عواصم - (وكالات): كشفت مصادر إعلامية عراقية عن سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات شهدتها محافظة ديالى قبل يومين بين ميليشيات «الحشد الشعبي» والتي يشرف عليها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وعدد من قوات الشرطة العراقية في حادثة هي الأولى من نوعها، فيما يدور خلاف علني بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول السيطرة على أراض في الموصل بعد استعادتها من أيدي المتطرفين رغم أن معركة السيطرة على المدينة لا تزال طويلة. ودخل الهجوم المدعوم من أمريكا لسحق «داعش» في الموصل - آخر معقل رئيسي له في العراق - شهره الثاني أمس في حين تسعى القوات المشاركة في الهجوم إلى إحكام حصار المدينة من كل الاتجاهات.
وقد خرجت بعد الاشتباكات تصريحات من أحد قادة الميليشيات الملقب بأبو عزرائيل يمهل فيها قائد شرطة ديالى 48 ساعة ليتقدم بالاستقالة خلالها. ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه أبو عزرائيل مهدداً قائد الشرطة، قائلا ً»لولا الأوامر لنطالك من وراء الشمس».
وفي التفاصيل، دارت اشتباكات دامية بين عناصر مفرزة الحماية الخاصة بقائد شرطة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي ومجموعة من مسلحي ميليشيات «الحشد الشعبي» المعروفة بكتائب الإمام علي والمرتبطة مباشرة بسليماني، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين. واندلعت تلك الاشتباكات بحسب محافظ ديالى مثنى التميمي بعد رفض الشرطة السماح لسيارات الحشد بالمرور من قرب أحد المواكب الحسينية في بعقوبة. وتردد صدى تلك الحادثة بين فصائل الميليشيات، فكان التعليق الأول على لسان القيادي في ميليشيات كتائب الإمام علي، أيوب الربيعي، المعروف باسم أبو عزرائيل، الذي أعلن انتقاله إلى جانب عدد من مقاتليه إلى ديالى تاركاً لهيب معركة الموصل وراءه ومخيراً قائد شرطة ديالى بين الاستقالة أو الاستهداف.
يذكر أن الانفلات الأمني الذي وقع، ليس الأول من نوعه، إلا أنه اتخذ منحى أكثر فوضوية مع استهداف الميليشيات لأجهزة أمن رسمية بتهمة التضييق عليها لينضم جهاز شرطة ديالى إلى قافلة طويلة من الانتهاكات الموثقة بحق ميليشيات الحشد في مختلف مناطق العراق. من ناحية أخرى، يدور خلاف علني بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول السيطرة على أراض في الموصل بعد استعادتها من أيدي «داعش» رغم أن معركة السيطرة على المدينة لا تزال طويلة.
وخيم الخلاف على الأراضي بين كردستان وبغداد على المعركة ضد المتطرفين، وعاد إلى الواجهة مرة أخرى مع تقدم القوات في المعركة ضد «داعش». وقدم كل من بارزاني والعبادي تفسيرات مختلفة حول من سيسيطر على بعض أراضي الموصل بعد استعادة المدينة. وصرح بارزاني خلال زيارته إلى بلدة بعشيقة «اتفقنا مع أمريكا على عدم انسحابنا من المناطق الكردستانية».
ويصر كردستان العراق على أن المناطق المحاذية لحدوده الرسمية التي تمتد من الحدود مع سوريا غرباً إلى إيران شرقاً هي جزء من المناطق التي يجب أن يسيطر عليها، وهو الأمر الذي تعارضه بغداد بشدة.
ورد مكتب العبادي بما وصفه بـ «التوضيح». وقال إن الاتفاق بين بغداد وكردستان يدعو تحديداً إلى انسحاب قوات البشمركة. وأشار البيان إلى أن الاتفاق يشتمل على بند محدد بانسحاب البشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل.