن الإعلام الخليجي بجميع وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، عليه مسؤولية قومية وحضارية كبرى في ترسيخ الهوية الخليجية والعربية والإسلامية لدول المجلس وقيم المواطنة وتعزيز التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي، من خلال إبراز رسالة إعلامية تشمل دعم ترابط المجتمع الخليجي، وحماية النسيج القيمـي والأخلاقي للمواطنين وتحصينهم دينياً وثقافياً وتاريخياً واجتماعياً، وتوعيتهم بحقوق وواجبات المواطنة
كما تشمل تعميق المواطنة الخليجية ليس فقط اقتصاديًا، وإنما في تنمية روح الانتماء والولاء للوطن، والاعتـزاز بالمنظومة الخليجية وهويتها الجامعة بجميع عناصرها، من وحدة دينية ولغوية وثقافية وتاريخية وتراث حضاري مشترك. وتشمل الرسالة الإعلامية كذلك، رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، والتصدي لأي محاولات مشبوهة لتقسيم المجتمعات على أساس ديني أو طائفي أو عرقي، أو ربطها بجهات أجنبية.a